رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أزمة المحافظ السياسى!

اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا قال فى حوار منشور بالزميلة »المصرى اليوم«، أنه لا يضطهد الأقباط وقراراته الحاسمة أدخلته ـ على حد تعبيره ـ وكر التماسيح، وأن الخطاب الدينى الجاهل لبعض المشايخ والقساوسة وراء الاحتقان، والإعلام المؤجج أدى لزيادة التوتر... ومن حق المحافظ أن يقول ما يشاء، ومن حقه أيضاً أن يدافع عن نفسه فى الأزمة التى اندلعت بينه وبين عدد من المطارنة فى المنيا، لكن ليس من حقه أن يعلق اندلاع أزمته بسبب الخطاب الدينى للمشايخ والقساوسة، أو يلقى بتبعية هذه الأزمة على الإعلام الذى وصفه بأنه مؤجج ويزيد من التوتر، فلا هذا ولاذاك هو الذى صنع الأزمة بينه وبين القساوسة فى المنيا.. فعلى مدى شهور طويلة لم ينجح المحافظ فى »لملمة« الاحتقان الذى ساد فى محافظته، لأسباب كثيرة يأتى على رأسها، أنه لم يمارس الفكر السياسى إلا بعد توليه مقاليد منصب المحافظ.. ومن ثم فإنه أدخل نفسه فى أزمات لم يحسب لها أى حسابات، وتسببت فى هذا الاحتقان الذى يتحدث عنه، وراح يعلق مواقفه على شماعة الآخرين!!!

وصحيح أن الخطاب الدينى بحاجة إلى التغيير وفى أسرع وقت، لكن ليس من حق المحافظ أن يهتم أى أحد من رجال الدين الإسلامى والمسيحى بالجهل، فرمى الناس بالباطل »جرم« ويأتى على رأسهم علماء الدين، ومثل تصريحات المحافظ هذه، هى التى أوقعته فى المحظور، وخلقت دون أن يدرى احتقاناً داخل محافظته.. ولو أنه تعامل بحنكة وحكمة فى الأزمة التى جرت بشأن بناء

أو تجديد الكنيسة فى المنيا، ما نشأ هذا الاحتقان.. وعلى مدى شهور طويلة اندلعت بينه وبين المطارنة فى المنيا مناقشات طويلة، تركزت فقط ليس على بناء الكنيسة أو نقلها إلى مكان آخر، إنما تركزت على التصريحات العنيفة التى كان المحافظ يطلقها بين الحين والآخر.

أما الإعلام المؤجج الذى زاد من التوتر على حد زعم المحافظ، كان يقوم فقط بنقل »مساجلات« ومناقشات المحافظ مع القساوسة، ولم يتدخل الإعلام من قريب أو بعيد فى أزمة المحافظ، سوى النقل العاقل لهذه الوقائع.. ولو أن اللواء أحمد ضياء الدين كان على قدر كاف من بعد النظر وحنكة الخبرة السياسية ما وقع فى فخ اتهامه بأنه يضطهد الأقباط، أو دخوله كما يقول في »وكر التماسيح«!!!. فالأزمة إذن ليست فى علماء الدين الإسلامى والمسيحى ولا فى الإعلام، إنما الأزمة الحقيقية هى عدم وجود المحافظ السياسى أو الوزير السياسى، الذى يستوعب كل ما حوله،.... وهذه ليست أزمة محافظ المنيا وحدة إنما أزمة  كل محافظى مصر!!!