عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطيب.. والبابا

قرار الأزهر الشريف بتجميد الحوار مع الفاتيكان، أقل ما يوصف بأنه شجاع وجرىء، لأن مظهر الشجاعة فيه أن لهجة الفاتيكان تحريضية وعدوانية، وجرئ لأن مجمع البحوث الإسلامية حدد سبب قطع الحوار بتكرار إساءات »بنديكت« بابا الفاتيكان للإسلام والمسلمين وتدخله بدون مبرر فى شئون مصر الداخلية، بزعم وجود اضطهاد ومن جانب المسلمين للمسيحيين المقيمين فى منطقة الشرق الأوسط. وعندما يتخذ الأزهر ومؤسساته الدينية المختلفة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قراراً حاسماً فى هذا الصدد، فإننا ننحنى له تعظيماً وسلاماً.. وغير صائب فى قراره كل من يظن أن الأزهر تعجل فى هذا القرار، أو كان يجب أن يتروى حتى لا يزيد الشرخ بين الفاتيكان والمؤسسة الدينية فى مصر... وغير جائز أن نردد كلاماً واهياً بأن الأزهر ورجاله فقدوا صوابهم فى هذا القرار، وكان يجب منح الحوار فرصاً والرد وتوضيح الرؤى وإزالة الملابسات المختلطة على بابا الفاتيكان.

وفى رأينا أن الأزهر أصاب تماماً عندما اتخذ هذا القرار، لأن تصريحات البابا فاقت الحدود والتصرفات، ولن أقول إنه تطاول كثيراً.. كما فعل.. على الإسلام، والمسلمين، وإنما باتت تصريحاته الأخيرة كلها بمثابة شعارات تحريض ضد المسلمين، بهدف إثارة فتنة واحتقان طائفى لا يرضى به أى عاقل. ولو أن البابا كلف نفسه ليعرف حقيقة الأوضاع مثلاً فى مصر، سيجد أن المصريين نسيج واحد ولا فرق بين قبطى ومسلم، ولكن يبدو أن معلومات بابا الفاتيكان اعتمد فيها على المحرضين والعدوانيين الذين ينبشون لإثارة فتنة

مصطنعة..

والدكتور أحمد الطيب المعهود عنه الصبر والتروى ما كان ليتخذ قرار قطع الحوار مع الفاتيكان، إلا إذا فقد صبره وضاق صدره بسبب فقدان الأمل فى البابا وتصريحاته العدوانية ولذلك يخطئ من يظن أن »الطيب« قد جانبه الصواب فى هذا القرار، لأنه لا يجوز إجراء حوار بين هادئ مطمئن وآخر متسرع يرمى الناس بالباطل ويقذفهم بالأباطيل. فالحوار بطبيعته إذن يكون مقطوعاً، وما فعله شيخ الأزهر فقط هو الإعلان عن قطع هذا الحوار.. أما تدخل البابا فى شئون مصر فهو تجاوز لحدوده أولاً لأنه ليس لدينا أقليات كما يزعم دائماً الأقباط هم جزء من نسيج المصريين الواحد، وثانياً: لأنه لا يوجد هذا الاضطهاد الذى يزعمه البابا... فهو فقط فى محض خياله وتصوره العدوانى الذى لا يعرفه المصريون ولا شيخ الأزهر الذى هو واحد من أبناء مصر.

وبذلك ننتهى إلى أن قرار شيخ الأزهر صائب مائة فى المائة، وتصريحات بابا الفاتيكان طلقات فشنك لا تصيب ولا تؤثر فى نسيج مصر الواحد.