عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الصمت المريب للعليا للانتخابات

ماذا فعل المستشار عبدالعزيز، رئيس اللجنة العليا للانتخابات تجاه التجاوزات التي ارتكبها رافعو الشعارات الدينية خلال جولة انتخابات المرحلة الاولي؟!.. الصمت الذي لازم رئيس اللجنة العليا للانتخابات، يدعو الي القلق والريبة وينذر بعواقب وخيمة علي جولتي الانتخابات الثانية والثالثة. فالاخوان المسلمين والاخوان الاقباط الذين خالفوا قوانين وأعراف

الانتخابات، وحصدوا ما حصدوا من مقاعد في الجولة الاولي، يشعلون بتصرفاتهم غير القانونية النار في الجولتين الثانية والثالثة.. ولن يرضي المرشحون الآخرون إلا أن يتم تطبيق القانون علي الجميع، مما يثير أزمات وأزمات، طالما أن العليا للانتخابات لا تحرك ساكناً أمام هذه المخالفات غير القانونية.
يبقي السؤال: لماذا يتجاهل رئيس اللجنة هذه المخالفات خاصة انها ليست مخالفات عادية ولا بسيطة انما هي استغلال للدين سواء الاسلامي أو المسيحي في تحقيق مكاسب انتخابية؟!.. هل رئيس اللجنة العليا لا يعرف خطورة هذه الكارثة؟ هل رئيس اللجنة لا يدري ما يمكن أن تحدثه من تقسيم المصريين الي فرق وشيع دينية؟!.. هل رئيس اللجنة لا يدري أن ذلك يضرب المواطنة في مقتل؟!.. هل لا يدري رئيس اللجنة أن ذلك يقضي علي النسيج الوطني الذي تمتاز به مصر عن سائر دول العالم؟!... واذا كان رئيس اللجنة يتغاضي عن المخالفات الاخري مثل توزيع اللحوم والبطاطين والسكر والاموال علي ناخبين بسطاء، فلا يجوز علي الاطلاق أن يصمت عن حرب الشعارات الدينية... يا سيادة رئيس اللجنة العليا لقد كان حديث الناس ينحصر ما بين دخول الجنة والنار أمام اللجان.. اضافة الي تدخل الكنيسة المصرية في توزيع قوائم انتخابية، فهل يجوز ذلك بأن يتم التلاعب بمشاعر البشر دينياً؟!.
التغاضي عن جريمة استغلال الاديان في العملية الانتخابية.. يعني ضرب الوطن في مقتل، ودعوة الي الطائفية التي يرفضها كل المصريين.. واذا كان رئيس العليا لا يعرف ذلك فتلك مصيبة وان كان يعرف ولا يفعل شيئاً - كما هو واقع

الآن - فالمصيبة أعظم. فما من لجنة انتخابية خلال الجولة الاولي إلا وتم أمامها استغلال الشعارات الدينية، وكل العاملين في اللجان والقضاة المشرفين علي هذه اللجان تأكدوا من ذلك.. لكن ماذا يفعلون والجريمة تتم خارج اللجان!!!.
لماذا اذن يلتزم رئيس العليا للانتخابات الصمت الرهيب علي هذه التجاوزات؟!.. لن يغفر له التاريخ هذا السكوت المريب، وعندما يتحدث التاريخ عن أعظم انتخابات برلمانية تمت في مصر في ظل الاقبال الرائع من المواطنين عليها، سيذكر التاريخ أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات تغاضي عن أبشع جريمة شابت هذه الانتخابات وهي استغلال الاديان في الانتخابات.. ولم يحقق رئيس اللجنة  في واقعة واحدة لأي لجنة تم استغلال الدين فيها، مما يعني أن هذا الصمت مريب ويدعو الي القلق والخوف علي باقي الجولات الانتخابية.
الغريب في الامر ان رئيس العليا للانتخابات، أصابه النفور من أسئلة الزملاء الصحفيين الذين واجهوه بهذه الكارثة ولم يعلق أو يجب عن استفسارات الاعلاميين بهذا الصدد وتجاهل الامر برمته وكأن شيئاً لم يحدث، وصحيح ان هناك مخالفات أخري وقعت وتجاهلها رئيس اللجنة العليا للانتخابات، لكن استخدام الشعارات الدينية لا يمكن السكوت علي تجاهلها أو الصمت حيالها لانها فعلاً دعوة لحرق الوطن.. ونحن في غني عن ذلك تماماً.