عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هذيان »أبوالغيط«!!

تصريحات أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المنشورة في صحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية مؤخراً، تأتي في إطار الهذيان الحكومي عندما يقول إن تقدم المجتمعات يقاس بعدد مستخدمي المحمول.

وبما أن هناك ستين مليون مواطن مصري يستخدمون المحمول من بين ثمانين مليوناً، إذن هو شعب متقدم، ويري وزير الخارجية أن هذا العدد كاف لندرأ عن المصريين الفشل والعجز!!.

هذا التصريح موجه إلي الشعب الأمريكي الذي يسأل عن احتمال انتقال الثورة التونسية إلي مصر ودول عربية أخري... وبما أنه ـ من وجهة نظر وزير خارجية مصر. يوجد ستون مليون مصري يستخدمون التليفون المحمول، فمن الصعب جداً أن يثأر الشعب المصري لحريته المسلوبة، أو أن يطالب بتوسيع الهامش الديمقراطي المحدود الذي يتحرك في إطاره، أو أن يثأر لظروف معيشته القاسية وحالته الضنك!!!...

ويبدو أن السيد أبوالغيط يتحدث عن شعب آخر غير المصريين الذين يواجهون الأمرين في حياتهم اليومية، ويوفرون قوت يومهم بالكاد، أو يبدو أن وزير الخارجية يسخر من حالة المصريين الذين طحنهم الفقر، ورغم ذلك يحرصون علي استخدام الهاتف المحمول... وفي كلتا الحالتين لا الوزير يتحدث عن شعب آخر غير المصريين، ولا يسخر منهم... وإنما أراد أن يوجه رسالة إلي الأمريكيين بأن الحالة »زي الفُل« في مصر.. والمصريون يعيشون وينعمون في

الرخاء والنعيم، والدليل استخدام المحمول بهذه الكثرة... وإذا كان عدد المصريين ثمانين مليوناً، بينهم ستون مليوناً يستخدمون المحمول فمن إذن لا يستخدم هذا الاختراع؟، وهل استثني الوزير الأطفال الرضع حتي عمر أربع سنوات؟!... هل استثني الوزير المرضي والصم والبكم وأصحاب العاهات؟! أم أن الوزير لم يعمل حساباً لهؤلاء؟!.. وبصراحة شديدة لا أعرف العملية الحسابية التي أجري بها الوزير »حسبته« الغريبة والشاذة؟... والإجابة لديه وحده فقط!!!.

ويبقي السؤال المهم ما الذي يجبر وزير خارجية مصر علي ضرب هذا المثال لإثبات تقدم المصريين وعدم عجزهم أو فشلهم؟!.. ونري أنه لا دافع لإرغام الوزير علي اطلاق مثل هذا التصريح الغريب والعجيب، إلا أنه أراد أن ينفي اعتزام قيام المصريين بانتفاضة مثل تونس، فوقع في المحظور القائل »أراد أن يكحلها فعماها« أم أن »أبوالغيط« لديه رأي آخر لا نعرفه؟!!