رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصـــر فوق الجميع

هل يمكن أن نطلق علي ما حدث في ميداني التحرير والعباسية يوم الجمعة الماضي، أنه انقسام بين المصريين؟ هل يمكن ان نطلق علي المظاهرات التي اندلعت في ميدان العباسية، أنها تعبر عن الاغلبية المصرية الصامتة؟ هل يمكن أن يكون هناك طرف ثالث لم ينضم إلي المعسكرين،

وله وجهة نظر أخري مغايرة للطرفين؟ هل من حقنا ان نقول أن هذه المظاهرة الاخلاقية والتباين بين وجهات نظر المصريين صحية أم أنها غير ذلك؟!،، هل الديمقراطية والحرية وراء كل هذه الظواهر التي لم تشهدها مصر منذ ستين عاماً؟!.. هل هذا الاختلاف - المؤقت - هو بداية الطريق إلي الدولة الديمقراطية الحديثة التي يحلم بها الشعب المصري..
صحيح أنه من غير المقبول أن يكون هناك اتفاق علي كل شيء في الرؤي الفكرية والسياسية ومسألة الاتفاق بنسبة 99.99٪، ذهبت إلي غير رجعة، فليس هناك في الدنيا اتفاق شامل كامل علي موقف محدد.. فالناس منذ خلق آدم ومرورا بكل العصور والاديان لم يتفقوا علي شيء واحد.. فالاختلاف إذن ظاهرة طبيعية وصحية يجب ألا تؤرق أحداً أو تجعله يصاب بالاحباط.. وفي الدولة الديمقراطية  من حق الكل أن يعلن عن رأيه بحرية شاملة غير منقوصة.. أما الذي يصيب بالأسي أن يكون هناك تحقير من طرف ضد الآخر..
في العملية الديمقراطية ليس شرطاً أن يحصل طرف علي نسبة الاغلبية، وإنما يكفيه ان ترجح كفته ولو بنسبة ضئيلة، وفيها أيضا أن افكار الخاسرين لا ترمي في سلة القمامة، وإنما يستفاد بها، ويأخذ بها الفائز في حالة احتياجه إليها.. نحن في مصر مازلنا في «K.G.1» ديمقراطية ولذلك سنشهد مشاكل كثيرة لكنها لن تدوم أو تستمر، إنما هي بداية العبور إلي الديمقراطية الكاملة.. ويجب ألا ينزعج أحد من هذه المواقف السلبية والافكار الناتجة عنها، فكل ذلك إلي زوال طالما أن المصريين وضعوا أيديهم علي بداية طريق الديمقراطية.
الذين انزعجوا من مظاهرات العباسية يوم الجمعة، وقالوا: إن المصريين انقسموا علي انفسهم وان المصريين يقتلون ثورتهم بأيديهم كلامهم في

غير محله، فليس شرطا ان يتوافق الجميع علي شيء واحد.. الذين انزعجوا من مظاهرات العباسية إنما لا يزالون يفكرون بمنطق الديكتاتورية، لان الجميع لا يزال في مهد الديمقراطية.. من حق الجميع ان يعبر عن وجهة نظره في اطار القانون والشرعية، وليس الأمور حكراً علي طرف دون الآخر.. من حق الجميع أن يطرح رؤاه بالشكل الذي يراه طالما أن ذلك لا يتعارض مع القانون..
مبدأ التشكيك وتصنيف الناس «مع وضد» مرفوض ولا يقبل العقل ولا القانون، لماذا مثلاً ننعت الذين خرجوا إلي العباسية بأنهم غير وطنيين فهذا لا يصح ولا يجوز؟ ولماذا ننعت بعض الذين ذهبوا إلي التحرير بأن فيهم بلطجية، فهذا لا يصح ولا يجوز!! هذا الامر غير صحي في العملية الديمقراطية وعواقبه وخيمة لن يستفيد منها أحد وتؤثر تأثيراً بالغاً علي المستقبل الديمقراطي الذي ينشده الجميع..
الأهم من ذلك كله أن يعلم الجميع ان مصر فوق الكل وهي الأبقي، والوطن الذي تعيش فيه هو الباقي، والجميع إلي زوال ولذلك يجب أن يتحرك الجميع في اطار ذلك لو فعل الجميع ما يمليه عليه الوطن الباقي، لتغيرت الصورة ووصلنا إلي الهدف المنشود في الرقي بالبلاد والوصول بها إلي بر الامن والامان، كل المعوقات وهانت الصعاب.. فمصر فوق الجميع، والحق فوق القوة والامة فوق الحكومة وهذا هو شعار الوفد.