رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكومة... معدومة النفع!!

فى خلال عشرة شهور أى منذ اندلاع الثورة، تعد هذه الحكومة الثالثة، وربما يزداد عدد الحكومات حتى يتم انتخاب الرئيس المدنى الجديد للبلاد، بالإضافة الى تعديلات وزارية كثيرة وتعديلات فى المحافظين.. كل حكومة لا تمكث كثيراً خلال هذه الفترة الانتقالية،

بسبب الاضطرابات التى تسود فى البلاد.. ويخطئ من يظن أن أى حكومة خلال هذه الفترة يمكن أن تفعل شيئاً للبلاد،، ومع احترامى وتقديرى لرئيس الحكومة الجديد، فلن يفعل شيئاً فى ظل هذه الأوضاع الحالية المتردية.. ليس ذلك تقليلاً من عزيمة رئيس الحكومة ولا تقليلاً من شأنه، وانما لأن طبيعة الأوضاع الحالية لا تسمح لأى حكومة باتخاذ قرارات نافذة يمكن أن تعود بالنفع على المواطنين...
ففى ظل المرحلة الانتقالية التى تعد بطبيعة الحال استثنائية، تفقد أى حكومة الدور المنوط بها، هى حكومة بدون خطط مستقبلية، إذ علىأكبر تقدير لا يمكن أن تدوم الحكومة الجديدة أكثر من ستة شهور قادمة حتى يتم وضع الدستور وانتخاب الرئيس الجديد للبلاد.. فهل خلال هذه الفترة القليلة يمكن أن تضع الحكومة الجديدة ـ أياً كانت ـ تصوراًوخططاً مستقبلية ترفع الأعباء عن كاهل الناس المطحونين.. لاأعتقد ذلك حتى لو امتلكت هذه الحكومة سحر كهنة فرعون..
الحكومة الجديدة لن تفعل شيئاً أبداً أكثر مما فعلته حكومتا «شفيق» و«شرف» السابقتان، منوط بها تسيير أمور البلاد فى ظل المرحلة القادمة التى لن تتعدى طبقاً لما أعلنه المشير حسين طنطاوىآخر «يونيو»،حتى يغادر الجيش السلطة ويعود إلى ثكناته فى يوليو المقبل.. ولذلك يخطئ من يظن أن هذه الحكومة ستفعل شيئاً يمكن أن يعود بالنفع على المواطنين، فهذه الحكومة  مهما امتلكت من أدوات لا يمكن أن تتعدى حدودها فى تسيير الأمور خلال الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية.. وستشهد هذه الحكومة لو افترضنا أنها ستستمر حتى النهاية ثلاثة أحداث مهمة هى الانتخابات البرلمانية ووضع الدستور والانتخابات الرئاسية.
لكن الذى يمكن أن يذكره التاريخ لهذه الحكومة الجديدة، هو نزاهة العملية الانتخابية برلمانية، كانت أم رئاسية، ووضع دستور جديد للبلاد يليق بمكانة مصر الاقليمية والدولية ويحقق أهداف

الثورة..ولذلك مطلوب من رئيس الحكومة أن يضع فى اعتباره ضرورة أن تكون هذه الحكومة أمينة فى عملية الانتخابات والدستور، وسيسجل له التاريخ بحروف من نور ذلك لوأن الانتخابات الدستور تمت تحقيقاً لأهداف الثورة، وانتقلت البلاد بعدها الى حكم مدنى ديمقراطى حديث..
صحيح أن المنفعة المادية ستكون معدومة لخلق الله المصريين خلال هذه الفترة ولن يستطيع رئيس الحكومة ووزراؤه تنفيذ مطالب الناس فى كل القطاعات، لكن يشفع له أن هذه حكومة مؤقتة فى مرحلة استثنائية تشهد أهم أحداث فى تاريخ مصر.. لكن المطلوب هو التعامل بحكمة بالغة مع مطالب الجماهير وأصحاب الاحتجاجات الفئوية حتى تمر هذه الفترة الانتقالية بسلام وأمان، وليعلم الجميع أن هذه المدة المتبقية من عمر المرحلة الانتقالية، ليست كافية لحل مشكلة واحدة من مشكلات المجتمع المتراكمة من عقود طويلة..
والمطلوب الآن من رئيس الحكومة أن يحسن اختيار وزرائه فى هذه الفترة، حتى يتوافقوا مع أهداف الثورة والثوار، فهو فى حاجة ماسة الى وزراء من نوع خاص، يتعاملون مع الثوار بمنطقهم، ومع المطحونين بالشعور بآلامهم، ومع طبيعة هذه المرحلة الاستثنائية بمنطق مختلف عن أى حكومة أخرى مكلفة أمامها متسع من الوقت... الحكومة الجديدة تحتاج الى وزراء سياسيين يتعاملون مع  هذه المرحلة بمنطق المرحلة نفسها...ولذلك فإن عملية اختيار وزراء هذه الفترة عملية شاقة قد تحتاج بعض الوقت والتريث فى عملية الاختيار.