رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثوار ليسوا مجرمين

الرئيس الليبي معمر القذافي لا يزال مستمرًا في سياسة »خالف تعرف«، وإلا فما معني أن يقول في خطاب موجه إلي الشعب التونسي: إن الرئيس زين العابدين بن علي، هو الرئيس الشرعي لتونس؟!.. وما معني أن يصف العقيد القذافي الشعب التونسي الثائر بأنه جماعة مجرمة  خرجت إلي الشارع؟!.. ولماذا يصر »القذافي« علي أن »بن علي« مازال رئيسًا؟!.. ولماذا يصف الغضب الشعبي التونسي بأنه اجرام؟!.. تصريحات »القذافي« الغريبة والشاذة، تعني واحدة من اثنتين الأولي أنه لا يزال غير مصدق بانتفاضة التونسيين الذين ثأروا لكرامتهم، واستردوا حريتهم المكبلة بالحديد والنار طوال ثلاثة وعشرين عامًا.. والثانية: أن »القذافي« لا يدرك حقيقة ما جري في تونس.. وفي كلتا الحالتين المصيبة أعظم.

ما يقوله »القذافي« هو أشبه بالنكت التي يطلقها بين الحين والآخر ليكون حديث الناس في كل مكان.. كالذي تمامًا يرتكب جرمًا في حق نفسه حتي يتحدث عنه الناس.. وأنا لا أري فرقًا بين ما يقوله العقيد القذافي والذي يرتكب في حق نفسه جرمًا!!.. وما الذي إذن يقصده القذافي عندما يصف الشعب التونسي بالمجرمين العتاة، وهم الذين أرادوا تحرير أنفسهم من قبضة الظلم والطغيان، وإجبار رئيسهم علي الهروب؟!.

الذي فعله التونسيون هو حرصهم علي توفير المناخ الديمقراطي، واسترداد حقوقهم المفقودة

التي فعلها »بن علي« الذي يدافع عنه العقيد القذافي.

إذن ما الذي يقصده الرئيس الليبي من تصريحاته الغريبة والشاذة في حق الشعب التونسي؟!!.. إننا نري أن القذافي يخشي موجة الحرية التي انتزعها الشعب التونسي، أن تصل إلي أراضيه وتخلعه من منصبه الذي تولاه منذ قرابة نصف قرن.. وقد يرد قائلا بأن ظروف المعيشة في تونس تختلف عن ظروف الحياة في ليبيا، وهذا صحيح فالشعب التونسي يعاني الفقر.. والعوز بخلاف الشعب الليبي، لكن الحاكم واحد كما في كل البلدان العربية.. القهر وحكم الحديد والنار وتكميم الأفواه وانعدام الحرية صفات أساسية يتبعها كل الحكام العرب.. وهذا ما يخشاه »القذافي« وأمثاله في كل البلدان التي يسود فيها حكم الفرد المطلق.. وهذا ما دعا الرئيس القذافي أن يتهم الشعب التونسي الثائر بالإجرام، ويصف »بن علي« بالرئيس الشرعي!!