عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أهداف تفجير خط الغاز!

تفجير خط الغاز المتجه إلي إسرائيل، لم يعد صدفة تعدد المرات الكثيرة التي اقتربت من العشرة، يعني أن هناك رسالة من المفجرين إلي المجلس العسكري الحاكم، بضرورة وقف التعامل كلية مع اسرائيل.. المفجرون لديهم رسالة واضحة المعالم وهي أن وقف التعامل مع اسرائيل بات ضرورة ملحة، هذا هو المعني الظاهر

  من تفجير خط الغاز.. ورغم أن الحراسات المشددة علي الخط إلا أن ذلك لم يمنعه من وقوع كارثة التفجير.. في المرة الأولي للتفجير أجمع الكل  علي أن حالة الفوضي والاضطراب وراء قيام البلطجية  بعملية التفجير، ويجوز أن ينطبق ذلك علي المرات الثانية والثالثة والرابعة، لكن المرات التي أعقبتها في الخامسة والسادسة والسابعة، لا يمكن أن تكون إلا رسالة واحدة وهي وقف التعامل مع اسرائيل، وقطع كل العلاقات بين البلدين..
هل يفكر المفجرون في أن السعر الزهيد الذي يباع به الغاز المصري لإسرائيل يتساوي تماما مع قطع إمداد اسرائيل بالغاز؟!.. هل يفكر المفجرون ان مصر الثورة لابد أن تقيم علاقات أخري من نوع جديد  مع اسرائيل، تعيد التوازن، في ظل خيبة الأمل التي أصابت مصر خلال حكم النظام  السابق الذي سمح لاسرائيل بأن تحصل علي خيرات مصر بثمن زهيد؟!!... هل المفجرون يوجهون رسالة إلي تل أبيب مفادها أن القاهرة تستطيع أن تحاصر اسرائيل اقتصاديا خاصة أن الغاز المصري هو عصب الحياة لديها؟!.. هل المفجرون الذين تمكنوا من إحداث الانفجارات  بخط الغاز لمرات عديدة، يوجهون انذاراً قوياً  لحكومة اسرائيل، لوقف الاعتداءات علي الاخوة الفلسطينيين، وضرورية قيام الدولة الفلسطينية؟!.. هل المفجرون يردون مثلا علي تعيين قائد الحرب الاسرائيلية علي غزة قائداً للمنطقة الحدودية مع مصر؟!!..
هناك علامات استفهام وأسئلة كثيرة تطرح نفسها بعد هذا التفجير لكن الرسالة الواضحة المعالم هي أن المفجرين يحذرون اسرائيل، ويطلبون من المجلس العسكري الحاكم في مصر بإعلان موقف محدد بشأن التعامل مع اسرائيل في ظل الثورة المصرية، ورد كرامة المصريين التي ضيعها نظام الحكم السابق.. وأياً كانت هوية المفجرين فإن هذا يعني أنه بات علي المجلس العسكري أن يعلن موقفاً آخر بشأن التعامل مع اسرائيل، موقف

يتعامل بندية، وأبسط هذه الندية هو منع تصدير الغاز إلي تل أبيب، طالما أن هذه الدولة اليهودية لا تحترم حقوق الانسان وتواصل تصرفاتها المتعجرفة مع جيرانها العرب وخاصة الإخوة الفلسطينيين الذين من حقهم قيام دولتهم المستقلة علي حدود 1967.
تفجير خط الغاز ليس انذاراً لاسرائيل وحدها، إنما هو انذار شديد اللهجة الي أمريكا التي تلعب بالبيضة والحجر وتساند اسرائيل بكل بجاحة علي حساب شعوب كل المنطقة العربية.. المفجرون بهذا العمل يطالبون أمريكا بوقف سياسة الكيل بمكيالين ويطلبون تراجع الولايات المتحدة عن مواقفها الشاذة بشأن قيام الدولة الفلسطينية ويطلبون وقف الحرب الشعواء ضد المنطقة العربية  وخاصة الفلسطينيين الذين انساقوا وراء أمريكا وجاء موعد اعلان دولتهم  وحتي تكشر عن  أنيابها ضد حقوق الانسان... والمفجرون ليس أمامهم للرد علي اسرائيل وأمريكا إلا هذا العمل، ولا أقصد هنا تبريرا لما فعلوه، إنما أرصد ظاهرة تكررت بدل المرة حوالي سبع مرات.. ولايجب ألا تمر عملية التفجير هباء منثوراً، بل يجب أن نأخذ العبرة منها وأهدافها ومبرراتها والغرض منها.. لكن أن نترك الأمر علي علته والزمن والأيام كفيلة بالنسيان فهذا مرفوض ولا يقبله أي عاقل..
ـ ظاهرة التفجير المتكررة يجب التأمل فيها والبحث عن أسبابها ومبرراتها والغرض منها، ولا أجد هدفاً من ذلك سوي ضرورة اعادة تقييم العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وعلاقة أمريكا بالمنطقة كلها، ومنح الإخوة الفلسطينيين حقوقهم كاملة غير منقوصة.