إهمال مسرحي

كنت في زيارة سريعة لمسرح طنطا مع د. صابر عرب وزير الثقافة للوقوف على اخر المستجدات فيه ومتابعة عملية الترميم والإحلال والتجديد التي بدأت منذ أربعة أشهر، وذلك لإعادته للحياة مرة أخرى بعد توقف دام أكثر من عشرين عاما والانتهاء منه حتى يكون جاهزا للافتتاح في شهر مايو المقبل .

وقد بهرني هذا المسرح الذي يعد واحد من أهم المسارح في مصر وله قيمة ثقافية كبري لا تقدر فهو أحد ثلاثة مسارح تم تصميمها علي الطراز الإيطالي مع مسرح (الأوبرا) القديم ومسرح (سيد درويش) و كان الهدف الأساسي من إنشائه أن يكون مركزا رئيسيا لنشر الثقافة وكان يحتوى علي مقصورة ملكية كانت خاصة بالملك فاروق وخشبة المسرح  يصل ارتفاعها إلي ثلاثين مترا..  فوقفت اتامله كيف كان حاله حينما خطب عليه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أو كيف وقفت عليه أم كلثوم لتبدع أغانيها  وكذلك الفنان القدير يوسف وهبي الذى تمنى لو كان هذا المسرح بالقاهرة .
هذا المسرح قيمة ثقافية وفنية وتاريخية عاليه جدا ولا اعرف لماذا تأخرت وزارة الثقافة فى عملية تجديده طوال هذه السنوات وهو ما

يستلزم إعادته الى ما كان عليه فى الماضي و ضرورة الالتزام بالتصميمات والكتالوجات القديمة للمبنى , والحفاظ على خشبة المسرح والذخائر كما كانت عليه من قبل حتى يعود المسرح إلى رونقه الثقافي والتاريخي خاصة ان لدينا مشكلة كبيرة وهى اننا لم نبنى مسرحا فى العصر الحديث – اللهم إلا مسرح بيرم  التونسي الذى تم افتتاحه فى العام الماضى  بمدينة الإسكندرية  - وإنما نعيش على المسارح التى تم بناها فى الماضي وبدلا من ان نحافظ عليها نتركها تحرق أو تهدم أو تحول إلى مكاتب وهيئات وهو مالا يجب أن نتغاضى بعد الان فيجب ان تكون هناك خطة حقيقية  لبناء مسارح جديدة  لإعادة نشر الهوية الثقافية والمسرحية التي حاول الإخوان تدميرها العام الماضي . 

[email protected]