عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفن الحرام

هل يحرم الإسلام الابداع ويجرم المبدعين؟ هل يكره الاسلام الفن ويحتقر الفنانين؟.. هل الفن حرام؟
اسئلة كثيرة كانت تتبادر الى ذهنى اثناء تصفحى كتاب الزميل العزيز ايمن الحكيم «الفن الحرام.. تاريخ الاشتباك بين السلفيين والمبدعين» الذى صدر حديثا عن دار كتابات للنشر.

الكتاب يشتمل على قضايا صدامية كثيرة بين المتشددين والمبدعين مثلما حدث فى قضية تكفير المطرب الكبير محمد عبد الوهاب بسبب أغنية «من غير ليه» والهجوم الشديد الذى اوشك ان يرمى بمرسيل خليفة فى غياهب السجن بسبب قيامه بغناء قصيدة «أحد عشر كوكبا» للشاعر محمود درويش وكذا قضية تكفير ذكرى ونجوى كرم والهجوم الذى حدث على فيلمى الرسالة والمهاجر والابداع الأدبى فى الفترة الاخيرة وغيرها من القضايا التى تلاقى فيها المبدعون والمتشددون فى خصومة طويلة وكانت النصرة فى اغلبها لصالح المبدعين.
تأتى أهمية هذا الكتاب من وجهة نظرى فى الوقت الذى صدر فيه مع تصاعد آراء بعض المتشددين الذين وصلوا الى السلطة بتحريم الفن والغناء بشكل قاطع طالبوا بإلغائه دون ان يسمحوا بأى حوار أو مناقشة بطريقة وجهت لهم السخرية لآرائهم من الناس سواء فى مواقع التواصل الالكترونى او حتى فى الاعلام المرئى والمكتوب وكأنهم لا يعلمون ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يستمع الى الشعر ويستحسنه والأغانى ويباركها فقد روى انه سأل عائشة (رضى الله عنها) من أين جئت؟.. فقالت: كنت أزف أنصارية لزوجها فقال: هل غنيت لها فإن الأنصار قوم فيهم غزل؟.. قالت: وماذا نغنى يا رسول الله؟ قال: قولى أتيناكم أتيناكم.. فحييونا نحييكم.
أى أن الرسول «عليه الصلاة والسلام» كان يؤلف الاغانى ايضا لذا ليس هناك مبرر أهذا التشدد الاعمى من قبل البعض فهم لا يدركون ان هناك علاقة وثيقة بين الفن والدين كما قال العالم الكبير الراحل د. مصطفى

محمود فى مقدمته لهذا الكتاب: «الفن والدين، كلاهما يتنافسان على القلب».
أو كما يقول الناقد الأدبى د. صلاح فضل: إن هذه العلاقة لا يجب ان تكون فى حالة عناد، لأن الفن يطهر النفس وينمى الطاقات الخلاقة، بينما هدف الدين يكمن فى السمو بالروح وهو نفس الدور الذى تلعبه الموسيقى والشعر والفنون التشكيلية، والتداخل بين ما هو مقدس والابداع يجعل الدائرة بين الدين والفن تلتحم ولا تنفصل.
الاستمرار فى الحديث عما هو حرام أو حلال فى الفن يجب ان يترك لمتخصصيه من علماء الأزهر الدارسين والعالمين بهذه الأمور وليس كل من قرأ كلمتين لم يفهم معناهما الصحيح يخرج علينا بفتواه الغريبة، كما فعل أحد شيوخ الفضائيات وأحد فلول النظام السابق بإعلان أن أغانى أم كلثوم حرام رغم هذه السيدة العظيمة كان يستمع اليها كبار رجال الدين مثل الشيخ الغزالى (رحمه الله) كما قال صهره الزميل محمد عبد القدوس لأغانيها العاطفية والدينية.
كل من أتمناه ألا يتسع الأمر بين الاسلاميين والمبدعين فى الفترة المقبلة خاصة ان هناك قضية أهم من هذا التراشق الأحمق وهى قضية هذا البلد الذى أوشك على السقوط فى الهاوية دون أن يجد حلا لهذا التخريب.
[email protected]