عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هزار السائقين أفضى إلى موت الابن الوحيد!

اتصل بى الزميل ناصر فياض نائب رئيس التحرير الأحد الماضى وجاء صوته متوتراً منفعلاً على غير العادة، أبلغنى بوقوع حادث لابن شقيقته الوحيد على طريق الزقازيق - ميت غمر، وأنه تم نقله لمستشفى الأحرار العام بالزقازيق منذ حوالى ساعتين ولم يتم إسعافه،

رغم أن حالته حرجة، وطلب منى «ناصر» الاتصال بأى مسئول باعتبارى مندوباً لـ «الوفد» في وزارة الصحة، وبالفعل اتصلت بمكتب الدكتور عادل عدوى وزير الصحة وأعطانى فوراً رقم التليفون المحمول لمدير المستشفى، ولكنه للأسف كان مغلقاً، ولم أتردد فى الاتصال بالدكتور عادل عدوى وزير الصحة شخصياً الذى أبدى اهتماماً شديداً بالحالة واستياءه من إدارة المستشفى فى التعامل مع حالات الطوارئ، ولم ينه الوزير المكالمة قبل الحصول على رقم تليفون أحد أفراد أسرته للتواصل معه، وبالفعل أعطيته رقم ناصر فياض، وخلال لحظات كان الدكتور خالد الوشاحى مدير طوارئ الوزارة يتابع مع ناصر الحالة لحظة بلحظة تنفيذاً لتعليمات الوزير، وتم نقل المصاب إلى العناية المركزة، وخلال ساعات كان الشاب محمد يسرى فياض، الطالب بالصف الثانى بهندسة الزقازيق والابن الوحيد لشقيقة ناصر على 3 بنات قد توفى إلى رحمة الله متأثراً بإصابته.
الكارثة كانت مفجعة والمصاب جللاً والأسرة كلها فى حالة ذهول من هول الصدمة، لكن الكارثة الأكبر كانت فى تفاصيل الحادث نفسه، فالابن المتفوق دراسياً كان فى طريق عودته من كلية الهندسة بالزقازيق إلى منزله بميت غمر مع 16 من زملائه فى كليتى الطب والهندسة في سيارة ميكروباص، وخلال رحلة العودة دخل سائق الميكروباص المستهتر فى نوبة هزار مع سائق آخر وتسابق السائقان على الطريق بسرعة جنونية و«غرز» فى ظل غياب الرقابة المرورية على الطريق، إلى أن اصطدما ببعضهما وأصيب «محمد»

الذى كان جالساً وحده بجانب السائق بنزيف فى المخ وتهتك بالبطن ولم يصب السائق المستهتر هو وصديقه بأى خدش، وهربا من موقع الحادث وتركا «محمد» ينزف على الطريق حتى قام زملاؤه بنقله لمستشفى الأحرار.
الحادث رغم أنه أليم وحرم أباً وأماً كادحين من فلذة كبدهما لن يكون الأخير، طالما أن قانون المرور الحالى لا يحاسب السائق على استهتاره بحياة الركاب وتجاوزاته على الطريق التى تسبب كوارث يومية لا حصر لها، والمسألة تحتاج إلى وقفة حقيقية لمنع نزيف الدم على الطرق التى جعلت مصر تحتل النسبة الأعلى في وفيات حوادث الطرق على مستوى العالم بمعدل 41.6 لكل مائة ألف نسمة بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية الذى يقدر أعداد حوادث الطرق في مصر بحوالى 13 ألف قتيل و40 ألف مصاب وما يقرب من 17 مليار جنيه خسائر سنوية في إجمالي الناتج القومي.
أتمنى ألا يفلت هذا السائق المستهتر وزميله من العقاب، وأن يقوم قسم شرطة ميت غمر بواجبه نحو ضبط السائق الهارب وزميله وتقديمهما لمحاكمة عاجلة وليكونا عبرة لأمثالهما، ولكى تجف دموع أمه التى لم يغمض لها جفن حتى الآن.