عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طبيب ابن ناس

بالأمس كنت فى مستشفى رمد إمبابة وهذه هى المرة الأولى التى أدخل فيها هذا المستشفى، فى البداية اعتقدت أننى أخطأت باب الدخول لأن المستوى الذى شاهدته لأول وهلة يوحى بأنه مستشفى خاص وليس مستشفى حكوميا، فالمبنى صغير والمدخل نظيف وعلى غير المعتاد لا زحام ولا ضجيج، العيادة الخارجية لا فارق بينها وبين أى مستشفى خمس نجوم بالعكس الاهتمام بالمريض والمستوى الطبى وحسن المعاملة يفوق بكثير تلك المستشفيات

، تأملت وجوه الأطباء والطبيبات فتأكدت أنهم أولاد ناس بكل معنى الكلمة، تعاملهم مع المرضى البسطاء فيه كثير من الرحمة والمودة، بخلاف كثير من المستشفيات التى يمارس فيها الأطباء عقدهم النفسية على المرضى، بحثت عن السر فى هذه المنظومة النادرة واكتشفت أن وراءها طبيبا إنسانا هو حاتم الخشت مدير المستشفى الذى يتابع كل صغيرة وكبيرة بمنتهى الدقة، حتى مكتبه لم اجد فيه سوى لمبة واحدة فقط مضاءة وعندما سألته عن السبب قال انها محاولة لترشيد الاستهلاك، البلد فيه أزمة طاقة ولازم نساهم فى حلها.
طبعا الدكتور حاتم الخشت نموذج رائع للطبيب الانسان وهو يذكرنى بنماذج اخرى مخلصة وراقية تتفانى فى عملها من اجل المواطن البسيط منهم الدكتور محمد شوقى مدير مستشفى المنيرة العام الذى عايش ثورة 25 يناير واحداث محمد محمود وميدان التحرير بمنتهى الصبر والشجاعة ولم يغلق باب المستشفى فى وجه المصابين والمرضى رغم أن مستشفيات كبرى مثل قصر العينى فعلتها، ومن النماذج المشرفة ايضا الدكتور صلاح حامد مدير

معهد ناصر الذى تعرض لظلم شديد وبطش حاتم الجبلى آخر وزراء الصحة فى عهد مبارك واحد رموز الفساد، فقد أطاح به الجبلى من ادارة مستشفى الهرم لمجرد أنه رفض ان يدير هذا الصرح الحكومى لحساب المستشفى الخاص بالوزير فى 6 أكتوبر، واضطر «حامد» للسفر خارج مصر حوالى سبع سنوات أدار خلالها عددا من اكبر المستشفيات بنجاح الى أن أعاده الدكتور عادل العدوى وزير الصحة الى مصر للاستفادة من خبراته وأسند إليه مهمة إدارة وتطوير معهد ناصر أحد أهم المنشآت الطبية فى مصر الذى يضم 850 سريرا و ظل مهملا سنوات طويلة، وها هو الصرح الطبى قد بدأ يستعيد مكانته باعتباره قبلة المرضى من شتى انحاء الوطن ومن خارجه. وعلى العكس تماما هناك مستشفيات خاصة واطباء حولوا هذه المهنة السامية الى تجارة واعتبروا المريض فريسة بين انيابهم، لكنى لن أتحدث عنهم الآن واكتفى هنا فقط بالإشارة الى النماذج الإيجابية التى تعطينا الأمل فى غد أفضل.