رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغز الإطاحة بـ «سعيد طعيمة»

 

أشعر بتقصير شديد إلي حد تأنيب الضمير تجاه اللواء سعيد طعيمة مدير مرور الجيزة السابق، لأنني لم أكتب عن إنجازاته الكبيرة والكثيرة في حل أزمات مرورية مزمنة في وقتها، رغم أننا كنا نعاني منها علي مدار سنوات سابقة، ومنها شارع التحرير ومحور 26 يوليو، هذا الرجل أطيح به من منصبه بشكل غير لائق فجأة

ودون مقدمات وقيل إن سبب الإطاحة هو الحالة المرورية المتردية بالجيزة، كلام لا يمكن تصديقه علي الإطلاق وأقل ما يوصف به أنه استخفاف بعقول المصريين وعودة إلي نظام مبارك الفاسد في الإطاحة بكل من يطل برأسه ويناطح الكبار، بإنجازات حقيقية وجهد وإخلاص في العمل، وتشهد علي ذلك شوارع الجيزة وميادينها التي لم تشعر بطفرة مرورية ولا سيولة منذ سنوات إلا علي يد هذا الرجل، فمنذ أن تولي «طعيمة» مهام منصبه كمدير لمرور الجيزة لم يجلس في مكتبه واختار أن يقضي كل وقته في الشارع بين الناس يبحث عن حلول لأزمات المرور المزمنة، وبعقلية مستنيرة ورؤية متطورة نجح في إيجاد حلول سحرية لمناطق التكدس المروري المزمنة، ومنها شارع التحرير وميدان المنيب ومحور 26 يوليو وشارعا فيصل والهرم، وغيرها من الشوارع والميادين.
كما استحدث أرقام تليفونات ساخنة أحدها للاستعلام عن مناطق الزحام والتكدس المروري لمستخدمي الطرق بالجيزة، والآخر للاستعلام عن خطوات استخراج التراخيص، كما استغني عن عدد من طاقم مكتبه من الضباط والأمناء والأفراد، ودفع بهم للمساهمة في الأكمنة الموجودة بالشوارع، ولأنه رجل يعرف قيمة العمل

ويعلم جيداً أنه خادم للمواطن المصري والوطن وليس خادماً للقيادات والتشريفات، فقد وجدت محاولاته في حل الأزمات المرورية صدي جيداً لدي المواطنين الذين شعروا بالمجهود الذي يبذله واستجابوا للتعديلات المرورية ولم يقاوموها كالمعتاد، حتي سائقي الميكروباصات التزموا بالمواقف والمسارات التي حددها لهم.
وأذكر أن اللواء طعيمة ظل يتفاوض مع طالبات كلية رياض الأطفال الذين قطعوا الطريق في شارع التحرير بالدقي، ولم يترك مكانه إلا بعد حل الأزمة بإنشاء مطب أمام الكلية لمنع الحوادث.
هذا الرجل يذكرنا باللواء شريف جمعة واللواء كامل ياسين اللذين تركا بصمات واضحة في شوارع الجيزة وميادينها، وبدلاً من أن تستفيد وزارة الداخلية من علمه وخبراته في حل الأزمات المرورية في أماكن أخري وما أكثرها علي مستوي الجمهورية أطاحت به بشكل مهين لا يليق برجل تفاني في عمله لخدمة الوطن والمواطن دون أن يتاجر بالشعارات ليكون عبرة لكل من تحدثه نفسه بأن يعتز بذاته ويعمل مخلصاً فقط دون أن يقدم فروض الولاء والطاعة للقيادات.