عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر.. تستيقظ

فيها حاجة حلوة.. حاجة حلوة بينا.. حاجة كل ما دا تزيد زيادة فيها ان.. فيها نية صافية فيها حاجة دافية.. حاجة بتخليك تتبت فيها سنة سنة… كلمات أغنية من فيلم زادت من لهيب حرارة صيف 2010 , مع ما صاحبه من أحداث أخذت تضغت على جروح الوطن, تصاعد معدلات الفساد,  تزاوج المال والسلطة, تزوير انتخابات البرلمان, بيع مقدرات الوطن, وقفات احتجاجية هنا وهناك, أب يعرض أبناءه للبيع وأم تلقى بأبنائها تحت العوز والحاجة و.... أحداث أدمت القلوب, وتصاعدت معها صور الكفر بالوطن فى أحيانا كثيرة.

أتذكر أحداث كتلك: النائب العام يحيل ضابطى أمن دولة للجنايات لقتلهم محامى إثر تعذيبه, وواقعة السيد بلال وكيف تعاملت معها الدولة قبل 25 يناير, وأحداث أخرى شبية, وقارنت بين ما حدث وبين الأحداث خلال الـ9 أشهر الأخيرة, فحقا هناك تغيير يحدث فى مصر, وهناك إرادة نحو التغيير, فما أروع أن يجتمع حلم شعب مع رؤية وإرادة الحاكم. فقد أصبح التغيير واقعاً حياً على وجه الأحداث, أحداث ملأت العروق بمشاعر الوطنية وحب الحياة, فأضحت مشاعرنا نغمة على صورة المشهد, صورة تحددها قدسية الماضى والشوق لمصر المستقبل.
إن صورة المشهد الآن قد اختلفت كثير عما قد كان, حقا لم نصل لكل ما نتطلع إليه, ولكن لا يمكننا اغفال أن التركة ثقيلة جدا وتحتاج إلي وقت طويل جدا أيضا.
فما حدث فى (مشروع قناة السويس الجديدة) يعكس وحدة المصريين وتماسكهم اجتماعيا, وأما اقتصاديا فيعكس قدرة الشعب على تمويل مشروعاته القومية, وسياسيا فإنه يدل على ثقته فى قيادته وإيمانه بوطنيتها, وهذا من أروع الاحداث التى مررنا بها خلال الـ9 أشهر القليلة الماضية. أيضا فإن ما فعله الجيش المصري ببسط كامل سيطرته علي أرض سيناء والقضاء على حظر انتشاره وفق معاهدة  كامب ديفيد التي سبق وقيدت انتشاره. كما رأينا تنويع مصادر السلاح من روسيا وفرنسا بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة فقط. كما أن مصر قبل دك مواقع داعش فى ليبيا ليست مصر بعدها فمع دك داعش استعاد المصريون الشعور بالكرامة المفقودة. وما فعلته القيادة أيضا فى اليمن  بمشاركتها فى (عاصفة الحزم) للحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى. وما القمة العربية الـ26 والتى عقدت بـ«شرم الشيخ» بهذا الحضور الكبير من رؤساء وملوك العرب, وخروجها  بالتوصيات التى ظلت حبيسة أدراج الجامعة العربية  لسنوات بدون أى تفعيل, إلا إضافة أخرى مبشرة. وأيضا عودة مصر لدورها الافريقى, وهذا الحضور المكثف للقارة فى المؤتمر الاقتصادى, بالرغم من عدم مشاركة العديد من تلك الدول اقتصاديا, إلا انها حضرت لدعم موقف مصر وتأكيدا على الترحيب بعودة دورها الريادى, وكذلك دعوة مصر للتجمعات الاقتصادية (الكوميسا, السادك, دول غرب أفريقيا) للاجتماع بـ«شرم» مايو المقبل والدعوة للتوحد فى منظومة إقتصادية واحدة. وهذه الانفراجة بخصوص مشكلة سد النهضة, والالتفاف وحفاوة الاستقبال فى البرلمان الأثيوبى للرئيس «عبدالفتاح السيسى». كذلك زيارة رؤساء كرئيس روسيا وملوك كخادم الحرمين الشريفين لمصر, و زيارة القيادة المصرية لدول كالصين

وفرنسا وإيطاليا والفاتيكان إلا شاهد على تطور إيجابى للعلاقات الخارجية. وها هو المؤتمر الاقتصادى الأخير, والحضور العالمى الذى كان الأول من نوعه خارج مؤتمر دافوس, والكم الهائل من المشروعات والاستثمارات التى كانت من نتائجه.
وأما فى الشأن الداخلى أيضا فقد قامت القيادة بإصدار قانون الحد الأدنى والأقصى للأجور, والضرب بعرض الحائط لكل التحذيرات التى قيلت عن موانع التطبيق, لتحقيق جزء ليس بيسير من العدالة الاجتماعية. والبدء ولأول مرة في إصلاح الموازنة العامة للدولة عبر خطط مدروسة, وهذا التدخل لإصلاح منظومة الدعم, والذى جبنت منه العديد من الحكومات والأنظمة المتعاقبة, وما لاقاه من استحسان لدى المواطن بعد تربص وخوف من أن يأتى على حساب الفئة الأكثر احتياجا. بالإضافة الى العمل على تنويع مصادر الطاقة,  للتغلب على مشكلة العجز, ودخول عالم التكنولوجيا النووية.
وما مشروع استصلاح المليون فدان, وإعادة التوزيع الجغرافى لمصر لمواكبة الزيادة السكانية, وإنشاء المليون وحدة سكانية لتفريغ العشوائيات السكانية من أمراض الجهل والمرض والأخلاقيات المدمرة. وتخصيص 500 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر للقرى الأكثر احتياجا. وكذلك ما تشهده البلاد من هدوء أمنى نتيجة لتوقف المليونيات بالميادين والتى كادت أن تصبح من السمات المميزة ليوم الجمعة مند بدء الثورة, ومحاربة الإخوان والجماعات الإرهابية والتكفيرية بكل إصرار. وأيضا الدور المهم للنيابة العامة وعدم اكتراثها بالمواءمات السياسية, وتحويلها قيادات شرطية لمحكمة الجنايات, بغض النظر عن دور جهاز الشرطة وتضحياته فى ظل أحداث ملتهبة, ولكن ليس على حساب كرامة المواطن المصرى. وغيرها من الإنجازات الاخرى داخليا وخارجيا.
نحن هنا ننظر للنصف الممتلئ, ولا ينفى هذا وجود الكثير من الأزمات التى مازالت قائمة, ولكن إصلاح أربعين عاما من الفساد ليس بالشىء اليسير. فلا ينبغى لنا أن نكون فى النور لكى نرى بل ينبغى أن يكون فى النور ما نراه. إن غايتنا هى التى تحدد وسيلتنا. فنحن نرى فى القيادة الحالية إصرارا على تغيير قواعد اللعبة السياسية والاقتصادية لصالح الوطن, قيادة تعيى التاريخ وحكمته.