رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مهمة وطنية

ينغصون عليك الطريق إلى الفرحة بوجوه فقد الفرح الطريق للوصول إليها, ملامح فقدت معالمها فى ربيع تفتحها, وأجساد وهنت مع وهج كمالها, بعيون تشق صدرك, ودموع تقطر القلب وتجرى فيه كنهر هائج بثورة فيضه, يشعرونك كل لحظة بالذنب عما صاروا عليه وما وصلوا إليه, إنهم نتاج عقود من الفساد والإهمال, تحملوا دون غيرهم غلبه آثامه, هم قنابل موقوتة فى وجه الوطن, ﻻ يحملون له ولا لأهله إﻻ الحقد والكره, إﻻ البغض و الإثم, ﻻ يحملون له الوﻻء, ولا يحلمون له بالخير, يحملونه ما هم فيه.

تراهم كل يوم و أنت تسلك الطريق لحصد لقمة العيش, أو لنيل فسحة من المرح, أطفال فى عمر الزهور أقرانهم ينعمون فى أحضان ذويهم دفئا وحنانا, فتيان و فتيات فى طور الاكتمال لم يحظوا من الدنيا إﻻ القسوة والإهمال, لفظهم مجتمع وخانهم الأمل, فهل لهم من معين! يجدد فيهم الأمل ويدب فى قلوبهم الحياة, وينزع عن الوطن فتيل قنبلة إن انفجرت حصدت من الوطن الأمل فى الغد. فأنا أتساءل عن ما قيل عن نية القوات المسلحة فى إعادة تأهيل أطفال الشوارع ليستفيد بهم الوطن. لماذا تأخر هذا المشروع الضرورى للبلاد؟ فهل ما سمعناه كان إشاعة الغرض منها مكسب سياسى فقط؟! وما قصدى التهويل أو التضخيم من المشكلة, رغم أن التهويل من المعضلات التى تواجه الوطن أشرف عند من يدينون للوطن بالولاء والحب عن التهوين منها و تجاهلها. إن إظهار المشكلة ووضع رؤي لحلها وآليات لنجاح تلك الحلول, هو واجب على كل وطنى غيور, بتقديم النصح وإرشاد القيادة على ما يحيط بالوطن من مخاطر تهدد سلامته ووحدته.
إن المسئول الأول عن ظاهرة أطفال الشوارع هى الدولة, فقد نشأت هذه الظاهرة (أطفال الشوارع) فى ظل نظام عمل وساعد على تفشى الفساد فى طول البلاد وعرضها, نظام أوكل إدارة الوطن لحفنة من أصحاب المصالح, أداروا الدولة بنظام فاشل كمحل بقاله اليوم بيومه, تساقطت خلاله قيم اجتماعية عجزت معها أسر على الصمود أمام غول العوز والحاجة, فتفككت تلك الأسر وانهارت, وتركت أبناءها يتسولون لقمة عيشهم, أو أطلقتهم على مجتمهعم سلبا ونهبا انتقاما لما لحق بهم, ومنهم أيضا من اختار الهروب من أسرة فقد داخلها الدفء والأمان, أسرة فقدت داخلها أيضا قيماً دينية واجتماعية ﻻ يجدى مع سرد تفاصيل ما وصلت اليه سوى الشعور بالحسرة والألم والوجوم, ولعنة نظام فاشل ومجتمع ظالم لم يقدم يد العون لرفع ظلم داس على أعناقهم, وأبى أن يرفع عنهم هذا الظلم أيضا.
إن أول أبجديات الدولة الناجحة هى  تحمل مسئوليتها, أولا بتصحيح أخطاء حكومات فشلت فى حل مشكلات أو أسهمت بفشلها فى خلق أزمات باتت تضغط على عنق الوطن لتسلبه

الحياة. وثانيا وضع الرؤى لحل تلك المشكلات ووضع الآليات لنجاح هذه الرؤي. وهنا أصدقكم القول فأنا لا أجد من بين مؤسسات الدولة من لديه القدرة على إنهاء هذه المشكلة إﻻ القوات المسلحة, فهى الوحيدة التى لديها إمكانيات وعزيمة على أن تطيع ظاهرة (أطفال الشوارع) نحو تحقيق إنجاز يصب فى خدمة الوطن ومصالحه العليا, وذلك لن يتم الا بإشراك المجتمع المدنى معها فى حل تلك الظاهرة والقضاء عليها. فهل لنا أن نستدعى الجيش المصرى فى(مهمة وطنية) للقضاء على هذه المشكلة التى باتت تنفجر فى وجه الوطن فتقضى على حلم إعادة بناء الدولة على أسس العدل, وترسيخ القيم الدينية والاجتماعية فى ضمير الشخصية المصرية. فلو قامت القوات المسلحة على تبنى مشروع لـ(تأهيل أطفال الشوارع) للمشاركة المجتمعية الايجابية, وذلك بإقامة معسكرات إيواء وتدريب لأطفال الشوارع, والاستفادة منهم بتوظيفهم فى مشاريع الخدمة العامة التى تقدمها القوات المسلحة للوطن, أو فى مشاريع القطاع المدنى التى يقيمها الجيش, فسيعود النفع بذلك على الدولة بإنهاء مشكلة تتفاقم يوما بعد يوم, وتشوه وجه المجتمع, وتضغط على سلامة الدولة وأمنها, وبذلك يشعر هؤلاء الاطفال بجدوى وجودهم فى المجتمع, وقيمة ما يؤدونه من عمل مثمر, وعند ذلك نكون قد قضينا على عاهة تشوه وجه الوطن. ويجب أﻻ ننسى أن أطفال الشوارع لم يقتحموا علينا أبواب منازلنا خلال سنوات الثورة الثلاث بل نحن من اقتحمنا وشاركناهم أماكن إيوائهم فى الميادين والحدائق, فقد استغلهم البعض فى تشويه وجه الثورة, كما استغلهم البعض الآخر فى إشاعة الفوضى, فمن الظلم أن يتحملوا هم سلبيات نظام فاشل و ثورة مازالت فى سعيها لتحقيق مطالبها.
فما نزرعه الآن هو ما سنجنى ثماره فى المستقبل, وفى بناء الأوطان قيل (نحتاج أحيانا إلى جرافة, وأحيانا أخرى نحتاج الفرشاة لإزالة الغبار) نيلسون منديلا.