التعليم فى مصر.. قتل وعض وسناتر!

حكومة تلو الأخرى, ويوم تلو الآخر نتأكد من أن منظومة التعليم فى مصر تحتاج إلى إبادة كاملة, لكل آلياتها وأدواتها ومفرداتها.. فلا تغير وزير، ولا إضافة وزارة جديدة, ولا حتى تغير مناهج, سيصحح مسار هذه المنظومة «المعطوبة» التى بات العفن يعشش فى كل ركن من أركانها.

مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى يصفع فيها الطالب معلمة على وجهها, وتفقأ الإخصائية الاجتماعية عين طالبة, ويقتل مدرس طالباً بتعذيبه ثم ضربه على رأسه, ويعض البواب تلميذاً.
مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى يأكل فيها التلاميذ الوجبة المدرسية وهى محشوة أمواس حلاقة وطوب, والعصاير منتهية الصلاحية ورائحتها نتنة!
مصر الدولة الوحيدة التى يودع فيها التلاميذ أهاليهم كل يوم وينطقون الشهادتين قبل ركوب أتوبيس المدرسة «الراكب مفقود والنازل مولود» كما يقولون الطلبة!
مصر الدولة الوحيدة التى يتم فيها ترميم المدارس أثناء العام الدراسى, وبعدما تكون قد وقعت كارثة راح ضحيتها طالب أو على الأقل فقد عضو من جسده أو أحد حواسه، وكل الخير والبركة فى هيئة الأبنية التعليمية الجهاز الأقوى فى التربية والتعليم, الذى عجز كل الوزراء على تعاقب الحكومات عن زعزعته أو تغير نظامه العتيق, القائم على قول واحد «أنا حكومة»!
مصر الدولة الوحيدة التى ينهى فيها الطالب مرحلة تعليمية كاملة لا يتذكر شيئاً مما تعلمه, ولا يحب أياً من المواد

التى درسها طوال سنوات تعليمه, ولا أحد يستطيع أن يبرر له سبب الحشو الموجود بالمناهج، عندما يتساءل: لماذا تفرض علينا هذه المناهج وهذه الدروس التى لا فائدة ولا طائل منها؟
مصر الدولة الوحيدة التى تحولت مدارسها إلى دكاكين لتعذيب التلاميذ, وإعطائهم كرسات فى كيفية كره العملية التعليمية, وأخذت سناترها دور المدرسة، وتحولت الدروس الخصوصية لواقع حقيقى له الفضل فى تعليم التلاميذ بدلاً عن المدرسة، وبات الحديث عن مجانية التعليم كذباً وإفكاً وافتراء, ويدركه كل أولياء الأمور, ومازالت الوزارة تصر على تكذيبه!
يا سادة التعليم فى مصر أصبح «مهزلة» خرابة تحتاج لنسف من القاع، نسف شامل لمنظومة ضربها العفن، فتحولت من رسالة تصل لمرتبة رسالة الأنبياء إلى آفة وسبب رئيسى لانهيار هذا البلد.
وأصبح التعليم فى مصر «منظمة عفنة فاسدة» إن صلحت صلح الوطن وإن ظلت على ما هى عليه فعلى الوطن السلام!

[email protected] .com