رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أشهر مدرس ثانوي .. طبيب مسالك بولية!!

ومازالت عجائب وغرائب التعليم في مصر تلقي بظلالها علي المصريين.. وطبعا الدروس الخصوصية علي القمة في قاموس هذه العجائب، فلا توجد دروس خصوصية في أي دولة في العالم سوي مصر.. وأحدث تقاليع الدروس الخصوصية ظهرت في منطقة المعادي وباتت حديث المجتمع كله، بسبب شهرة بطلها وهو طبيب مسالك بولية في طب القصر العيني، آه والله أستاذ مسالك بولية.. يعطي دروسا خصوصية في مادة البيولوجي للثانوي بمراحله الثلاث، والحجز عنده بالطابور ومن الصيف، ولا يعطي إلا في سنترين فقط «والسنتر لمن لا يعرف هو مركز للدروس الخصوصية»..وقد ذاعت شهرة وصيت هذا الطبيب لدرجة أن باقي مدرسي البيولوجي ذائعي الصيت بالدروس الخصوصية اشتكوا من هروب الطلبة منهم للذهاب لهذا الطبيب.

عندما حاولت معرفة سبب توجه هذا الطبيب للتدريس لطلبة الثانوي، وجدت الإجابة في الأرقام الفلكية التي يحصل عليها من هذه الدروس، فهو يجمع من مجموعة واحدة لمرحلة واحدة في يوم واحد قيمة راتبه الشهري من مستشفي خاص، وقيمة راتبه لمجموع  ثلاثة أشهر بمستشفي حكومي، وبحسبة بسيطة استطاع هذا الطبيب النابغة جمع مبلغ مالي في شهر واحد يوازي شقي وتعب عمله لمدة أربع سنوات في مستشفي حكومي، إذا احتفظ بالمرتب الحكومي كما هو دون صرف مليم واحد!!
وسألت نفسي لو أنا مكان هذا الطبيب هل كنت أفعل ما فعله؟؟ وكانت الاجابة ايضا بالأرقام لو انني طبيب وأردت أفتح عيادة تساعدني علي ممارسة مهنتي وتحسين دخلي، فكم هو المبلغ الذي احتاجه لفتح عيادة جيدة في مكان محترم؟ وكم سنة سوف احتاجها عملا

وجهدا متواصلا حتي يذيع صيتي وأشتهر وتصبح «الفيزيتا» عندي موازية لـ«فيزيتة» الأطباء حاليا؟
وكم ساعة عمل يجب أن أعملها يوميا ما بين المستشفي الحكومي والخاص والعيادة لأجمع مبلغ يوازي ما أحصل عليه في يوم واحد من الدروس الخصوصية؟ وبدون كلام وجدتني أجيب طبعا الدروس الخصوصية أسهل وأسرع.
لكني رجعت أسال تاني: طيب كان إيه لزوم دخول الطب، وحرقة دم الأهل في الدروس، وكل التكلفة اللي اتكلفتها الدولة لتخريج طبيب يعالج الناس.. فيتخرج طبيب يعطي دروس خصوصية لثانوي.. ومن المخطئ الطبيب الذي أخذ مكان في الطب ليتخرج مدرس ثانوي ليستطيع العيش بكرامة كطبيب؟ أم هي الدولة التي تصرف المليارات لتخرج اطباء يعجزون برواتبهم الهزيلة عن الحفاظ علي مكانتهم وكرامتهم كأطباء؟ مين المسئول؟ ومين المخطئ؟ وهو البيضة قبل الفرخة ولا الفرخة قبل البيضة؟
سؤال الاجابة عنه ستكون حلا لكل مشاكل هذا الوطن وغرائبه وعجائبه.. فالحل اسمه إصلاح منظومة التعليم بكل مراحلها من «كي چي» حتي التخرج من الجامعة.. خاصة كلية الطب.. اعتذر كلية أطباء الدروس الخصوصية!!
 [email protected]