رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أيها المستثمرون كفاكم عويلاً

الصناعة في خطر.. يجب أن تحل الحكومة مشاكل الصناع.. القوانين معيقة للعمل..المناخ طارد للاستثمارات.. جمل اعتدنا عليها، وباتت تكون محفوظة لدينا عقب كل لقاء لرجال الأعمال  بحكومة جديدة، وفي كل المؤتمرات، بل الأكثر أن هناك من يرحب ويهلل لبعض القرارات والخطوات الخاصة بتذليل العقبات أمام الاستثمار والمستثمرين، ثم نفاجأ بعد رحيل الحكومة بانتقادات، وسخط علي هذه الخطوة، مثلما حدث مع نظام الشباك الواحد الذي لاقي ترحيباً كبيراً من

المستثمرين علي أساس أن وجوده عامل مساعد هام لإنهاء الإجراءات وإزالة العقبات أمام المستثمرين..ثم  فوجئنا حالياً بمن يصفه بالبدعة ويطالب بالتخلص منه.
الغريب أن أصحاب هذه المقولات هم أنفسهم الأكثر استفادة دائماً من أي نظام، وتجدهم دوماً في الصفوف الأولي لأي حكومة جديدة، وعلي مائدة أي رئيس، ولم نسمع أبداً عن وجود خلاف بينهم وبين أي نظام جاء قبل أو بعد الثورة، والأهم أنهم الأكثر استفادة أيضا من كل التسهيلات التي قدمتها الانظمة للمستثمرين ورجال الأعمال، فلم نشهد لأحدهم أي اختلاف مع أي نظام، ولم نلمس أي تراجع لأرباحهم ومكتسباتهم من أي حكومة -رغم تعددها وتعاقبها خلال السنوات القليلة الماضية- وهم دائما اصحاب الخطوة الأولي في تقديم العون والمساعدة لأي سلطة جديدة، وهم ايضا اصحاب النصيب الأكبر من السخط الشعبي والانتقاد والتساؤل من الرأي العام حول ثرواتهم، ومدي استفادتهم من الانظمة علي حساب صغار رجال الاعمال وصغار المستثمرين، أو حتي علي حساب كبار المستثمرين الذين دخلوا في خلافات وقضايا وصدامات مباشرة مع بعض الأنظمة، فمن الطبيعي والصحي ان يكون هناك نقاش وخلاف، وشد وجذب لانه من غير الطبيعي ان يكون هناك استثمار ومستثمرون كالكرة المطاط تستطيع ان تتحرك وتتشكل طبقا لمناخ كل نظام.. أمثال هؤلاء يجب أن نقف كثيرا أمامهم، لأنهم خير مثال علي الفساد، وأكبر دليل علي ركود المياه وتثبيت مقولة أن شيئا لم ولن يتغير بعد الثورة، وكل العذر لأصحاب هذه المقولة وهم الاغلبية الصامتة المطحونة، التي لا تستشعر أي أمل في تصحيح الأوضاع

طالما مثل هذه النماذج من رجال الأعمال والمستثمرين مازالوا يعتلون المراتب الاعلي، ويصطفون في واجهة أي اجتماع أو مؤتمر.
ورغم ترحيبنا وتثميننا للخطوة الكبيرة التي خطاها اتحاد المستثمرين من إعلانه إنشاء شركة قابضة لتنمية محور قناة السويس، واقتدائهم بخطوات رئيس الجمهورية في فتح المجال للمصريين للمساهمة في هذه الشركة، من خلال الاكتتاب العام، إلا اننا نتمني أن نري طحينا بلا ضجيج، أن يبدأ العمل في هدوء بهدف حقيقي لخدمة الوطن الذي اعطي الكثير دون مقابل، نري إنتاجا أكثر من «الشو» الإعلامي، وهذا لا يعني اننا ضد المطالبة بتصحيح بعض الأوضاع وتعديل بعض القوانين، لكننا في مرحلة نعلم جميعا انها تحتاج الكثير من التنازلات، والتضحيات لنقيم الاقتصاد، ونكف الايادي عن طلب المساعدات الخارجية، ونعلم أيضا أنه حتي الآن مازال الصغار هم من يدفعون ثمن البيروقراطية والتعنت وغابة التشريعات، إلا أنهم مع ذلك يرحبون بالمزيد من التحمل والعطاء لوطنهم.. نرجو أن نجد خطوات الكبار أكثر عطاء، وأكثر هدوءا، وأكثر صدقا بعيدا عن الأساليب القديمة التي باتت محفوظة للجميع، والتي في نهايتها نجد من يمشي علي السجادة الحمراء يظل فوقها ومن يتعثر دائما في الأشواك نراه مازال يحاول إزالتها.. نرجوكم قليلا من العطاء دون عويل، قليلا من الإنتاج دون الحصول علي أضعاف ثمنه، قليلا من التضحيات دون معايرة الوطن.

[email protected]