رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هروب الإخوان .. وتجارة المخدرات

ظاهرة غريبة جدا رصدتها الأبحاث والدراسات الاجتماعية، حيث رصدت الابحاث انتشار ورواج  تجارة المخدرات خاصة الحشيش، خلال فترات ظهور الإخوان.. ففي فترة لجوء السادات للإخوان والاستعانة بهم أمام الشيوعية والاشتراكية، كانت تجارة الحشيش منتشرة بشكل رهيب، لدرجة ان بعض النكات التي ظهرت وقتها كانت تشير لامكانية شراء الحشيش من الصيدليات أو السوبر ماركت، حينها لم يلتفت أحد للأسباب الحقيقية لانتشار المخدرات، وأرجعها الكثيرون للغياب الأمني وانشغال الجهات الأمنية بالتيارات السياسية والأحزاب علي حساب الجرائم الأخري.

نفس المشهد تكرر ولكن بصورة أوسع عقب تولي محمد مرسي الحكم، وسيطرة الإخوان علي مؤسسات الدولة، حيث انتشرت تجارة المخدرات، وبات تجار المخدرات في كل محافظات مظهر يتحركون بحرية بالغة، بل ووصل الأمر لحد التباهي بتجارتهم، وباتت المخدرات تباع علي الأرصفة وداخل البيوت بشكل علني، وعادت ظاهرة الشباك لأحياء معروفة بتجارتها للمخدرات كالباطنية، والجيارة، وإمبابة، وغيرها من المناطق الشعبية، وأصبحت تجارة المخدرات مهنة من لا مهنة له!!
وكالعادة كان التبرير هو غياب الأمن بالإضافة لتعمد رجال الشرطة نشر الفساد والفوضي في المجتمع، انتقاما لما حدث لهم في ثورة يناير ....لكن الحقيقة التي رصدتها الأبحاث والتقارير اكدت علي حقيقة واحدة اخطر مما يتخيلها الجميع او يصدقها أحد.. وهي أن تجارة المخدرات مرتبطة ارتباط وثيق بالجماعات الدينية في أي مكان في العالم، فهي وسيلة سهلة جدا لجمع المال، وأيضا توفير الحماية والأمن  بغطاء محكم ومنظم ومؤمن بالسلاح يمكنه مجابهة المؤسسات الأمنية وهم عصابات المخدرات، فمهما بلغ تنظيم وتدريب رجال الجماعات الدينية المسلحة لن يصل لنفس درجة قوة وتنظيم وترابط عصابات المخدرات.. وهذه الحقيقة المؤكدة ظهرت وتجلت بعد أيام قليلة من رئاسة مرسي وتفحشت بصورة أبشع بعد عزله.
فقد ظهر سؤال وتردد داخل المجتمع المصري كله دون إجابة واحدة كاملة وقاطعة،كيف يهرب قيادات الجماعة خارج البلاد بهذه السهولة.. عاصم عبدالماجد، طارق الزمر، محمود عزت، محمد بعجر، العصار، حشمت وغيرهم، قد يكون جزء من الإجابة بمساعدة الجماعات الإسلامية المنتشرة في المحافظات خاصة الحدودية والبدو، كما الحال علي حدود ليبيا والسودان وهما الدولتين الأكثر احتضانا لهذه الجماعات، ويتم الانتقال من هذه الدول لقطر وأوروبا بالطيران خاصة ليبيا مطار مصراته الذي تتخذ الطائرات القطرية منه بوابة مفتوحة لتهريب رجال الجماعات دون أي رقابة أو مسائلة من ليبيا، هذا جزء من الإجابة لكن الإجابة الكاملة وبالدلائل تؤكد ضلوع هذه الجماعات مع عصابات تجارة المخدرات، فهم الأجدر علي توفير الحماية والأمن لرجال الجماعة، ولن يلتفت اليهم أحد، فلا يمكن أن يتصور أحد أن من يتحدثون بغطاء التدين والدين يمكن أن يتغطوا بغطاء

تجارة المخدرات أو يدخلون معهم في شراكات مالية وتصبح مصالحهم مشتركة ماليا وأمنيا!!
الحقيقة أن هذا ما حدث وأصبحت عصابات المخدرات اليد الطولي للجماعات الدينية، والأدهي أنهم أقنعوا رجالهم ممن يخطبون في الناس أو لديهم وسيلة للوصول للناس، أن تجارة المخدرات وبيعها لغير التابعين لهم أو المؤمنين بافكارهم هو أمر حلال ونوع من أنواع الجهاد فهم يحاربون غير المتدينين وغير المسلمين والكفار بسلاح اكثر فتكا ودمارا،  دون أن تراق الدماء، أو يلتفت اليهم أحد، والحرب خدعة وهذه حربهم ضد أعداء الاسلام، فهي وسيلة بديلة للانتحاريين الذين كانوا يفجرون أنفسهم داخل الفنادق أو الكازينوهات، أو حتي السياح الاجانب!!
وبالفعل تؤكد التقارير أن سيناء وحدها تستحوذ علي نسبة 90% من حجم زراعة المخدرات وتجارتها في مصر، تليها محافظة الشرقية، وفي دراسة حديثة لجلوبال بوست الأمريكية أكدت أن 9% من المصريين أصبحوا مدمنين مخدرات بعد ثورة 25 يناير، وأن تجارة المخدرات لاقت رواجا كبيرا جدا عقب حكم مرسي وجميعنا نتذكر تصريحات القائد الإماراتي «خلفان» عندما قال إن الإخوان يكرهونه بسبب كشفه لتجارة كبار كوادره في المخدرات.. كانت هذه التصريحات مسار تشكيك لدي البعض.. لكن الحقائق والوقائع أكدت هذا الكلام، وأعتقد أن جميعنا يتذكر طائفة الحشاشين وكيف كانت تجند كوادرها من خلال السيطرة علي عقولهم وأفكارهم وهم تحت تأثير المخدرات وتجعلهم يقتنعون بأنهم رأوا الجنة بأعينهم مع تبعيتهم للجماعة.. الآن الأمر تطور فلم يعد أسلوب طائفة الحشاشين فقط هو المسيطر لكن باتت هذه الجماعات شريك أساسي وفاعل مع عصابات المخدرات، وباتت هذه التجارة عنصر اساسي وناشط للجماعات الإسلامية، لجمع المال وضمان السيطرة وتوفير الحماية والأمن، والهروب أيضا.. وكله بالحلال الذي يعرفونه هم ويحللونه وقتما وكيفما شاءوا !!

[email protected]