عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أموال رجال الأعمال الإخوان.. والشبكة العنكبوتية (2)

حينما يختلط رأس المال بالسياسة يفسد نظام الحكم، ويتوحش رأس المال، وتنشأ طبقة ضيقة تستحوذ علي كل الخيرات، وأيضاً تنشأ طبقة واسعة تحيا علي الفتات، وغالباً ما تكون هذه الطبقة صاحبة الشرارة الأولي لأي ثورة، وهذا ما حدث بالفعل مع نظام المخلوع «مبارك» عندما تحكم رجال الأعمال في السياسة واختلطت السياسة برأس المال، وللأسف وبمنتهي

الغباء جاء نظام المعزول «مرسي» ليكرر نفس السيناريو، لكن بخطوات أسرع وأوسع مع منظمات دولية بل ودول أخري، لأنهم كانوا يدركون تماماً أن الوقت ليس في صالحهم، وسرعان ما سينكشف مخططهم، فكان من الضروري أن تكون لهم السيطرة علي كل المؤسسات الاقتصادية ومفاصل الدولة الإدارية والأمنية، وكانت البداية مع إنشاء جمعية «ابدأ»، برئاسة رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، الذي سعي أن يحل رجاله في هذه الجمعية محل رجال أعمال الحزب الوطني المنحل، فقد ضمت هذه الجمعية أبرز رجال الأعمال المتواجدين في مصر ومنهم أحمد أبوهشيمة، وصفوان ثابت، وإيهاب الفولي، وأسامة فريد، وسمير النجار، وعصام الحداد، وغيرهم.. وطبعاً جميعنا يتذكر ما فعلته هذه الجمعية ورجالها، في التدخل في عمل كل الوزارات الاقتصادية، خاصة الوزارات التي علي رأسها رجال من أيام نظام مبارك، لدرجة أن جميع المؤتمرات التي كانت تعقد بالوزارات كان علي رأسها حسن مالك ورجاله، وكان الوزير يجلس كالضيف ولا يتحدث إلا بعد إذن «مالك»، وقد حدث ذلك في أكثر من وزارة، وعلق معظم الصحفيين علي ذلك، حتي إنني كتبت مقالاً حينها وصفت وزير الاستثمار بدوبلير «مالك».
المهم بدأ نجم رجال أعمال «مالك» في البزوغ بشكل مخيف، وبدأ رجال الأعمال أصهار الإخوان الذين كانوا ينكرون بشكل دائم أي علاقة لهم بالجماعة خلال عهد مبارك، بدأوا يجاهرون بهذا النسب، بل والأخطر أن منهم من لم يكن له أي علاقة سابقة بهم إلا أنه سارع بتقديم كل فروض الولاء والطاعة للجماعة ورجالها وعلي الأخص لحسن مالك، وبالقطع أصبح «مالك» هو الرجل الأول علي رأس جميع المؤسسات الاقتصادية في مصر، والحقيقة أن هذا الرجل يعد من خبراء الاقتصاد، وله من العلاقات الاقتصادية الخارجية، خاصة التي بها نشاط كبير للجماعة علي المستوي الدولي، مما يؤهله لهذا الموقع، لكن هل كانت كل علاقات مالك اقتصادية فقط!.. وهل كان يسعي بالفعل لانعاش الاقتصاد المصري لصالح الشعب المصري فقط؟
الجواب كان بالطبع لا.. فالرجل يسعي بكل قوته لتقوية الجماعة، وإحكام قبضتها وهذا لن يكون إلا من خلال التحكم في كل المؤسسات الاقتصادية، وعمل شبكة عنكبوتية من رأس المال المختلط في الداخل والخارج يصعب فك خيوطها.. وانكشف هذا الغرض جلياً من الشراكات التي كانت بين شركات مالك نفسه، وشركات كل رجال أعمال الإخوان، مع غيرهم من رجال أعمال الجماعة في الخارج بداية من حماس مروراً بباكستان وجيبوتي وحتي قطر وتركيا والسودان وغيرها من الدول الداعمة

للجماعة.
اللافت للنظر أن «مالك» كان دائماً يسعي للمشروعات ذات العمالة الكثيفة، وأيضا ذات الطبيعة المركزية، التي تعتمد علي توكيلات عالمية ليصعب التعرض لها، وعلي سبيل المثال كان يمتلك العديد من مصانع النسيج والملابس، وشركات الكمبيوتر ومنها شركة «سلسبيل» وهي من أكبر شركات تصنيع الكمبيوتر، ومن ضمن شركات مالك التي تملك فيها حماس نسب حاكمة «الفريدة» للملابس الجاهرة و«شركة مالك» للتجارة والملابس، و«سرار» للبدل الجاهزة و«الشهاب» للسيارات، وشركة «هايبتد».
أما مشاركة حماس فى شركات يملكها خيرت الشاطرالرجل الأول في نظام الإخوان في مصر، والذي كان ظهوره دائماً متوارياً عكس مالك، إلا أنه ومنذ بداياته الأولي اعتمد أيضاً علي الاستثمار، خاصة في مجال عمل معارض السلع المعمرة للنقابات، فتمثلت في حصص بشركة فرجينيا للسياحة وشركة سيوة للاستصلاح الزراعى وشركة رامز للإنشاءات والمصرية للخدمات التعليمية ووادى النيل للأسماك وغيرها، فجميع شركات الشاطر لحماس حصص فيها.
وجاءت المعلومات التي حصلت عليها مؤكدة لامتلاك «الشاطر» و«مالك» عشرات الشركات مالكة للتوكيلات العالمية ذات الفروع المنتشرة في أنحاء العالم، خاصة تركيا والصين وأوروبا، وطبعاً هذه الاستثمارات ليست ملكية خالصة لهما لكنها مشاركات مع أذرع الإخوان خاصة حماس، ورجال أعمال يعيشون في الغرب، منها توكيل ملابس سرار وملكيتها لهم يعود لشركة رواج - وهي من كبريات ماركات الأزياء العالمية - وتعتمد علي عدة مصانع تركية، وفروعها تنتشر في كل أنحاء العالم.. وشركة مادوك، وشركة دانيال كريموا وهي ملكية من خلال شركة رواج.
والسؤال لماذا لم يتم تجميد أموال مالك والشاطر حتي الآن؟.. ومن هم رجال الأعمال الذين وصلت نسبة احتكارهم لسلع محددة فوق 35% بفضل ارتباطهم بالإخوان.. وفي نفس الوقت مازالوا يصرون علي إنكار هذا الارتباط؟.. ومن هم رجال الأعمال الذين بزغ نجمهم في عهد الإخوان من خلال موافقتهم علي أن يكونوا واجهة لهم فقط وبدأوا في التهاوي بعد رحيل الإخوان؟
هذا ماسنكشفه في المقال القادم.


[email protected]