رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفيلم في المدرسة !!!

حادثة غريبة حدثت باحدي المدارس بالمعادي، وغرابة الحادثة ليس في نوعها الجديد الذي لم نشاهده من قبل في مدارسنا علي مختلف مستوياتها، لكن الغرابة في انها ــ وبدون قصد من أبطالها - تجسد واقع مجتمعنا حاليا، فالمشهد ببساطة كما وصفه شهود الواقعة «وسط نهار يوم دراسي

عادي والجميع منهمك في عمله اساتذة وطلبة، شق الطرقات صوت صريخ وعويل لمعركة بين اثنتين... وسرعان ماتطور الأمر عندما انفتح باب احد الفصول بجسدي  فتاتين متشابكتين في معركة وطيئة وكأنهما جسد واحد، وبدأ الهرج والمرج بين الفصول لان مدرس الفصل لم يجرؤ علي الفصل بينهما، واستمر العراك حتي وصل الأمر لان امسكت إحداهما برأس الأخري ضربا في الحائط ،بعدما نزعت عنها الأولي حجابها وكالت لها اللكمات، الطلبة يشجعن والفتيات يصرخن,, ولا أحد يجرؤ علي الاقتراب.. دقائق ووصل الأمر لمديرة المدرسة التي جاءت مسرعة لتوقف المهزلة بين طالبتين.. المفترض انهما في مدرسة محترمة وليس سوقا شعبيا.. أو عربة السيدات بمترو الانفاق.. التي تشهد مثل هذه المعارك يوميا... المهم وصلت الناظرة بسلام لأرض المعركة وتقدمت لتفك الاشتباك مندهشة من عدم تقدم الطالبات للتدخل وفض الاشتباك وهذا امر معتاد احيانا بين الطلبة بنين وبنات.. وسرعان مازال هذا الاندهاش عندما اقتربت بين الجسدين المتلاحمين.. لتبدو الكارثة.... المعركة لم تكن بين طالبتين لكن بين طالبة ومدرسة.. آه والله العظيم هذا المشهد السينمائي الرهيب كان بين معلمة بالمدرسة واحدي الطالبات!!!
وبصعوبة بالغة تمكنت مديرة المدرسة من فض الاشتباك، في حين انهارت إحدي المدرسات وأخذت تبكي بشدة عندما شاهدت هذا المشهد البشع... الذي لم يكن ليخطر يوما علي بال أي عاقل أو حتي

مجنون.. المثير ان هذه المدرسة مشهود لها بالكفاءة، والطالبة مشهود لها بالهدوء والتفوق... ماذا حدث؟ وما الذي يدفع مدرسة للنزول لهذا الدرك الأسفل المهين؟ وما الذي يدفع طالبة مهما كان خلقها وتربيتها للتطاول علي مدرستها بهذا الشكل الجنوني؟
أسئلة كثيرة ومحيرة لن ادخل في دائرة البحث عن إجابة لها فهذا امر ستكشف عنه التحقيقات التي تجري .. ان كانت قد تمت... لكن الاهم ان هذا المشهد هو تجسيد حقيقي وفعلي لواقعنا المصري.. وما آلت إليه الامور في بلدنا... فهذا المشهد بات يتكرر يوميا داخل الأسرة الواحدة.. وداخل المواصلات العامة.. وفي الشوارع .. وخلف أسوار الجامعات... حتي في المساجد ...الكل فقد الاحترام لغيره ومن قبله لنفسه... الكل فقد الثقة في إمكانية رجوع حقه له بالقانون... الكل فقد الأمل في عودة الحياة داخل الدولة... الكل بات مدركا أننا نعيش في غابة البقاء فيها للأقوي.. الكل يدفع الثمن والكل سيذهب للجحيم إذا لم نستيقظ ونتفق معا ان املنا الوحيد في النجاة هو العودة لنحيا كبشر في دولة يحكمها قانون يكفل للجميع الحياة الكريمة الآمنة!!!

[email protected] hotmail.com