رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نائب رئيس الوزراء .. انتباه!

الجدل المثار حاليا حول مواقف الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي، بات يطفو علي السطح بدرجة تقترب من تحويله لقضية خطيرة، ولا أعرف من المسئول عن وصول الأمر لهذه الدرجة، هل هي فعلا مواقف نائب رئيس الوزراء وتصريحاته التي تصطدم أحيانا مع توجهات الحكومة، أم انها العلاقة الوطيدة بين بهاء الدين والبرادعي، التي ادخلت نائب رئيس الوزراء في دائرة الشكوك بالمحيطين بالبرادعي، ام هو الاعلام وصناعته التي جعلت من بعض الاعلاميين   محققين وقضاة لهم كامل الحق في التفتيش داخل الضمائر واصدار الاحكام علي الناس؟

الحقيقة إن كل ما سبق مسئول عن هذا الجدل، فبهاء الدين اهتم كثيرا بعدة أمور سياسية.. خاصة المرتبطة بالتصالح مع الإخوان، أكثر من اهتمامه بالشأن الاقتصادي للبلاد وهو السبب الأساسي لاختياره في هذا الموقع، فهو خبير اقتصادي عالمي واعتلي من المناصب ما يؤهله لهذا المكان، وكنا نتوقع منه الكثير والسريع للخروج من الأزمة الاقتصادية. التي من الممكن أن تطيح بكل ما تحقق منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن، وحتي ممكن أن يزداد الامر سوءا وينقلب الامر ويتحول لكارثة اجتماعية لا يعلم مداها إلا الله اذا لم تتحرك المجموعة الاقتصادية بصورة أسرع وأشمل.. إلا نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية ورغم علمه بهذا الوضع الخطر، كان بطيئا جدا في تحركاته وتوجهاته الاقتصادية، مقابل وجود واضح وتحرك مكثف تجاه الامور السياسية، مما جعله في مرمي سهام الاتهامات والتشكيك في توجهاته وانتماءاته، وقد حاول البعض بقصد أو دونه أن يستغل هذا الموقف ضد حكومة الببلاوي الذي قيل منذ قدومه ان بهاء الدين هو الروح الفعلية والمحرك الرئيسي له، فكانت الفرصة للراغبين في ضرب هذه الحكومة الدخول من خلال ثغرات النائب.
علي الجانب الآخر رأينا تحركات وزير التخطيط اشرف العربي التي

اتسمت بالسرعة والدقة في تحقيق المستهدف منها، بصورة جعلته ووزير المالية احمد جلال، ووزير الصناعة منير فخري عبد النور، علي خط واحد في مقدمة الصورة للمجموعة الاقتصادية.. فقد استطاعوا بمنتهي ذكاء المضي في خطوات محددة نحو اهدافهم الاقتصادية دون انجراف للخط السياسي، رغم خبراتهم السياسية، فوزير الصناعة رجل له باع طويل في عالم السياسة، وهو سياسي مخضرم،  إلا أنه عرف دوره وأدرك خطورة مكانه الجديد فمشي في الاتجاه الصحيح والسليم لتحقيق مهام وأهداف هذا الدور بمنتهي الحسم والشفافية.. فلم يشكك أحد في نواياه، ولم يجرؤ احد علي الزج به مرمي سهام الاتهامات الذي اتسعت مساحتها بشكل غير مسبوق هذه الفترة.
أعتقد أن الدكتور زياد بهاء الدين أدرك هذا الموقف، وخطورة وضعه مؤخرا، وكانت رحلته الاخيرة لواشنطن تأكيد لهذا الإدراك، حيث شاهدنا تحركات وخطوات مع المؤسسات الاقتصادية الدولية، ومجتمع الاعمال لمسنا جميعا ثمارها، وسواء كان هذا التحرك جاء بعد ادراك للموقف، أو بتعليمات كما يقال، ففي كلتا الحالتين يجب أن تستفيد مصر والاقتصاد المصري من الخبير الاقتصادي العالمي زياد بهاء الدين للتوجه السريع نحو الخروج من الأزمات الاقتصادية التي باتت تطفو علي السطح المجتمعي  قبل فوات الأوان.

[email protected]