رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أمريكا وسياسة الجزرة والحمار

الحديث عن الصندوق وقرض الصندوق اصبح كالحديث عن الحلم العربي، نتغني به ليل نهار، ونؤكد انه السبيل الوحيد لإعادة عزة العرب ورفعتهم ومكانتهم، هكذا حال حكومتنا مع قرض صندوق النقد كل يوم يخرج علينا وزير من حكومة قنديل ليؤكد قرب التوقيع مع الصندوق، ودون هذا القرض لن ينصلح حال الاقتصاد المصري الخرب، فهو صك الغفران الذي تحلم به حكومة قنديل، لأنه الانجاز الوحيد لها اذا تم!

الطريف ان الأمريكان ادركوا تماما مدي تعلق الحكومة العبقرية بهذا القرض، وفشلها في إيجاد أي بديل آخر للخروج من أزماتنا، وأصبحت تعاملنا بمنطق الجزرة والحمار، لتكشف بمنتهي البجاحة عن مدي تغلغلها وسيطرتها علي الأمور، والقرارات السيادية، إلي درجة تدخلها في ادق التفاصيل الداخلية للبلاد فترسل مبعوثيها لإقناع المعارضة بدخول انتخابات مجلس الشعب، لتؤكد للمرة المليون، أنها هي وهي وحدها المتحكمة في مجريات الأمور في مصر، وكل شىء يسير حسب هواها وتخطيطها، ليصبح قطبا الحكم في مصر، المرشد وأمريكا.
ومن يريد فهم المزيد، أو توثيق هذه الحقيقة عليه ان يتتبع تصريحات وخطوات السادة الوزراء، طوال الفترة الماضية خاصة التعامل مع صندوق النقد ،والتي كان آخرها التأكيد علي التوقيع مع الصندوق والحصول علي القرض، نهاية إبريل القادم، مع قرب انتهاء الانتخابات، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان تطبق الحكومة خطة الاصلاح الاقتصادي التقشفية قبل إجراء الانتخابات، فسوف تواجه ثورة شعبية اكثر خطورة مما حدث سابقا عقب الاعلان عن زيادة الضرائب، ولولا التدخل الرئاسي وإلغاء هذه الضرائب لكانت ثورة الجياع الحقيقية، فإذا طبقت الحكومة خطتها التقشفية قبل الانتخابات التشريعية، فسوف تضيع كل أحلام النظام في السيطرة، والاخونة، والاحتكار، لان ثورة الجياع ستحرمها من غفران

الصندوق، وحماية ماما أمريكا، وأموال الاخت الكبري الابنة المدللة المطيعة لماما أمريكا، والعامل المساعد الأول لها لتطبيق سياستها في المنطقة العربية ، ببساطة تطبيق خطة الحكومة التقشفية قبل الانتخابات، يعني التهديد بعدم جود مجلس شعب موالٍ للاخوان ورحيل الرئيس ونظامه، وعودة الاخوان لجحورهم، وخسارتهم كل ماحققوه خلال الشهور السابقة، والاهم خسارتهم الرعاية والحماية الأمريكية ،التي ستغير وجهتها حينها للنظام الجديد الذي سيركب الموجة.
هذه هي الصورة بمنتهي الوضوح، فلا اكتمال للتركيب الهرمي لحكم مصر، والسيطرة عليها في غياب أي ضلع، وضلوع الحكم في مصر حاليا، أمريكا في القمة ، ومكتب الإرشاد ومجلس الشعب الإخواني طرفا القاعدة، دون ذلك لن يكتمل المخطط، الآن ضلع الهرم تحققا ولايبقي سوي الضلع الثالث، الذي سيضحي مكتب الارشاد والنظام بأي شيء وكل شىء لتحقيقه، فلا إصلاح، ولا ضرائب، ولا كوبونات بنزين، ولا قانون إيجارات، ولا بيع، ولا شراء، ولا مصالحة، ولا أحكام، إلا بعد اكتمال الضلع الثالث بالانتخابات البرلمانية، حينها ستصبح مصر كلها تحت طاعة وضرس ماما أمريكا والمرشد، وتصبح كل تويتة عن الثورة سحلة، وكل صرخة للحرية رصاصة طايشة !!
[email protected]