عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«السلطة الرابعة لا تهزم»

لا لتقييد الحريات.. لا لقصف الأقلام.. لا لارهاب الصحفيين والبلطجة عليهم.. لا لسيطرة حزب الحرية والعدالة على الإعلام وأخونة المؤسسات الصحفية حتى لو كان وزير الإعلام إخوانيًا ورؤساء تحرير الصحف القومية ينتمون للإخوان لن تتراجع صاحبة الجلالة عن كونها السلطة الرابعة فى مصر.. من يعتقد أن تكميم الأفواه.. ووضع من ينتمون لهم على رأس المنظومات الصحفية..

والتهديد باتقاء شر من له الأمر.. سيرهب أصحاب الأقلام الحرة الشريفة أو يقلل من عزمهم.. بل ستصبح كل هذه القيود والتهديدات حافزًا لانتفاضة أبناء صاحبة الجلالة من جديد والدفاع عن حريتهم وكرامتهم وحقوقهم التى لن يستطيع أحد أيا كان أن ينتقص منها ذرة واحدة.. ولا تعتقدوا أن السير على سياسة البلطجة للحزب الوطنى سيدفع الصحفيين للتراجع والاستسلام فى حرب خاضت مثلها من قبل وانتصرت ولن يدفعها أى نظام مهما كان للخسارة فلا إغلاق القنوات.. ولا الاستعانة بالبلطجية لضرب الصحفيين.. ولا حتى زرع جيش من الموالين لكم سيكمم فم صحفى واحد عن قول رأيه أو كشف حقيقة الأقنعة الزائفة وراء ستار الديمقراطية!!
من أقوال ماكيافيلى: «يمكن للقيادة المتمكنة أن تدرس حسابات القوى، ولكن أحدا لا يعرف كيف يتحسب للخديعة والخيانة».. تذكرت هذا القول وأنا اتابع التحليلات وردود الأفعال حيال حادث سيناء الأليم.. فحقيقة هذا الحادث ودوافعه وأهدافه قد تظل سنين دون يقين فعلى لمبرراته لكنها تجعلنا نجتمع جميعا على رأى واحد أن هناك من يريد لهذا البلد أن يدخل فى صراعات مع أطراف لصالح أطراف أخرى سواء بالزج بها فى قضايا مستعصية أو بالخيانة والخسة المحبوكة.. فى كلتا الحالتين لا يمكن أن تكون نهاية الدرس هى القصاص فقط للشهداء أو اقالة بعض المسئولين وتغيير القيادات.. لكن يجب أن تكون بداية لرؤية جديدة واستراتيجية فاعلة لضمان عدم تكرار هذا الجرم الذى كبدنا أرواحًا لخير جنود الأرض وخسارة فادحة لاقتصاد يترنح ويتلمس الخروج من دائرة الانهيار.. وهذا يلزمنا إعادة النظر لسيناء ووضعها ومكانتها التى ادركها الإسرائيليون منذ سنوات واكتفينا نحن بالغناء لها، الآن حانت الفرصة لاثبات رغبة القيادة الحقيقية فى تعمير هذه الأرض وحمايتها من أى محاولات لتغيير هويتها المصرية.. وأيضا اثبات عدم وجود نية لتحويلها لامارة إسلامية تكون مركزا لكل الجماعات المتطرفة وهو الهدف الأسمى لبعض التيارات

الدينية المتشددة.. والتى يقابلها رغبة جامحة للمتطرفين لليهود والحلم الإسرائيلى بالعودة للسيطرة عليها.. فهى مطمع وهدف لعديد من الأطراف وهى التحدى الأكبر لمصر.. فهل سنقبل التحدى ونعمل على بقائها تحت السيادة المصرية ونعيد أهالى سيناء لحضن مصر.. أم سنتركها مرتعًا لمن يريد؟
من الأخطاء الفادحة للنظام السابق الاهتمام بجنوب سيناء فقد وتحويلها لمدينة سياحية يحيا أبناؤها على العمل فى السياحة فقط ويموتون مع أول ضربة تحول دون توافد السائحين لها وترك الشمال دون تعمير أو بنية تحتية أو مشروعات تضمن لأبناء سيناء العمل والحياة الكريمة.. والواقع الاقتصادى يقول بامكانية استغلال سيناء وتعميرها وتحويلها لأكبر صرح انتاجى تصديرى فى مصر.. فقد رأيت فى إحدى زياراتى منذ سنوات قليلة للعريش تلالاً من الطمى الأسود وعندما سألت عنها كانت الاجابة أن هذه الأرض والمقدرة بمئات من الأفدنة كان يزرعها الإسرائيليون بالورود النادرة ويصدرونها للخارج وكانت سمعة هذه الورود تضاهى الأنواع الهولندية العالمية المتصدرة للمراكز الأولى فى تصدير الزهور فى العالم وبعد تحرير سيناء فضل الإسرائيليون تدمير الأرض نهائيا حتى لا يستفيد بها المصريون فقاموا بحقنها بمواد كيماوية تجعلها غير صالحة للزراعة.. وبعد سنوات حاولت الحكومة المصرية إصلاح الأرض فقامت بمحاولات لتجريف القشرة الأولى منها وحقنها بمواد تعيد صلاحياتها لكن المحاولات فشلت لعمق الحقن الإسرائيلى فتركت الحكومة المصرية السابقة الأرض على ما هى عليه من موات.. هذا المثال يعبر عن حال باقى المشاريع فى سيناء كترعة السلام وغيرها.. الضمان الوحيد لحماية بوابتنا الشرقية هو التعمير.
Niveenyasenhotmail.com