عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أصول اللعبة!!

مازالت أتذكر كلمات الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين والتجارة عندما قال لإحدي الفضائيات: «في عهدي لم يقتل مواطن في طابور عيش» وحينها كان وزيراً للتضامن الاجتماعي وكانت أزمة العيش في أشدها عقب ثورة 25 يناير وتعهد بحل الأزمة من جذورها.. متهماً سلوك الناس السيئ بافتعال هذه الأزمة.. وطالب بتغليظ العقوبات لكل المتاجرين بأقوات الناس، واعترف أيضاً ببؤر الفساد داخل وزارته، وإنه يحاربها رغم محاولات عرقلته.. المهم ترك جودة التضامن وذهب للتموين ليجد أمامه أزمات أشد فتكاً وضحايا وقتلي بالعشرات.

وظهرت الحكومة الجديدة بشكل ضعيف وباهت أمام هذه الأزمات التي أخذت تستفحل بشكل خطير.. وكان الظهور الأعظم للأحزاب الدينية التي دخلت فوراً لحل الأزمات بشكل سحري سلس.. خاصة بالمناطق العشوائية والأحياء الفقيرة.. فاكتسبت تأييدا ومؤازرة قوية جداً.. وكان تدخلها لحل المشكلات الاقتصادية للسلع الاستراتيجية بوابتها الذهبية للفوز بمجلس الشعب بأغلبية ساحته وتلاشت أمامها كافة التيارات السياسية الأخري التي عجزت عن فرص وجودها في الشارع المصري.. وكان الحلم الأوحد للمصريين هو تمكين هذا المجلس من حل كافة المشاكل.. التي تمكنوا من حلها بسهولة وهم بعيدون عن البرلمان.. فكيف هو الحال وهم يملكون البرلمان ويملكون محاسبة الحكومة.. بل ويستطيعون سحب الثقة منها ان أرادوا.. بالطبع كان المأمول والمتوقع أن تصبح الحياة وردية ونودع كافة الأزمات والطوابير.. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، واشتدت الأزمات وظهرت أزمات أكثر خطورة!!.. وكثرت اعداد القتلي ضحايا الطوابير وعجز مجلس الشعب

عن حلها بأي طريقة ولم يتحقق وعد واحد من الوعود المزعومة لأعضاء هذه الاحزاب والتي دخلوا البرلمان من خلالها.. بل علي العكس تماماً.. ولم يجدوا أمامهم شماعة للفشل سوي الحكومة التي باتت كالحيطة المايلة وسارعوا بسحب الثقة منها في محاولة لإنقاذ ماء الوجه - رغم تحفظنا علي أداء الحكومة الضعيف - ولكن حتي هذا الحل لم ينقذهم من الفشل الذي لازمهم في كافة القضايا، وحولهم لصورة باهته للحزب الوطني المنحل... وهنا كانت فرصة الحكومة لتظهر من جديد وتطلع بمشروع قانون لتغليظ العقوبة للمتاجرين بالمواد البترولية وتصل بها لحد الإعدام.. وهو ما لاقي ارتياحا كبيرا داخل الرأي العام فأخيراً سيجد البلطجية من يقف أمامهم لتعود الحكومة لمكانها مرة أخري ويصفق الشعب لها.. وهكذا تكون أصول اللعبة.. لعبة الفر والكر بين طرفين يحركهما.. الطرف الثالث .. المجهول دائماً صاحب طاقية الإخفاء، فهل عرف الدكتور جودة الآن من المسئول عن الأزمات.. سلوك الشعب.. أم أصول اللعبة؟!
[email protected]