رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

" الكاتب فاصله المتلقى "

ينجرف  كتاب عصرنا الى تيار عام ورؤيه واحده مشتركه فى الكتابه  الروائيه ,لاتجعلنا نشتم رائحه او نشعر بنكهه الشخصيه من حيث اللغه والأسلوب وأعماق التجربه الخاصه .واذا سلمنا بأن لكل كاتب  ظروفه الأجتماعيه والسياسيه أو الدينيه والثقافيه المحيطه به لوجدنا الآن لهاثا غريبا وراء المخلوط من الأدب والعلم والأدب والتاريخ ,

وأغلبها تجارب همشت عملية الابداع عند الكاتب .كونه صار يكتب فى عصرنا وبداخله ثورة تحدى المجتمع. وبالتالى فأن محاولاته للتنسيق بين أكبر عدد من الشخصيات تظل همه الأكبر . فتأتى شخصيات هامشيه أو مهمشه ذات تفاعل هزيل لايخدم قضيتها . فى السابق لم تكن كل قطاعات المجتمع تصلح مجالا للاتجاه الأدبى بحكم تلاحم القطاع الرأسمالى مع الكنيسه المسيطره والملكيه الديكتاتوريه ,كما كانت كل قطاعات المجتمع تعمل من أجل ذلك القطاع المسيطر ,الا أنه عند اكتمال الشكل البرجوازى لفت النظر لأصوات خرجت منه وتابعها الجمهور بشغف ك "روكسانا " "مول فلاندرز" "كولونيل جاك" "دافييد كوبرفيلد" "اوليفر تويست " وكان اتجاه الكتاب الى هذه الطبقه ليطفئون ظمأهم من ناحيه وظمأ الجمهور المتعطش لرؤية صورة ذاته من ناحية ثانيه . أما الشخصيات فقد حاول أصحابها الوصول الى أعماق
التجربه الخاصه فيها فكان تناول ديفو لروكسانا بخلفيه داخليه , كانت بلا شك مزيجا من انعكاسات الظروف المحيطه بها , فلم يكن تتبع قصة حياه شخصيه مجرد سرد لحياة يوميه قدر ما كان تصويرا لصراع طبقه من المجتمع من أجل الحياه . واذا كان ديفو قد اختار شخصيه واحده فى بعض قصصه وركز تركيزا يكاد يكون كاملا عليها فقد حرص ديكنز على المزج بين مجموعة شخصيات تتفاعل مع شخصيته الرئيسيه فى "اوليفرتويست " و"دافيد كوبر فيلد" . ومن المعروف أن معالجة قضايا المجتمع قد يأتى من التصوير وتسليط الضوء بشكل فنى من الكاتب فى وجه مالايرضاه . وقد يتحول هذا مع السياق الى شىء آخر ففى ابنة البخيل او اوجينى جرانديه او المتصييده يبدو من عناوينهم أن بلزاك كان يهدف الى "اوجينى" ولكنه تركها ليركز على شخصية الأب "جرانديه" . كما لم تظهر شخصية المتصيده الا فى النصف الاخير من الروايه وكانت الشخصيه المحوريه هى "اغاث " بولديها "جوزيف وفيليب" . وهذا يؤكد ان المضمون الفنى مرتبط ارتباطا وثيقا بداخل الكاتب واذا حاول أن يحيد عنه انجرف اليه دون أن يشعر . وهذا ما يدفعنا ثانية للقول ببراعة التصوير الذى يأخذ صورا متعدده تحرك المشاعر الانسانيه المختلفه , كما لم يعد الوصف الدقيق للجميل فقط قدر ما كانت البراعه فى وصف القبيح قيمه جماليه فى حد ذاتها بشرط محاولة الأرتفاع به بعيدا عن الاسفاف ومطاولته لقامة المشاعر الأنسانيه الراقيه . وقد فعلها لورانس فى "عشاق ليدى تشاترلى" التى ماأن طبعت حتى أثارت ثائرة النقاد لما
تحتويه من وصف دقيق لما يحدث بين رجل وامرأه فى مخدعهما , وان كان البعض منهم قد احتج واعتبر ان ما كتبه لورانس لم يكن الا صدقا واقعيا يريد أن يصوره ليرتفع به الى مستوى المشاعر الانسانيه الطبيعيه . ولهذا فقد كان ينظر لهذا الجانب على أنه جانب طبيعى فى السلوك الفردى لا يختلف عن غيره من الوظائف الحيويه التى يقوم بها الانسان . لكنه لم يصل الى الحد الذى بلغه البرتومورافيا الذى تتبع بطلة قصته الى دورة المياه ووصف قيامها بعملية الاخراج واغتسالها وجلستها وارتداء ثيابها بينما عشيقها على الباب يتأملها . فالموقف الاول يثير احساسا جنسيا راقيا حرص عليه لورانس , والثانى يثير احساسا جنسيا مقززا حرص كذلك مورافيا عليه , واذا كانت قضية الجنس لاتبدو مشكله فى أعمال ديفو وفليدنج وديكنز فأنها تبدو كذلك فى مرحله تاليه عند البرتومورافيا. مثلا عبرت روكسانا عن رايها فى الزواج فى اكثر من موضع , ربما بسبب زواجها الأول

, وخلصت الى تفضيل كونها محظيه ووجدت فى هذا الحل اكثر انطلاقا ودلاله من الأرتباط برجل واحد مدى الحياة , وان كانت الصورة فى مول فلاندرز تبدو مختلفه فهى اكثر اباحيه واندفاعا فى علاقاتها وتبدو فى صوره اقل بكثير من صورة روكسانا التى رسمها لها مؤلفها ففى "روكسانا" وصف غير مستفيض دون تحرز لعلاقة رجل بأمرأه , وكيف دفعت روكسانا بخادمتها "امى" الى احضان رجل بعد ان نزعت عنها ثيابها بنفسها . وفى "جوزيف اندروز" تعرض السيده وهى فى سريرها نفسها على " جوزيف" دون حرج لا من المؤلف ولا من بطلته ويصل التصريح والتفصيل للدرجه التى نجدها . الا ان الأمر هنا يختلف عند كاتب مثل البرتومورافيا فقد أصبحت القضيه الجنسيه بالنسبه لأعماله لاتعدو أن تكون قضيه مثل غيرها من القضايا , وان ركز عليها تركيزا شديدا فى بعض أعماله مثل " اللوحه الفارغه " و"الكذبه" مع أنه من المفروض أن يكون مورافيا قد استفاد من التقدم العلمى الذى احرزته العلوم فى مجالاتها المختلفه فى هذا العصر , الا ان نوعا من السذاجه يبدو فى عرضه لهذا اللون من القضايا , حتى خرج عمله فى القصتين اقرب مايكون الى القصص الموضوع لغرض الربح التجارى . فلم يستخدم اى لون من الوان التحليل النفسى العلمى بالنسبه لشخصية "سيسليا" فى اللوحه الفارغه و"كورا" فى الكذبه , على الرغم من كون الشخصيتين تبدوان من اللون الطبيعى , على عكس مانجده فى عملى لورانس ونابوكوف وبخاصه حين عرض الأخير علاقه شاذه بين رجل فى الخمسين وفتاة فى الخامسة عشرة .وعلى وجه آخر هناك بعض الروايات الحديثه العربيه التى لاتعدو كونها استجداء للتاريخ لاخذ الخط الوصفى التقريرى, ودمج أدب الرحلاب المقتحم أيضا لعالم الروايه بسرديته الوصفيه ضمن الابداع الروائى , ولا عجب ان نجد له أيضا جائزة ضمن تصنيف الادب الروائى . فثلوج كليمانجارو ليست الا رحلة صيد لكنها بفنية الكاتب الروائى تحولت عن السرد الوصفى التقريرى الى أحداث وشخصيات وبعد فنى ومضمون متعلق بالمجتمع والتاريخ والبيئه بينما الرحله فيها مداعبه لصنع العواطف بداية من ربنسون كروزو ورحلات جلفر وصولا لارنست هيمنجواى . ويجب على الكاتب الا يغفل أن المتلقى مشترك معه فى عمليه الابداع وبخاصة فيما يتصل بالتاريخ والموروث والفاصله العاطفيه للعصر الذى لم يعشه.
فاصله...............
1 -  مسلمون ومسيحيون .. نريدها مصر .
2 -  محترفو الظهورالفضائى .. عودوا الى ثكناتكم .
3 – ثق أنه لا ينقصك شىء .. سواء ذهبت نوبل اليك أو ذهبت اليها .
[email protected]