"الفتنة.. وشجاعة شرف"
أخيراً جاء إلينا رئيس وزراء شجاع لم يرد أن يدفن رأسه في الرمال ويغلف تصريحاته "بالمواربة" أو "الثورية".. فقد أعلن الرجل أن ما شهدته امبابة من احداث هو فتنة طائفية.. دون أن يجمل الوجه القبيح للأحداث الدامية التي احرقت قلوب المصريين الحق.. ألغي المهندس عصام شرف رحلته الخارجية وأعلنها طارئة حتي تعاد الأمور الي ما كانت عليه من قبل الاحداث الدامية التي ارتكبها أناس لا يقدرون معني كلمة وطن.. ولا يعرفون شيئا عن الدين أي دين فالأديان جيمعها لا ترضي بترويع الآمنين، أو اقتحام دور عبادة فما بالنا بإحراقها.. فقد خرج علينا المسئول الأول عن حكومة تسيير الأعمال ليعلنها صراحة انها فتنة وأن هذه الفتنة تؤثر علي مقدرات الوطن.. حقا، الموقف صعب وجسد الوطن يئن مما يفعله ابناؤه من تعذيب وتخريب فيه.. المشهد أبكاني واصابني "بغم وهم" اعاد الي ذهني حالة الرعب والهلع التي انتابتني وانتابت الجميع فور اقتحام السجون والانفلات الأمني في اواخر يناير الماضي.. والتي أعقبها انتشار موحش للبلطجية في الشوارع و"الأدهي" من كل ذلك الأسلحة النارية التي اصبحت في متناول الصغير قبل الكبير بدلاً من الميداليات أو سلسلة المفاتيح يسيرون بها في المناطق الشعبية، بل وأصبحت بديلاً عن لغة الحوار.. إن ما حدث يا سادة في امبابة هو مجزرة ومصيبة بكل المقاييس.. يجب ان نتكاتف جميعاً ولا نترك القوات المسلحة تواجه بمفردها جميع المصائب والمواقف داخل البلاد وخارجها.. هيا نتوحد علي كلمة واحدة يجب ان ننفض الغبار العالق علي أعين كثيرين وفي لُحي كثيرين أيضا من الجانبين يتسترون في الدين سواء مسلمين أو مسيحيين، فنحن لسنا في حاجة لزيادة همومنا وكفي تخريبا.. نرجو أن يحتكم الجميع لرأي وعقول حكماء مصر من السياسيين ورجال الأزهر والكنيسة، والعقلاء لا نقول مسلمين أو مسيحيين نحن جميعاً مصريون إذا بكي جاري سهرت أبكي معه وإذا خرج جاري سررت لفرحه ولن أنظر للحزن أو الفرح علي أنه مسيحي أو مسلم ولكنها مشاعر متوحدة.. ان السنة النيران التي كانت تندلع