رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أين أصحاب الكراسي.. وأستاذ لبيب؟

ما هذا الصدام الكارثي الجديد، وجر البلاد إلي الخلف وإلي حلقة مفرغة من الجنون والدم. بعد استمرار هذه الأحداث الهزلية المدمرة والمخربة في شوارع ومباني مصر علي أيدي حفنة من المأجورين، أصبحنا بحاجة إلي ان ندق كل الأجراس مذكرين ان الثورة قامت للتغيير وليست للتخريب: قامت ضد الطغيان والاستبداد. أما الآن فأصبحنا وسط غياب للرؤية

وانعدام الإحساس بالمسئولية هما القاسم المشترك بين المرحلتين ما قبل الثورة والآن. فبعد ان أطاحت الثورة بنظام الفساد والاستبداد وظننا ان الغمة ازيحت وجدنا أنفسنا نعيد من جديد إنتاج ما كنا نعانيه. فأصبحنا في وطن يتمزق بين قدامي أساءوا إليه ونهبوه وبين جدد يمزقونه. فمصر تمر في هذه اللحظة بالذات بأخطر مرحلة في تاريخها القديم والحديث فلم يذكر التاريخ من قبل ان شعب مصر قد انقسم علي ذاته كما هو اليوم وتكاد مصر ان تضيع وأكاد أسمعها تصرخ يا أبنائي ارحموني مما تفعلون، لقد سئمت مستنقع الجدل والتراشق السياسي عبر أبواق الشاشات. لقد جن جنوني وأنا وغيري نشاهد علي شاشات التلفاز مصريا وعربيا وأجنبيا ما يحدث في وسط قاهرة المعز «المقهورة» حاليا والشوارع القريبة من ميدان التحرير من هؤلاء الذين يحرقون في بلادنا أمام جميع الأبصار. لقد بكينا جميعا وهم يقذفون الجنود البسيطة أمام الداخلية بكرات اللهب والطوب والحجارة نحن نسأل من هؤلاء نحن منهم براء، الجميع لا يصدق وهم أعلي أسطح مصلحة الضرائب ويحرقون ويشيرون بعلامات استفزازية لكاميرات التصوير والجنود وجميع من يشاهدونهم هؤلاء ليسوا منا ولا يمتون بصلة لنا، فهل بعد كل هذا نقول انهم مصريون وماذا يحدث لقد أعلنت رابطة مشجعي الكرة أنها لن تشارك معهم في صراحة مصر في الوقت نفسه نجد ان من بين الموجودين بالتحرير ومجموعة تعلن انهم الالتراس بنفس طريقة تصرفاتهم وحركاتهم ونجد ان الثوار يعلنون رفضهم للمخربين وفي الوقت نفسه تعلن بعض الطوائف ان الثوار سوف يسحبون هؤلاء المخربين بعد إجابة مطالبهم. فما بين التنكر لهؤلاء الخوارج والمخربين والإعلان عن سحبهم من أمام الداخلية وعودتهم للميدان بعد إجابة المطالب التي لا تنتهي ضاعت مبان وحرقت أخري وسقط من سقط وروع من روع وخربت ضياع، وأوراق ومستندات في وقت اختفتفيه الرؤية وغاب الوعي وأهدرت القيم علي أيدي اناس مخربين نتيجة الفكر العبثي وغياب التربية السياسية فعاثوا في الأرض فسادا وإحراقا وأمام تلك الأفعال لم يقابلها حسم ولا حزم بل ساهم في هذه النتيجة الأداء الهزلي الضعيف والمواجهة البسيطة من نفر قليل من جنود يواجهون الطوب وكرات اللهب بدروع بلاستيكية أو الهرب أو ترك ما يحرسوة، لقد أدمت مناظرهم القلوب فلم نجد أي دروع بشرية تحمي منشآت مصرنا ممن كانوا يحرسون أعضاء البرلمان في الجلسة الافتتاحية للفصل بين المخربين

والجنود أو تدافع عنهم أمام تتار المخربين لم نجد أياً من أعضاء المجلس في هذا المسرح الأسود لكن شاهدنا إشارات وحركات استفزازية بالجنود ولمن يقف أمامهم أو يحاول تهدئتهم بكل أعضاء جسدهم وبكرات اللهب وبأشعة الليزر، ما هذا، ليس هذا من الثورة أو الدين أو حتي في أحكام اللصوص والعصابات. أيضا لم تنتفض الأحزاب لنجدة الوطن وإقناع المخربين بالعدول أو العودة للميدان فخلت الصورة تماما منهم ولم تجد سوي شيخ صغير من الأزهر يجري يمينا ويسارا بعد الواحدة صباحاً محاولاً إبعاد هؤلاء المخربين وتهدئتهم بمفرده وكأنها مشاجرة في عطفة صغيرة ولا يعني أحد هؤلاء المواطنين «المرعوبين» داخل بيوتهم أو إحراق مبان وطنية عريقة أو ضياع هيبة دولة ولم تكن قلوبهم للافتة التي رفعها الجنود المدون عليها نحن أخوانكم ونعمل علي تأمين الوطن بل زاد قلوب المأجورين غلاً ورقصوا بعد إحراقهم للمباني يا سادة يا حكماء يا أعضاء البرلمان يا أعضاء كل المجالس لا تجلسوا قبل ان تتصدوا لهؤلاء، ان التصدي لهذا التخريب هو من أوجب الواجبات. اللهم من أراد بنا وبمصرنا سوءاً فعليك به.

«السباعي وفاءِ ولا وداعاً»
أستاذ لبيب السباعي الذي فقدته الصحافة المصرية والعربية منذ أيام لا أدري كيف أبدأ وبأية كلمات أرثيك بها فأنت حالة فريدة، وتلاميذك ليسوا فقط بالأهرام وإنما خارجها أيضا وأنا منهم فقد عملت معك في حقبة التسعينيات في أوج حوادث الإرهاب التي عمت مصر وعندما في جريدة الشرق الأوسط وعندما وقعت الأزمة بين مصر والسعودية في العهد البائد أغلق مكتب القاهرة أبيت يا أستاذنا ان تغادر مكانك أياما دون ان تحصل علي مستحقاتنا من الساعي حتي الصحفي ولم تهرب كأي مسئول من هذه الكارثة وظللت قابعا معنا أياما حتي حصلنا علي حقنا رحمك الله يا رجل في زمن عز فيه الرجال.