رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محمد وجرجس.. وفاطمة مع مريم في حفل زفاف خالتي نزيهة

تعددت الأسباب للذهاب للاقتراع والهدف واحد..، وأخيراً انتفض الشعب وهرع الي صناديق الانتخابات البرلمانية التي جاءت مبشرة بل كانت مؤشراً جيدا علي رغبة الشعب في التغيير ليفوز بدرجة امتياز وعلي الرغم من ان الأهداف جاءت كثيرة، فمنهم من شارك لدعم الاستقرار وإعادته للبلاد ثانية،

وآخرون ذهبوا لممارسة الحياة السياسية التي حرمنا منها وكنت أنا منهم وبعض أفراد أسرتي وصحبتي ممن لهم حق الاقتراع في المرحلة الأولي.. إضافة إلي آخرين من بين من ذهبوا للاقتراع وهم قلائل كانوا خائفين من الغرامات المالية، والبعض الآخر ذهب لتأييد مرشح تياره لكننا في النهاية ذهبنا للانتخابات رغم الزحام المروري والسيارات المتراصة التي كانت تسير ببطء السلحفاة علي طول الطرق حيث اصطبحنا بعضنا البعض لعدة لجان علي مستوي القاهرة سواء في الجولة الأولي أو إعادتها.. كانت رحلة شاقة بدأناها منذ الظهيرة حتي الثامنة ليلاً ذهبنا للصناديق رغم تحذيرات الفضائيات والصراخ والعويل والتشدقات التي ملأت قنواتها بفزاعة الانتخابات.. ذهبنا رغم فزاعة البلطجية رأينا طوابير طويلة كنا نخشي ان يشقها بلطجية أو «خناقات» أو غير ذلك.. لكن علي الرغم من طول الطابور الذي كان يضم في كل لجنة أطيافا وألوان شتي بل تيارات متعددة تجده يضم المتبرجة والمحجبة والمنتقبة وهكذا الرجال الملتحي وصاحب «البوكسر» والجلباب والبدلة والصبي وكبارا وصغارا رجالا ونساء، فقراء وأثرياء الكل يقف في الطابور دون تضييق.
ذهبنا جميعا رغم الهاجس الأمني الذي كان يغلف الاستعدادات للانتخابات إضافة لحالة الانفلات التي تكتنف البلاد حاليا ذهب الشعب في المحافظات التسع.. للمرحلة الأولي وإعادتها رغم القلق الذي انتاب واعتري القوي السياسية ومراقبين من حدوث تجاوزات قد تعكر صفو الاقتراع..
حقا كان عرس إرادة الشعب أراد ان يزف خالتي نزيهة في حفل الديمقراطية فوعدته القوات المسلحة بتأمين العملية الانتخابية حتي ينتهي حفل الزفاف الأسطوري الذي لم نشهده من قبل وحينما وعدت فعلتها وضبطت الأمور فعلاً لاصرار المصريين جميعا دون تصنيف علي إنجاح العملية الانتخابية.. علي إنجاح التحول الديمقراطي، لقد حصلت خريطة الطريق التي وضعها الجيش علي شرعية من خلال الأقبال والإصرار الجماهيري ونجحت بامتياز بعد أن شك البعض في أعقاب مظاهرات متفرقة ما بين التحرير وبعض الأماكن الملتهبة الأخري في جدية الأجهزة الأمنية في ملاحقة البلطجية .. لكن قواتنا

المسلحة هي الحصن الحصين.
فقد جاءت الأحداث والمشهد الانتخابي مخيباً لآمال من شككوا في قدرة تأمين تلك العملية الانتخابية فما ان انتهي الملايين من الاقتراع وأغلقت لجان الانتخابات أبوابها حتي اتجهت الأنظار إلي كيفية تأمين الصناديق بالإضافة لمحاولات الضباط المستميتة لتهدئة الناخبين حينما تقف أمامهم بعض المشاكل من طول الطوابير أو تأخر فتح اللجان أو غير ذلك بضبط النفس.. وأمام كل هذا المزيج انتشي الجميع وتسربت النشوة في نفوسنا جميعا بما حققته المؤسسة العسكرية والتجربة الانتخابية التي فاقت في نجاحها الاستفتاء علي الدستور في مارس الماضي الذي كان حقا عرس الديمقراطية.. لقد كان للقوات الجيش اليد الطولي في السيطرة علي اللجان وضبط الأمور وتوارت الرشاوي الانتخابية من المشهد داخل وأمام اللجان.. حتي تناقلت الصحف العالمية والعربية تلك الصور المشرفة مؤكدة ان الصامتين تحدثوا حقا.. لقد ترفع الناخبون جميعا عن التصنيف الديني وجرت الانتخابات بدون تدخلات أو اعتقالات أو ترهيب.. تمت بحماس رائع علي الرغم من أن السواد الأعظم من الناخبين لا يعرفون أحداً من المرشحين لكننا ذهبنا للادلاء بأصواتنا سعداء إلي الصناديق بحثا عن أنقاذ الوطن رغم علمنا بأن عُمر هذا البرلمان قصير: ذهب الجميع بحثا عن خلاص من الانفلاتات المتعددة وانتظارا لما تسفر عنه الانتخابات من مجلسين تشريعيين يشرفان علي وضع الدستور الجديد وانتخابات رئاسة البلاد، حقا نجح الشعب بإصراره والقوات المسلحة وعدت فأوفت لقد نجح حفل الزفاف الذي كان يضم محمد وجرجس وفاطمة ومريم في صورة ترسل لكل المغرضين.