عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العالم ضد العرب

أتصور أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأول مما جري في كامب ديفيد الثانية، وأن إيران هي المستفيد الثاني، برعت الولايات المتحدة في اللعب علي الجميع، وحققت كل أغراضها، وسوف توقع مع ٥ دول غربية اتفاقاً نهائياً مع إيران بنهاية الشهر القادم لإنهاء الملف النووي،

في حين لم تمنح العرب وتحديداً دول الخليج سوي الكلام والوعود والتعهدات، وبقيت إيران مصدر خطر كبير لدول الخليج، برعاية غربية أمريكية، نجحت أمريكا والغرب في إبرام صفقات أسلحة إلي المنطقة وخصوصاً دول الخليج، وتركت الموقف متأزماً بين دول الخليج وإيران، ومهدت لحرب ربما تندلع في أي لحظة الخليج العربي، أمريكا تلعب بالجميع، وترفع شعار مصلحتها أولاً وإسرائيل ثانياً، والموت للجميع، وأتصور أن عدداً من دول الخليج غير مرتاح للموقف الأمريكي والغربي تجاه إيران، يريدون تدمير المنطقة بأبنائها، لكي يضعف الجميع إيران ودول الخليج معاً وفي كل الأحوال، يبيعون السلاح لنا ليدمروا اقتصادنا، يريدون تكديس السلاح بالمنطقة وتحويل دول الخليج تحديداً إلي ترسانة أسلحة تقليدية يريدون التخلص منها، بدعوي مواجهة إيران، ونحن للأسف لم نتعلم، ونبلع الطعم كل مرة، ونصدق هذه الدولة المخربة التي توحي لنا أنها تحمينا، وفي نفس الوقت تدلع إيران وترفع العقوبات عنها وتتركها لكي تتصارع مع دول المنطقة كي يقع الجميع في نيران الحروب، ويقع الخراب بعيداً عن أي تحرش أو تدخل إسرائيلي.
ربما يجانبني الصواب إذا قلت إن زيارة قادة الخليج إلي الولايات المتحدة، لا فائدة منها، وكانت تحتاج إلي مراجعة شديدة، وربما هذا السبب الذي منع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الذهاب إلي كامب ديفيد، نحن الذين منحنا أمريكا صك التحكم في مقدراتنا، وأفهمنا الأمريكان أننا غير قادرين علي إدارة شئوننا حتي الداخلية، وأننا في عون دائم منهم، نتصور أنهم أقوياء وهم ضعفاء، إنهم يحبوننا وهم يكرهوننا، لماذا نحرص علي رد الفعل من هؤلاء علي تصرفات تخصنا وحدنا، وكأنهم ولاة أمورنا، كلامي هذا ينطبق علي جميع الدول، وما يجري في الخليج نموذج من نماذج يكشف خيبة العرب وجامعتهم في بعض تعاملاتهم الخارجية. المشكلة أننا نتعامل مع إيران كمذهب طائفي شيعي، أكثر من كونها دولة قوية عسكرياً ولها أطماع، ركزنا علي التعامل معها أمنياً، في ذات الوقت أنها تتغلغل في الجسد العربي بأفكار ومصالح تتعلق بالفكر والسياسة والعقيدة، أكثر من التعلق بالسلاح، هم ينفذون ونحن نشتكي، هم يفعلون ونحن نطلب العون من

غيرنا لمواجهتهم. أري أننا قادرون كعرب علي التعامل مع الملف الإيراني دون تدخل آخرين، ونحن الأجدر بذلك ولدينا القوي الفكرية والسياسية والعسكرية القادرة علي ذلك.
لقد تحقق في منطقتنا العربية خلال الخمس سنوات الماضية، ما عجز الاحتلال عن تحقيقه في مئات السنين، أكلنا بعضنا، واستعنا بالغرب وربما الشرق علي تمزيق أشلائنا بأنفسنا، هم يتفرجون علينا، كما يتفرجون علي السيرك، حتي عندما انتفضت الشعوب، وانفجر الغضب الشعبي، وهبت عاصفة الثورات، لم نحسن استغلال ذلك وضاعت أحلام البسطاء،  ترنحت سفينة الثورة يميناً ويساراً، ولكن بدأ الاستقرار في مصر بعد تصحيح ٣٠ يونية، ونفس الوضع ربما في تونس، ما دون ذلك فحدث ولا حرج، سوريا وليبيا واليمن تتمزق، والسودان صار سودانين، والعراق صار مرتعاً لمن لا مرتع له، نعم دول عربية أخري شهدت تداول محترم للسلطة، وحلت أجيال وقيادات جديدة، وهذا ما حدث في دول الخليج، دون ثورات أو سفك دماء، ولكن  هذا لا يرضي أمريكا وحلفاؤها، وأري في الأفق الآن أنها تخطط لشيء غير مريح، وأنها تستخدم بعبع إيران في تحقيق غرضها، خلاصة القول: لا مفر من الاعتماد علي أنفسنا، ولا مفر من جيش عربي قوي، نأمل أن يتكون فوراً بعد قرار القمة العربية الأخيرة في هذا الشأن، وأتصور أننا منحنا إيران أكبر من حجمها، وصنعنا منها أمام الغرب أسطورة غير حقيقية، وهنا أختم بهذه الأبيات من قصيدة للإمام الشافعي رضي الله عنه يقول فيها:
نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيبٌ سوانا...
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ، ولو نطق الزمان لنا هجانا...
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ، ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا.


[email protected]