رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقيلا يرحمكما الله!

لا أدري ماذا يفعل وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالي، لمواجهة غول الدروس الخصوصية وإصلاح العملية التعليمية، لا شيء!، كل ما فعلوه تصريحات جوفاء، علي طريقة «أبولمعة» الشهير بـ«الفشر» في برامج التسلية القديمة في الإذاعة، فشل الوزراء والحكومات

المتعاقبة في مواجهة ما اسميه جمهورية الدروس الخصوصية مازال مستمرا، المدارس شبه خالية طوال العام، ولدينا وزير تربية وتعليم متخصص في الشأن التربوي جاء منذ ٤ شهور، لم نسمع له صوتا ولم نر له موقفا، ولم ينفذ شيئا لإصلاح الوضع التعليمي المنهار، تم مضاعفة رواتب المعلمين عسي أن ينصلح حالهم، وتفوق ضمائرهم، ليقوموا بواجبهم أمام الله والوطن في شرح المناهج في المدارس، ومعاونة الطلاب في تحصيل العلم كاملا، كما كان يحدث أيامنا ونحن طلاب، لا أظن أن ذلك يحدث الآن، ما يحدث عار علي الوزير والحكومة وكل مصري، يا سادة تحولت مدارسنا إلي خرابات وأماكن لراحة المدرسين المنهكين طوال الليل في الدروس الخصوصية، تحولت إلي بورصة لتسويق الدروس الخصوصية، هذه الظاهرة التي تكاد تنفرد بها مصر، حولت الأسر المصرية إلي أشلاء وأوجاع ومآس، تشردت أسر، بسبب عدم القدرة علي تمويل تكلفة الدروس الخصوصية، صار رب البيت في كل أسرة مجرد ناقل لمرتبه أو دخله إلي المدرس، وغالبا لا يكفي الدخل لسداد تكلفة الدروس.
أين الحكومة؟، وأين مجلس الوزراء، المشكلة خطيرة وتهدد الأمن الاجتماعي للوطن، تخيل معاناة كل مصري مع مصروفات اجبارية ربما تدفعه إلي الانحراف لحاجته الشديدة إلي المال، لسداد أجرة الدرس الخصوصي، وسداد مصروفات قيمة الفواتير سواء كهرباء، مياه، غاز، تليفون، إيجار سكن، مواصلات، علاج، ملابس، والأهم من كل ذلك مواجهة الارتفاع الخطير في الأسعار  خصوصا اللحوم والخضر والفاكهة، وغيرها من الانفاقات الإجبارية التي كسرت معظم المصريين وجعلتم يعيشون بلا كرامة فوق أرضهم، وصار هم كل رب أسرة تدبير نفقات بيته، ولا ننسي هنا بعض الزوجات التي تطلب مصاريف ليل نهار، مما ينكد علي الزوج، ويزيد من همومة وأوجاعه، وغالبا ما تنشأ المشاكل بسبب كثرة المصروفات ومحدودية الموارد. إن مكافحة فيروس الدروس الخصوصية صار واجبا وطنيا علي الحكومة، وعلي رئيس الوزراء أن يستغل الاجازة الصيفية الوشيكة، ويضع الحلول المدروسة والملزمة لإزاحة هذا المارد من حياتنا الاجتماعية، ويهدد كل أسرة علي حدة، زمان كان ناظر المدرسة يعطينا بنفسه مجموعات تقوية مجانية قبل طابور  الصباح، وكان الطالب الخائب الذي يلجأ إلي الدرس الخصوصي، مطارداً من الجميع، وخائفاً من فعلته، ويشار إليه بالبلادة في تحصيل العلم

في المدرسة مثل باقي زملائه، الآن انقلب الأمر وصار من لم يحصل علي درس خصوصي، غير طبيعي، ويعاني من البلادة، وصار منبوذا من الجميع، مدرس زمان كان يقبض ٣٥ جنيها في الشهر، وربما لا تكفيه، ولكنه ظل رمزا للمثل والأخلاق والتربية والقدوة والعبرة للجميع للطالب وكل عنصر في المجتمع، زمان كان الطالب يحترم معلمه، والآن صار الطالب يحتقره بسبب هرولته نحو الفلوس، وصار معلما غايته المال, ووسيلته المال، وطموحه خارج مدرسته، زمان كان وزير التعليم قدوة ونموذجاً ومثالا جادا للمعلم النزيه .
نفس ما ينطبق علي المدارس، صار ينطبق علي الجامعات، فوجئت من ابنتي التي التحقت للدراسة بإحدي كليات الهندسة في جامعة حكومية شرق القاهرة، بجدول للدروس الخصوصية في ٤ أماكن  محددة، كدت أن أنهار ولم أصدق، وذهبت معها لكي أري بعيني، واحسرتاه، تبين لي أنني ربما أعيش علي ذكريات جامعية قديمة، ولم يتطرق علي ذهننا، أن يأتي اليوم الذي تتحول جامعاتنا الحكومية إلي أماكن أشبه بالخرابات، صدقت ابنتي وتبين لي كم أنا جاهل بمجريات الامور، وغير مدرك لتطورات العصر ومستجدات العملية التعليمية في جامعاتنا والتي صارت تنافس المدارس في سباق الدروس الخصوصية، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأقول لوزير التعليم العالي، سيادتك نسيت أنك وزير ولا إيه، ماذا فعلت أمام أوجاع أولياء الأمور، بعد تفشي الدروس الخصوصية في الجامعات، عندك مشاكل بالجملة في كل شبر بالجامعات، وأين اللوائح والقوانين التي تضبط العملية التعليمية بالجامعات، هل تنتظر لتضيع هيبة استاذ الجامعة مثل المدرس بسبب هرولة الجميع إلي الدرس الخصوصي، لوكنت تشعر بالعجز انت ووزير التربية والتعليم فاستقيلا يرحمكما الله.