عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوجاع المصريين في ليبيا

سمعت ورأيت  شهادات لبعض المصريين الهاربين من جحيم ليبيا، كانت شهاداتهم عبر التلفزيون المصري، كلامهم كان معبرا عن مأساتهم، وفي نفس الوقت كشفوا مدي تعاون الاشقاء في تونس في الاستقبال وعمل اللازم، لمست في كلامهم مدي تعاون القنصلية الدبلوماسية والمسئولين المصريين هناك، ربما يعبرون عن تقصير ما، ولم يوضحوا تفاصيل التقصير، ولكن ما فهمته أن التقصير في إنهاء الإجراءات، وتسهيلات الاقامة، وتوفير الخدمات اللوجيستية، إذن المسألة  ليست أوجاعا فقط، بل مأساة يعيشها المصريون في ليبيا، اختلفت التقديرات، تقديرات رسمية قدرت العدد بمليون، وتقديرات غير رسمية تقدر العدد بـ1٫5 مليون، الضحايا يتساقطون، بين مذبوح، وغريق، ومصاب، ومفقود، وبلا هوية.

أزعم أن الحكومة الليبية المعترف بها مسئولة بشكل كامل عن روح كل مصري، وليس من واجب مصر أن تتدخل في كل مرة يقع فيها ضحايا ،أن تتدخل عسكريا، لحماية المصريين، والمشهد برمته يتعلق بكرامة كل مصري في ليبيا، وكرامة مصر في العموم، لا يوجد شارع أو حتي منزل في محافظات مصر إلا وله أبناء يعملون في ليبيا، بحثا عن لقمة العيش، العدد كبير جدا، نحن نتحدث عن أن ما يقرب من ربع البشر الموجودين  في ليبيا مصريون، وحتي الآن لم يتم إجلاء سوي بضعة آلاف فقط، والباقي لهم الله، المسألة أكبر من مجرد ضربة عسكرية، أين المجتمع الدولي، أين منظمات حقوق الإنسان، أين القانون الدولي، أين المجتمع المدني الدولي؟ والأهم من كل ذلك أين الشعب الليبي، وأين كرم الضيافة، لماذا تقع الحماية لغير المصريين؟ من المؤكد أن هناك عمالة من جنسيات أخري في ليبيا، لماذا لم يصبها ما أصاب المصريين؟ نحن لا نر يد أذي لأحد، ولكن نريد الاجابة عن سؤال محدد: ماذنب العمال البسطاء، وما جريمتهم التي ارتكبوها، وما علاقة ديانتهم بأي خلاف سياسي كي تقتلهم يد الارهاب الخسيس؟
كفي كلاما في الهواء، وكفي جعجعة إعلامية، نريد حماية فعلية لكل مصري يعمل خارج وطنه، نريد حفظ كرامة المصريين، القضية خطيرة وتتعلق بالأمن الاجتماعي المصري، تخيلوا كم اسرة لا تنام خوفا علي أولادها في ليبيا، وكم أب وأم يموتون كل يوم بل كل لحظة، خوفا علي أبنائهم، أقول مرة أخري أين الحل؟ لا أتحدث عن حلول  عسكرية، بل أتحدث عن حلول أخري ربما تكون سياسية أو خدمية، أو اجتماعية، أو غيرها، الضربة الجوية  وقعت وانتهت، ونجحت ولاقت تأييدا كبيرا،

ولكنها لم تحم المصريين في ليبيا، وبقيت المعاناة والألم، لو لم يكن هناك مصريون في ليبيا، كانت الحسابات مختلفة، وكان التدخل العسكري لا يقتصر علي مجرد ضربة، بل عمل أمني كبير ومستمر، صدقوني المصريين في ليبيا بلا غطاء أو حماية .
مجرد اقتراحات، ربما تساهم في حماية ولو مؤقتة لأولادنا من المصريين، لماذا لا تقوم كبري العائلات والعواقل بتشكيل لجان شعبية لحماية المصريين، فكرة اللجان الشعبية ليست من اختراعي ولكنها نجحت في مصر بعد ثورة 25 يناير، كما نجحت في كل دول الربيع العربي، إذا جاز التعبير، خصوصا ونحن نعلم وجود علاقة نسب ومصاهرة بين عائلات مصرية وليبية، هذه العلاقة لها جذور تاريخية راسخة، ونعلم جميعا علاقات القرابة والصلات العائلية بين قبائل أولاد علي علي طول الساحل الشمالي الافريقي.
هل تم التفكير في إقامة ما يسمي مناطق آمنة، تحت حماية الحكومة الليبية أو تحت الحماية الاقليمية أو الدولية، وهل توجد خطة للاجلاء الاجباري في مناطق الخطر، وربما تكون معروفة لدي الحكومتين المصرية والليبية، معظم دول العالم تفعل ذلك، وأمامنا فرصة ذهبية، لتفعيل أي وسيلة تهدف الي حماية المصريين في ليبيا، وما يحدث للمصريين في ليبيا نرجو الا يتكرر في بلاد أخري، خصوصا في مناطق التوتر، اعلم تماما أن الحكومة ومؤسسة الرئاسة تعمل ليل نهار في سبيل ايجاد الحلول لحماية المصريين، ولكن  بما تكون هناك مسارات وخطط أخري تسرع من عملية الحماية، لأنني بصراحة قلق وخائف علي ابناء مصر في ليبيا وما تحمله الأيام القادمة من مفاجآت، ربما لا تكون سارة، نأمل السلامة للجميع.

[email protected]