عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعديل وزاري أم حركة محافظين

عشرة تصريحات بالتمام والكمال عن حركة محافظين وشيكة في خمسة شهور،  نصفها منسوب الي اللواء عادل لبيب والآخر  للمهندس إبراهيم محلب.

مرت الأيام والاسابيع والشهور دون جدوي، معقول أن هذا الكلام يتردد علي لسان المسئولين منذ أغسطس الماضي ، لدرجة أن الناس بدأ يتسرب إليها حالة من الملل.  تسأل عن مصداقية الحكومة، وسر إطلاق كلام صدقه الناس، وتبين بعد ذلك انه في الهواء، وبقيت تساؤلاتهم بلا إجابة من أبرزها :  هل لا يعرف رئيس الوزراء ووزراؤه موعد حركة المحافظين؟، إذا كانوا لا يعرفون، فمن يعرف ؟، ولماذا يصرحون عن أشياء حساسة وهم لا يملكون التوقيت، نعلم أن ترشيحات المحافظين  في رئاسة الجمهورية، وأن الدور البارز للحكومة في حسم الاختيارات تراجع، وهذا ربما من علامات ضعف الحكومات الاخيرة، نعلم تماما أن أي عدد  من الوزراء والمحافظين عندما يقرأ أو يسمع أنه مرشح للخروج، ينعكس ذلك علي أدائه وقراراته وتصرفاته، وربما يتأثر العمل سلبا، والغالب أن من يريد البقاء في منصبه، يحدث له نكد واكتئاب عند سماع أخبار  قرب إحالته للتقاعد، وعدد آخر  يتمني الخروج، كي يريح من حوله ويرتاح هو، مما يراه من هم ونكد، وبين الاثنين، يقع بعض المسئولين ضحية الشائعات رغم اجتهادهم في عملهم .
أزعم أن طريقة اختيار الوزراء والمحافظين لا بد أن تتغير ، الدنيا اتغيرت في كل العالم إلا عندنا، يأتي المسئول ويستمر وقتا من الزمن ثم يخرج  من الخدمة وهو لا يفهم شيئا عن سر اختياره أو استمراره او خروجه، كنت أتمني استبدال كلمة «سر» بكلمة قواعد وضوابط معلنة، تتفق ومقاييس الاختيار العالمية، أعرف وزراء ومحافظين كثيرين، لا يعرفون سببا رئيسيا لاختيارهم او استبعادهم، وأكرر  أعرف جيدا وزراء كبار  ومحافظين سابقون، وربما تسمح الظروف في وقت ما ليتحدثوا عن تجاربهم في الحكومات السابقة سواء قبل او بعد الثورة، كل رئيس وزراء  يعلن خلال تشكيل حكومته عن قواعد ومعايير للاختيار، ونكتشف بعد كل تشكيل الحكومة، أن العملية أقرب الي المثل القائل «سمك لبن تمر هندي».
أكرر، لا أتهم أحدا، ربما تكون هناك مبررات ناجمة عن ظروف خاصة، لا تسمح بحرية الاختيار وفقا للمعايير والضوابط، وقد ينتج عنها ضغوط بشكل أو آخر، ولكن أفهم ان الضغوط غالبا ما تكون مؤقتة، وغير موجودة علي الأقل طوال الحكومات السابقة، إذن لا مفر ونحن مقبلون علي نهاية استكمال خارطة الطريق

ومجيء برلمان جديد، عليه أعباء ثقيلة، من تغيير طريقة اختيار الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين، ما المانع من إجراء أقرب الي المسابقة يتقدم اليها من تتوافر فيه القدرة والكفاءة والشروط، وما المانع أن نبدأ بالمحافظين، وهي تجربة سائدة في أمريكا وعدد كبير من الدول الغربية، ياسادة نحن مقبلون علي تجربة أول حكومة يشكلها البرلمان، وفقا للدستور الجديد، نأمل لها النجاح، مثلما نأمل للبرلمان الجديد أن يعكس هموم وطن، وأوجاع ناس، وطموحات شعب، وإرادة جمهور.
نقطة أخيرة تتعلق بعلاقة أعضاء الحكومة مع خلق الله من أبناء هذا الوطن، نريد وزيرا ومحافظا يعمل في صمت، بعيدا عن الجعجعة غير الصادقة، والحركات البهلوانية، والنفاق الزائد، وأقصد بذلك مانراه ونسمعه من بعض وزراء حاليين عن أن كل شيء علي ما يرام، وأن سيادة الوزير والمحافظ  يعمل ويزور مشروعات ربما سبق افتتاحها أكثر من مرة، ويكرر في تصريحاته أن ذلك وفقا للتوجيهات العليا، شخصيا أشتم رائحة النفاق من عبارة طبقا للتوجيهات التي عادت هذه الايام بكثرة، ربما بسبب قرب التعديل الوزاري، وربما لإيصال رسالة للجميع وخصوصا القيادة السياسية بأن معالي الوزرير أو المحافظ لا ينام حبا في العمل وعشقا في الوطن، وزهدا في الكرسي، وغاب عن هذا المسئول قصير النظر ان وضعا جديدا بدت ملامحه، وأن هناك قيادة سياسية تعمل بطريقة غير تقليدية، وأن الوضع الجديد مازال في مرحلة التكوين، فقط تنقصه تشريعات جديدة تدشن ما صار ضروريا لتمكين هذا الوضع الجديد وهذا مبدأ ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، الدنيا اتغيرت لكن الوزراء لم يتغيروا واسألوا رجل الشارع !.

[email protected]