رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السيسي.. ومفهوم الثورة الثالثة

معان وتفسيرات كثيرة حول عبارة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمام شباب الإعلاميين، عن قدرة الشعب المصري على القيام بثورة ثالثة إذا أراد، وأن الشعب لا يقبل أي ضغط عليه، وأضاف: إنه لا يتصور أبدا أن يفرض أحد أمرا ضد الشعب المصري، وقال: إنه لن ينتظر حتي اندلاع الثورة الثالثة لأنها ستكون ثورة الغلابة. كلام السيسي ربما استغربه البعض، أن يصدر عن رئيس الجمهورية اعتراف بارهاصات ثورة ثالثة ربما يقوم بها الشعب، المحللون والسياسيون فسروا كلام الرئيس استنادا إلى عدة اعتبارات منها أن الرئيس يشعر بمعاناة المواطنين، ومدي صبرهم علي أمل بتحسن أحوالهم المعيشية، وقال آخرون إن الرئيس يري وجود مشكلة في أداء الحكومة، وأن هناك شعورا لدي الغالبية بعدم تحسن معيشتهم. ويستبعد معظم الخبراء قيام ثورة ثالثة - حاليا - لسببين، الأول: أن الناس ملت، وطهقت من الفوضي طوال ٤ سنوات، ومانتج عن ذلك من تصاعد متاعب الناس، السبب الثاني: التفاؤل بالمستقبل بعد مجيء السيسي، والاستعانة بسلاح الصبر في سبيل ذلك.

أري أن الكلام الجرىء من الرئيس حول مقدمات الثورة الثالثة، يكشف عن بعد نظر ، وإحساس واضح بما يجري في الشارع، وإطلاعه علي أحوال المصريين أولا بأول، وبالتالي فإن الرئيس يعلم تماما أن أمامه تحديات كبيرة جدا، لعل من أهمها تحسين ملحوظ في حياة الناس، وفتح آفاق لكل مواطن محترم أن يحلم ويتفاءل بالمستقبل، وهنا تقع الأنظار علي أداء الحكومة الحالية وهل تحظي برضاء الشعب والرئيس معا؟. الرئيس متأكد تماما ماذا يريد المجتمع المصري منه، وأن الوقت يمر بسرعة، ربما لا يسعفه في تنفيذ ما يطمح إليه.
ويخطئ من يتصور أن الرئيس ربما يكون قد تسرع في هذه المقولة أمام أبنائه من الشباب، الرئيس واع تمام، وقد يهدف الي إرسال عدة رسائل ﻷطياف عديدة من المجتمع، أولها أن الرئيس يعلم تماما أن الشعب قد سئم من الفوضي والفساد والاحتجاجات والتظاهر، ويريد حالة من الاستقرار، ولم ير استقراراً منذ ٢٥ يناير، وأن مجيء رئيس منتخب، انتماؤه الاول والاخير للشعب وليس لفصيل معين، يعني أن مؤشرات الاستقرار بدأت في الظهور، رغم البطء في هذا الاتجاه

إلا أن الغالبية متفقة علي أن القادم أفضل كما يعلم الرئيس أن طوفان الثورة آت مع استمرار الظلم والقهر والفوضي، بعد ٤ سنوات من ثورة ٢٥ يناير، إذن علي الرئيس أن ينسف الظلم، وينسف مسببات قيام الثورة الثالثة.
الحقيقة أن المشهد السياسي العام، يحتاج مراجعة عاجلة، لأن استقرار المشهد السياسي، ينتج عنه استقرار في الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، نحن أمام حكومة قد تكون متقدمة في مجال المرافق والخدمات، ولكن تبدو متكاسلة في المشهد السياسي فلم تصدر قانون الدوائر الانتخابية، ولم تقم بدور في التوافق بين القوي السياسية، كما يبدو تكاسل الحكومة في مجال التشغيل ومكافحة البطالة، شطارة الحكومة قد تفيد الرئيس في تنفيذ برنامج التنمية، وإبعاد شبح الثورة الثالثة التي كثر الحديث عنها في الآونة الاخيرة، لدرجة اعتراف الرئيس بنفسه بهذا الأمر.
وأتصور أن الرئيس السيسي أمامه فرصة كبيرة تحتاج الي قرارات جريئة، تبدأ بمن حوله، وتنسحب علي أمور سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وتصب كلها في مصلحة المواطن البسيط، وأتصور أن علي الرئيس ان يتخذ من التدابير والاجراءات التي تؤكد عدم عودة الوجوه القديمة من نظام ما قبل ٢٥ يناير، والتي يمقتها معظم المصريين، ربما تصدر هذه القرارات خلال أيام إن لم تكن ساعات، وإذا صدرت سوف تريح الناس، لأن الشعب منهك ومرهق، ويحتاج فعلا الي من يأخذ بيده، ويتبني قضاياه، بالفعل لا بالقول، المهم أن يشعر الناس بذلك وينعكس علي حياتهم.

[email protected]