رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مائدة التحرير!

بدأت دعوات الإفطار الجماعى والسحور الرمضانى تنطلق من كل الاتجاهات والحركات والأحزاب السياسية، وبالتالى فالميدان لن يخلو من المعتصمين، واليوم أول أيام شهر رمضان المبارك، أول رمضان بعد ثورة 25 يناير المباركة، والجمعة المقبلة أول جمعة فى الشهر الفضيل، موائد الإفطار تبدأ من اليوم فى الميدان، وسهرات الليل حتى السحور سوف تحقق شهرة كبيرة تسحب البساط من سهرات القلعة والحسين والفيشاوى وغيرها، وأتوقع أن تشهد الصالونات الرمضانية تراجعاً فى الإقبال، لأن مائدة الوطن ستصير فى التحرير، والمائدة التى أقصدها ليست فقط فى الطعام، بل فى أشياء أخرى، فموائد السياسة والأدب والدين والثقافة وغيرها سوف تنشط فى الشهر الفضيل، وسوف تنشط أيضاً الفنون فى رمضان ،فنون الإلقاء، الغناء، الرسم، التصوير وغيرها طوال ليالى رمضان، وأتوقع أن يحل أول عيد بعد الثورة، ويشهد ميدان التحرير صلاة عيد تتجاوز الخمسة ملايين مصلٍ لماذا؟!، أولاً للتهنئة بعيد الحرية، عيد الشعب، عيد الفقراء، والشهداء والمصابين عيد كل مصرى وطنى غيور على بلده، وإذا كان 3 ملايين مصلٍ وقفوا خلف الدكتور يوسف القرضاوى فى صلاة الجمعة التى أعقبت تنحى وخلع حسنى مبارك، فإن هذا العيد سوف يتخطى هذا الرقم ليتضاعف.

وإذا كان رمضان شهر العبادة والرحمة والمغفرة والعتق من النار، وعيد الفطر هو عيد الجائزة لمن اجتهد فى عبادته طوال الشهر الفضيل، قام الليل وصام النهار وحفظ لسانه ونظره وسمعه عما يغضب الله، فإن فترة ما بعد الثورة حتى العيد، وهى تتجاوز 6 شهور سهر فيها الشباب لحماية الثورة، والحفاظ على أهدافها بل تحمل كل مواطن مصرى شريف الكثير والكثير فى سبيل اليوم الذى تتحرر فيه مصر، إذن كل مصرى عليه أن يتذكر أن رمضان والعيد فرصة للوقوف وتأدية الواجب المعنوى تجاه أسرة كل شهيد، علينا أن نبحث يوم العيد فى ميدان التحرير وكل ميادين الجمهورية، بل كل شوارع وأزقة مصر وقراها عن

أسر الشهداء ونزورهم، ونتذكر دماءهم التى روت أرض مصر الزكية، أرض مصر الطاهرة فداء لكل مصرى عاش بعد الثورة، وتنفس رياح العدل والحرية والمساواة.

سوف يمر الشهر الفضيل والعيد بدون حسنى مبارك وبدون الحزب الوطنى وبدون فلول النظام السابق، يمر الحدثان العظيمان وقد نامت رؤوس النفاق التى باعت أرواحها فداء للرشوة والمحسوبية والفساد، هذه القلة ماذا ستفعل فى هذه الأيام المباركة، هل تعود إلى الله، وتتوب عن أفعالها وجرائمها، وتعترف بما اقترفته فى حق هذا الشعب العظيم، هل يتذكر كل ملياردير ينعم أولاده وأحفاده وأقاربه بهذه الأموال أن كل جنيه جلبه من حرام سوف يكون سبباً فى عقاب الله له فى الدنيا والآخرة، قدر الله العظيم لكل هؤلاء أن يأتى الشهر الفضيل وهم فى غياهب السجون لم ينعموا بما سرقوه، أتى أمر الله، وقدر أن يرى كل مصرى من كانوا يحكمونه بالشعارات الزائفة أن يسقطوا جميعاً بما اقترفت أيديهم، أما حساب الآخرة فهو فى ذمة الله سبحانه وتعالى.

الجمعة المقبلة، يشهد الميدان أكبر مائدة فى تاريخ مصر، ويتحول طوال الشهر إلى بيت لكل مصرى ثائر ضد الظلم، كل مصرى يسعى للحفاظ على حق اكتسبه، كل مصرى يسعى لمزيد من العدل والشفافية، وتحقيق باقى مطالب الثورة العظيمة.

[email protected]