عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسئلة المحتار فى عودة التيار

وحَّد التيار الكهربائي المصريين، وجعل لهم هدفاً شبه قومي يسعون إليه، يضاف إلي سلسلة الأهداف التي وحدت المصريين مثل الخبز والبطالة والسكن والعلاج والتعليم والعدالة الاجتماعية والحرية وغيرها، هذا الهدف هو عودة التيار، بعد كل انقطاع للكهرباء يتحدث الناس عن العودة الحميدة للكهرباء أكثر من مرة يومياً، ولا ينقص سوى تقديم الشكر لحكومة محلب علي جهدها المضني في عودة التيار، وسمعنا أن هناك أعمالاً فنية وأغاني وطنية يجري إعدادها تحت شعار «عودة التيار».

دعك من الانقطاع الفردي للكهرباء من منطقة إلي أخري، هناك الجديد من الابتكارات من وزير الكهرباء، والمحمي من حكومة تسكت عليه، جديد الوزير شاكر هو قطع التيار بالجملة علي نصف محافظات الجمهورية، ليصير القطع بالتناوب بين محافظات بحري وقبلي. بات كل مصري محتار، عن سر حجب التيار، كل مواطن «ملهوف» لمعرفة الحقيقة علي المكشوف، من غير كلام منمق أو رتوش، فعلاً الناس زهقت من كثرة كذب الألسنة والوشوش، عن عودة التيار بلا انقطاع، غير مقتنعة بكلام أي مسئول، يتحدث كأنه مش فاكر، إيه الجريمة اللي بيعملها في كل صباح باكر، لا يستحي من الكلام، ويبتسم ويقول كل شيء تمام، وعلي ما يرام، بيضحك علي مين؟.. لكن الكلام عن مخطط يحدث، لتخريب الكهرباء، مازال في طي الكتمان، ربما يكون السر، وراء القطع، في كل مرة نقرأ ونسمع عن تحقيقات خفية، وإجراءات شديدة وذكية، وعن فساد المسئولين في شركات الكهرباء، التي تتلون كالحرباء، ماشية مع الجو معتدل أو حر أو شتاء، وفجأة يصمت الجميع، عن إعلان نتائج التحقيق، وتمر الأزمة، والناس تسأل من الجاني، دون مجيب، هل يصح أن تنتظر الحكومة توجيهات من القيادة السياسية في كل أزمة، لا أدري سر سكوت المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، علي عدد من الوزراء الفاشلين، علي رأسهم وزيرا الكهرباء، والبترول، المسئولان عن أزمة انقطاع الكهرباء، سكت المصريون عن مصائب الوزيرين، وتحملوا غلاء فواتير الكهرباء، وأسعار الوقود، ولكن لن يسكتوا عن تكرار

انقطاع الكهرباء.
ربما يصير يوم الخميس 4 أغسطس من كل سنة عيداً للظلام في مصر، وربما تدخل مصر موسوعة «جينيس» في تحطيم الرقم القياسي العالمي في اﻹظلام، ما هذا الذي يحدث يا سادة، تعددت الأسباب والقطع واحد، مرة يقولون إن نقص الغاز هو السبب، وأخري نقص الوقود وثالثة قلة الصيانة، ورابعة قدم المحطات، وخامسة الطقس، وسادسة كثرة الاستهلاك، ولكن لم نسمع عن السبب الخفي والحقيقي وراء الأزمة وهو نقص الضمير، وزيادة البلادة، وكثرة السبابيب «جمع سبوبة» وتصاعد ظاهرة الكارهين لهذا البلد، وأخيراً وجود وزراء يعملون بطريقة موظف عمر أفندي وبيع المصنوعات، لا يتحركون إلا بكارثة، ولا يفكرون أو يعملون إلا بتعليمات.
الناس حائرة، والتطمينات غائبة، والتصريحات متضاربة، والثقة بالمسئولين صارت ضرباً من الخيال، أين الكهرباء، أين الشبكة الموحدة، أين المحطات، أين الربط الكهربائي مع الدول الأخري، كانت مصر قبل عشر سنين تتحدث عن فائض كهرباء يسمح بالتصدير، أين ذلك الآن، وماذا حدث في النهاية؟.. يبدو أن المواطن المصري هو المخطئ دائماً، وأن البراءة تحيط بالعاملين والمسئولين في الكهرباء، وأن أي خطأ يقع علي المستهلك دائماً، ولذلك يعمل المسئولون بشعار أبدي يقول «إن الحكومة علي حق دائماً»، وإن المصائب والنكبات من المواطنين وتصرفاتهم، طبعاً نحن في مصر بلد العجائب، وكل شىء جائز، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


[email protected]