رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طريق الحيتان «الصحراوي سابقا»

نغضب كثيرا نحن المصريين حين نري الفساد، مازال شاهرا سيفه، أمام الجميع، غير متأثر بثورة ولا يحزنون، لدرجة أن عددا من  عناصر الفساد، خرج من جديد، ليطل علي الساحة

ويعلن علي الملأ، أنه موجود، ونشاطه مستمر ويتزايد، وبعضهم ذهب الي حكومات ما بعد الثورة، ليوفق أوضاعه باعتباره من أنقي واشرف المستثمرين، بدلا من التوبة، والاعتذار عما أجرمه في حق الشعب، وليس ببعيد أن يتم تعويضه، في هوجة ما يوصف بأنه تشجيع للاستثمار، لا حول ولاقوة إلا بالله، تخيلوا ماصدر من المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء حين قال إن الحكومة، تفترض حسن النية، عند التصالح مع أي مستثمر، ما لم يثبت عكس ذلك، وهذا الكلام قيل في مقام التصالح مع رجل الاعمال الهارب حسين سالم، الثابت عليه العديد من التهم، في حق الوطن، وما يسري عليه من تهم موثقة  يسري علي بعض المستثمرين، سواء في الداخل أو الخارج، ونحن لسنا جهة اتهام، وإنما من حقنا أن نطالب  بحق الشعب ومعاقبة من نهب ثروته.
كنا قبل ثورة 25 يناير، نطالب بتطهير الوطن من الفساد، ونضرب مثلا بملفات  تأسست علي الفساد، مثل بيع أراض للمحاسيب برخص التراب علي الطرق السريعة والصحراوية، وخصوصا علي طريق مصر - اسكندرية الصحراوي، الذي تحول إلي مستعمرة من الفساد أرض ببلاش، وترخيص ببلاش، ومياه وأبار ببلاش، وفلوس بالمليارات جاية ببلاش، يحدث والفقر يحكم قبضته علي السواد الأعظم من المصريين، تحولت الطرق الصحراوية إلي طرق لحيتان النظام الأسبق، تحولت الاراضي الزراعية الي مدن سكنية ومنتجعات، بالمخالفة للقانون، والأدهي من ذلك أن المسئولين قاموا بتوصيل المرافق بما فيها الغاز الطبيعي الي تلك المنتجعات المخالفة، في حين أن الفقراء والمساكين محرومون من أبسط حقوقهم الانسانية، وتحولت آبار المياه العذبة الي مالحة بسبب السحب الجائر من المياه، وتحولت الملاليم التي اشتروا بها آلاف الأفدنة الي مليارات.
ان الفساد مازال، يتحدى ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ومازال يخرج لسانه للجميع، ليس

من المنطقي أن نطلق بكل ثقة أن طريق مصر اسكندرية اسمه الصحراوي لم يعد ينطبق عليه هذا الاسم هو وأشقاؤه من الطرق الصحراوية وصار اسمه المنطقي، «طريق الحيتان».
أين اللجان التي شكلتها حكومات ما بعد الثورة، لسحب الاراضي المخالفة، ومعاقبة المخالفين، وتوفيق أوضاع غير المخالفين، نسأل ماذا تم، ومن عوقب، ومن تم توفيق أوضاعه، وأين حصيلة المبالغ التي تم تحصيلها وأين ذهبت، وكم قيمة المبالغ التي ضاعت علي الدولة علي أيدي هؤلاء، وأمامي أرقام تقول إنها بمئات المليارات من الجنيهات، بما يعادل نصف موازنة الدولة !، وأين مساحات الاراضي التي تم سحبها من الحيتان، وما هي الاحكام التي عوقب بها المخالفون، وأسماء من صدرت ضدهم أحكام قضائية، الاجابة عن كل ذلك لا شىء!!
إذن نحن أمام مشهد يقول، إن غالبية المصريين لم تتحسن أحوالهم، ولم يشعر أي مفسد في الحكومة ورجال الاعمال، أن لحظة سقوطه باتت وشيكة، وأنه في خطر، بل العكس هو الصحيح، كل شيء علي مايرام، ومظاهر الفساد قوية. ويبدو أن ضعف هيبة الدولة بعد الثورة وراء هذا التبجح، والتناحة من هؤلاء الحيتان. أخيرا.. أناشد الحكومة الحالية أن تظهر لنا، أنها عادلة، وأنها قوية، وقادرة علي قصم دولة الفساد، وأن وجودها يعني سقوطاً عاجلاً لكل الفاسدين وأولهم حيتان الطرق الصحراوية.

[email protected]