رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مأزق الحكومة بعد الاستفتاء

قال الشعب كلمته، وخرج للموافقة علي الدستور بنسبة تجاوزت التوقعات، خرج الملايين، الفقير قبل الغني، العاطل قبل العامل، المحتاج قبل الثري، لا ينظر الي شيء سوي تلبية النداء، نداء الواجب، هب الجميع دون أدني انتظار، حتي المرضي والعواجيز والمقعدون هرولوا ليقولوا كلمتهم، والآن ظهرت كلمتهم وصار القاصي والداني في العالم، يعرف أن أرض مصر

يقطنها شعب عظيم، شهامة ونخوة ورجولة وإيماناً وواجباً، والسؤال من يكافئ هذا الشعب الذي قدم حياته فداء لهذا الوطن، هل نكافئه باختيار حكومة جديدة شابة تلبي طموحه، أم نكافئه ببقاء الوضع كما هو عليه، وتطبيق مقولة ليس في الامكان أبدع مما كان  وبالتالي تظل هذه الحكومة راكضة فوق قلبه، أم  نكافئه باختيار أشطر وأمهر أبناء الوطن ليجلس علي مقعد مجلس الوزراء.. واختيار خلاصة شباب مصر ليحملوا الامانة في هذا الظرف الحساس، وتعويض هذا الشعب العظيم عن الأوجاع التي ألمت به، هل نقدر علي إجراء انتخابات رئاسية حرة وشفافة مثل الاستفتاء علي الدستور. أم نظل علي قديمنا في التناحر حول الاسماء المرشحة من جهات ربما لا تمثل جموع الشعب.

يا سادة، صدقوني سجلات التاريخ لن ترحم ولن تنحاز، لا نريد أن نصدر ثورة 25 يناير وما بعدها للعالم وللتاريخ بأنها خربت بيوت المصريين، لا نريد أن نصدر ثورتنا التي نحتفل بها خلال أيام، علي أنها استدعت الفوضي ونشطت البلطجية وأبقت علي الفساد، لا نريد أن تحوي كتب التاريخ أن المصري أهانته ثورته وصار يلعنها، ليل نهار، لا نريد أن يقرأ ويشاهد أحفادنا، وجود صراع علي السلطة، ووجود تيارات تزعم وطنيتها، وتبرر كل وسيلة للوصول الي الغاية، وهو كرسي الرئاسة، لا نريد أن تحوي سجلات التاريخ، انفجار ينابيع الفتنة في المجتمع، لا أحد يريد أن يستمع للآخر، لا أحد يصدق أن هناك رأياً مخالفاً، يفضل الاستماع اليه، لا أحد يحتكر ما يزعم أنها وطنية، وما دونها خيانة وارهاب وقلة أدب!.

العمر لحظة 

يمر المرء - أحيانا - بنكبات وعواصف وأوجاع وأحزان، واختبارات من الله للعبد، كيف يصمد؟، ويصبر، ويتحمل، وكيف يقيس درجة إيمانه، علي مقياس القرآن الكريم والسنة المطهرة، ما أسطره من كلمات لي ولغيري ممن فقدوا عزيزا لديهم، وصار إلي جوار ربه، لقد غيب الموت والدتي منذ أيام، ومن قبلها أبي، رحمهما الله ورحم كل أموات المسلمين، نعم مات لي أقارب وأحباب كثيرون، ولكن فراق الأب والأم له طعم آخر، بموت أمي، فقدت أطيب وأطهر الامهات، ورغم لوعة الفراق وحرقة

الألم، إلا أنني أدعو لها ليل نهار، وأحسب أن رحمة الله سوف تشملها بإذنه إلي جنة الخلد بمشيئته، أظن أن أمي كانت مستودعاً لا ينضب من الحنان الذي يسع الجميع، صرنا نحن الأبناء نظن أنفسنا لا نساوي شيئا، تربيت مع إخوتي في منزل ريفي بسيط بإحدي قري الدقهلية، أحسب أن والدي رحمه الله لم يذق طعم النوم، ولا راحة البال، حتي اكمل تعليمنا جميعا أنا وإخوتي، علمنا ووفر لنا سبل الحياة الكريمة، لم يشعرنا، في لحظة أنه، أنه يعاني، وفي نهاية السبعينيات من القرن الماضي، أقام مشروعا بسيطا نما وكبر، بجهده وعرقه، وأكمل تعليمنا في أحسن المدارس بمدينة المنصورة، حتي تخرجنا في الجامعات، ووفر لنا أحسن سبل العيش، ولا أنكر أننا مازلنا نمرح في خيراته حتي الآن، وفي المقابل كان لدينا محيط من الحنان الفياض، دعواتها لنا لم تفارقنا، إنها أمي التي استقرت في دار المستقر بجوار والدي وأبت ألا تفارقه، حتي وهما في ذمة الله، وأشهد أنني وإخوتي عشنا في أسرة مثالية، مقارنة بما يحدث في أيامنا هذه من مشاكل خطيرة، بأوجاعه حتي يوفر لنا أحسن تعليم  نحاول أن نربي أولادنا علي نفس المبادئ، ولكن يبدو أن الغالب علي هذا الجيل، أنه يعيش في عصر غير العصر، تأثر  بغول الإنترنت والفيس بوك وطحن الفضائيات وضجيج المواقع الالكترونية، قلبي يتمزق علي الاجيال الجديدة، الذين خرجوا من عباءة الوالدين، وارتموا في أحضان أخري، وباتوا بعيدين عن دفء الوالدين، وكانت النتيجة ما نراه الآن من تمزق أسري، وحالة من التوهان واختفاء القدوة، بسبب هروب الابناء من حكمة الآباء وحنان الأمهات .