عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يناير‬!

في أقل من أسبوع يحتفل المصريون بعيد ميلاد المسيح عيسي علي نبينا وعليه السلام, ومولد سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام, في أقل من أسبوع يتوحد المصريون، في احتفالاتهم الدينية, ولعله من حسن الطالع أن يستهل المصريون عامهم الجديد بالاحتفالات الدينية العزيزة علي قلب كل مصري, يتبعه عمليتان سياسيتان كبيرتان الاولي الاستفتاء علي الدستور,

والثانية مجيء الذكري الثالثة لثورة 25 يناير, وطوال الشهر تستمر فعاليات المشهد السياسي, ربما يصدر القرار الرئاسي بتقديم الانتخابات الرئاسية علي البرلمانية. حقا إنها أعظم ثورة, قام بها أعظم شعب, حيث توحد المصريون جميعهم علي قلب رجل واحد, العالم كله مازال يستلهم العبر والعظات من هذه الثورة, وأزعم أن الوضع السياسي في مصر ملىء بكل التناقضات, والغرائب, تحركات سياسية هنا, وعنف متزايد هناك, وبين الاثنين يتوجع 90 مليون مصري من شظف العيش, كل مصري مخلص لوطنه, يدعو الله أن يحمي مصر ممن يكرهون لها الخير, ويدعو أن يمر هذا الشهر والشهور الذي تليه  بخير. 
الوطن لم  يعد قادرا علي مزيد من نزيف الدم, الكل مسئول أمام الله.‬ و‫أزعم أن هذا الشهر ربما تتحدد في نهايته ملامح مستقبل جديد للوطن, وربما ينتهي الشهر بعودة  المصريين  الي بعضهم ليصيروا علي قلب رجل واحد. نعم هناك من لا يريد لمصر النجاة, سواء في الداخل أو الخارج, وهناك أهداف ومنافع ربما يسعي البعض لتحقيقها علي حساب الوطن, وامثال هؤلاء يجب أن يفضحوا علي الملأ, ليعرف الناس من الذي يكره البلد, ولا احد يرضي عن نزيف الدم المستمر يوميا, ولا أحد يرضي عن الاعمال التخريبية والتفجيرات التي تحدث حاليا, من يفجر المنشآت إرهابي, ومن يروع الآمنين إرهابي, ومن يرعب ويهدد المسالمين إرهابي, ومن يغتاب ويخوض في الاعراض إرهابي, ومن يتحرش بالفتيات والنساء إرهابي, من يبطل الحق, ويحق الباطل  مجرم, من يستحل دماء وأعراض المسلمين مجرم .‬
‫أظن أنه واجب علي الدولة ان توفر الأمن والطمأنينة لكل مواطن, وأن يأمن كل مصري علي أولاده وأسرته, ولا اخفي

سرا إذا قلت إنني كمواطن ورب أسرة أن خوفي علي أسرتي يزداد خلال شهر يناير دونا عن باقي شهور السنة, ولا أدري سببا مقنعا لذلك, وربما استرجع احداث ثورة يناير وما صاحبها من انفلات أمني, وعمليات النهب والسلب والسرقة التي صاحبتها . وفي ذات الوقت أشعر بالفخر طوال هذا الشهر, علي ثورتنا التي أعادتنا الي الوطن, واعادت الوطن إلينا.‬
الصورة الآن, مختلفة مر ثلاثة أعوام, علي ثورتنا وما زلنا نتوجع وما زالت الدماء في شوارعنا, ومازال الخوف موجودا, ومازلنا نكرر ونقول إننا في حاجة الي حكومة قوية, تحمينا, وتوفر لنا الأمن الحقيقي.  صدقوني معظم المصريين لا يعملون ولا يمارسون السياسة ولا يبغون إلا لقمة عيش كريمة والستر من الله, هؤلاء لا يطمعون في شيء, أكرر: أمنية المواطن المصري البسيط خالية من أي أطماع سياسية.‬
يناير الآن, غير يناير السابق, ويناير الأسبق, وبقي السؤال  من يحل الأزمة الساخنة في مصر, لم يمر يوم دون سقوط ضحايا, لقد وقف الحوار, وبقيت البندقية في وجه من يوصف بأنه إرهابي. والنتيجة لكل ذلك تدهور الاقتصاد، وتراجع الأمن، وارتفاع الأسعار، وزيادة معدل البطالة، وتراجع الاستثمار، وزيادة الإنهاك لكل أركان الدولة. صار المشهد السياسي يعكس واقعا يقول: لا أفق سياسياً مطروحاً حاليا. وكل ما يوجد أفق أمني فقط. نأمل لمصر السلامة إلي الأبد. 

[email protected]  ‬