رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجع المرارة في عودة الحرارة

يبدو أن  الفساد مازال يعشش في نفوس قلوب ضعاف النفوس، رغم أن الدنيا قد تغيرت، لدينا ثورتان شعبيتان في اكثر من عامين، ومازال كهنة هامان يسعون لعودة دولة الفساد، وهنا أتحدث عما يحدث في بعض  أروقة المصالح الحكومية، ولو يعلم ثوار 25 يناير، و30 يونيو، أن الفسدة لا يزالون يمرحون

في أماكنهم، وأن المواطن البسيط عندما يذهب الي قضاء مصلحة في الاجهزة الحكومية، بكرامة وعزة نفس في اطار من القانون، يتعرض للابتزاز، يخرج مهانا، وقد سرقت نقوده، ويجبر علي التعامل مع الفساد، ليتمكن من قضاء مصلحته، بشكل طبيعي،  وتعلق الموافقات إلا إذا دفع المعلوم، ويعز علي أن أكتب عن يوميات واحد من الناس توجعت مرارته وأوشكت علي الانفجار من حال البلد ومن الفساد، وطلب الرشوة في مصلحة حكومية عيني عينك، بصرف النظر عن قيمتها. وأتحدث هنا بعد ثورتين قام بهما الشعب، من أجل القضاء علي الفساد والمحسوبية. والحصول علي حريته. ولكن من المؤكد أن الدولة العميقة التي سادت قبل ثورة 25 يناير مازالت موجودة والفساد مازال يتحكم كثيرا في مجريات الأمور. الحكاية حصلت مع العبد لله، وأقسم أن اليوم الاثنين يكون مر علي نزع الحرارة عن تليفون منزلي الأرضي 13 يوما بالتمام والكمال، حفيت قدماي. وأجريت اتصالات متتالية يوميا بالسنترال ومكتب رئيس الهيئة. وجربت الكعب الدائر. حتي تعود الحرارة دون جدوي. وفي النهاية نصحني جاري في السكن أنه ذهب إلي الكابينة خلف المنطقة السكنية التي نقطنها، خلال إصلاح عطل في الكابل.  ووجد عندها موظفين في هيئة التليفونات، وخلال دقائق عادت الحرارة إلي منزله. بعد أن سدد «المعلوم». واتهمني جاري العزيز بأنني خائب لأنني سلكت الطريق الشرعي وذهبت إلي المسئولين لإعادة الحرارة. كما اتهمني بأنني بخيل لا أريد أن أدفع حتي تعود الحرارة. صممت علي موقفي. ورفضت تسديد أي مبلغ  مقابل عودة الحرارة. وواصلت اتصالاتي بالمسئولين في الهيئة مرت الساعات والأيام وأنا أتعذب. جيراني ينعمون بالتليفون بعد الدفع «تحت الترابيزة». وأنا محروم مع أولادي لأنني معاند ولم أدفع. وتطوع جاري العزيز بأن يذهب معي، ويرشدني على الموظف المختص الذي يقوم باللازم، وأشار إلي أن كل سكان العمارة دفعوا مقابل عودة الحرارة. سواء في سنترال التجمع الخامس. أو أمام الكابينة في مساكن التطوير بالقاهرة الجديدة. الآن ماذا أفعل؟. وقد جن جنوني من عدم وضوح المسئولين، فجأة جاء الفرج باتصال من شخص يقول إنه من مكتب رئيس الهيئة وأبلغته بمعاناتي وأوجاعي في رحلة عودة الحرارة. اعتذر لي بأدب وتعهد بعودة الحرارة فورا بشرط أن يكون هناك أحد في البيت. أعطيته تليفون زوجتي الموجودة

بالمنزل. حدث هذا يوم الأربعاء الماضي. وللأسف لم يتم أي  شىء وتكرر نفس السيناريو يومي الخميس والجمعة الماضيين. ولم يأت أي مخلوق لإصلاح الخط، وخلال هذه الفترة واظبت علي الاتصال بشكل يومي برقم 111 الخاص بالأعطال. وأسمع الكلام الجميل والاعتذارات. ولم يتم شيء، ولا أريد سوي عودة الحرارة، وفي ذات الوقت لا أريد أن أتميز بحكم مهنتي في التهديد والوعيد، زملاء لي في مجلس الوزراء، نصحوني بالاتصال بوزير الاتصالات أو رئيس الهيئة لإبلاغهم بما حدث، واستجبت لهم، وأجريت اتصالات عديدة بالاثنين، ولكن لا يرد أحد، وفشلت في ابلاغ شكواي إلي الوزير، الآن ماذا أفعل، نصحني البعض برفع قضية وطلب تعويض، ورفضت ذلك، ونصحني آخرون بالغاء الخط من أجل راحة البال، وحتي ينصلح الحال، ويذهب المنتفعون ويتطهر هذا المرفق العريق، وما ذلك علي الله ببعيد، هذه حكاية وقعت في اسبوعين وتعرض لها مواطن مصري يسعي للحياة بشكل آدمي. اكتشف انه وقع في قبضة مافيا، يظهر فيها الصغار، ويديرها الكبار من وراء حجاب. ليس معقولا أن تتردد شائعات مؤسفة عندنا في التجمع الخامس، بأن موظفي السنترال، يعتبرون أن السكان «متريشين»، ومعاهم فلوس وأن موظفي التليفونات لهم نسبة من هذه الأموال، كما سمعنا، أن الموظفين يتعمدون قطع الحرارة كل فترة للابتزاز والمساومة، علي دفع «المعلوم» مقابل عودة الخط، في النهاية أهدي هذه الواقعة الي المسئولين بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلى وزير الاتصالات وأقول بمنتهى الثقة هذه هيئة حكومية تعمل وفق ما سردت. وقرأت أن سوء الادارة المتعمد نتج عنه فقدان الشركة 35% من عدد الخطوط الأرضية لنفس الأسباب، وأعتقد أنه اذا لم ينصلح حالها ويحال المنتفعون للقضاء، فلن تعود لها قائمة، فماذا أنتم فاعلون؟
[email protected]