رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كرسي الرئاسة.. لمن؟!

منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن منصبه، تسابق المصريون لإعلان ترشحهم للرئاسة، وجاء قرار الترشح من كل فئة وجنس، وقد تكون الأسماء اللامعة مثل عمرو موسي، ومحمد البرادعي، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وحمدين صباحي، وأيمن نور وغيرهم قد حظيت بالنصيب الأكبر في لفت الأنظار، ولكن لمن لا يعلم هناك المئات إن لم يكن الآلاف أعلنوا ترشحهم، ورغم عدم فتح باب الترشح حتي إتمام الانتخابات البرلمانية في سبتمبر المقبل، إلا أن السباق المحموم للفوز بكرسي الرئاسة يزداد شراسة، والمثير أن العازمين علي التقدم للترشح ليس كلهم من أبناء القاهرة أو الإسكندرية، وليس قليل منهم حاصلاً علي مؤهل عال أو فوق ذلك، وأذكر أنه في يوم 12 فبراير أول يوم بعد تنحي »مبارك«، ظهر في ميدان التحرير العشرات يوزعون منشورات الدعاية لرئاسة الجمهورية، والتقيت أحدهم وتبين أنه حاصل علي مؤهل متوسط ومن أبناء الوجه البحري، وأنه يعاني الوحدة بعد أن طلق زوجته، ويري أنه الشخص المناسب لهذا المنصب، كما التقيت بعد ذلك بأيام بشاب يرتدي جلباباً جاء للدعاية إلي نفسه وفي مكتبي سألته عن مهنته فقال إنه جزار، وأنه يحمل مؤهل فوق متوسط وذكي وفاهم سياسة، وأن مصر سوف تخسره إذا جاء أحد غيره لحكم البلاد!

وهكذا.. أصبحت الساحة مفتوحة لكل من هب ودب لحكم مصر المحروسة، وبمرور الوقت ظهرت هذه الأيام ومنذ أول يونيو الجاري، أقاويل وشائعات حول دخول منافسين جدد في حلبة السباق لرئاسة مصر، وتردد أن شباب ائتلاف الثورة ينتوي ترشيح الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء رئيساً للجمهورية، وأن الشباب يلتقي بصفة شبه يومية بشرف في منزله أو مكتبه، ولم يصدر رد رسمي عن هذا النبأ، وإذا لم يصدر فإن ترشيح شرف أقرب إلي الحقيقة، وبذلك يدخل رئيس الوزراء بقوة في حلبة المنافسة، خصوصاً أن شباب ائتلاف الثورة قد اختاره وفقاً لما نشر بالصحف.

والسؤال: لماذا لم يتفق شباب الثورة النشطاء علي اختيار أحد من بينهم لترشيحه في انتخابات الرئاسة؟ ولماذا لم نر أسماء من الشباب تحت الخمسين عاماً يعلنون عزمهم الترشح للرئاسة، هل نضبت مصر من وجود الشخصية الشبابية ذات الكاريزما والحكمة لإدارة شئون البلاد، وهل لم يتبق لنا سوي عواجيز الفرح لإعلان ترشحهم وكأنهم لم يشبعوا من المناصب التي تولوها من قبل.

أري أن يتدخل المجلس العسكري، ويأخذ من تجارب الدول الديمقراطية، التي أفرزت صناديق الانتخاب بها شباباً »زي الفل« حكموا ونجحوا رغم أن أعمارهم لم تتجاوز الـ50 عاماً »إلا قليلاً« أمثال: »أوباما« و»ساركوزي« و»كاميرون« و»ميديليف« وهؤلاء الأربعة الشباب يحكمون مجلس إدارة الكرة الأرضية، أما نحن في مصر فمازالت

المفاضلة بين العواجيز، ومعني ذلك إذا سارت الأمور بنفس الوتيرة أن يأتي رئيس للبلاد تجاوز السبعين عاماً، لماذا؟! إذا كانت قوة الشباب قد صنعت الثورة وغيرت وجه مصر إلي الأبد، فهل عجزت تلك القوة عن المجيء برئيس شاب يحكم البلاد بفكر جديد، وعقل منفتح ونشاط متواصل.

شخصياً لن أدلي بصوتي، الذي لا أملك سواه إلي شخص تجاوز الـ50 عاماً، وأدعو كل مواطن أن يفكر جدياً في أهمية منح صوته لمن يستحق، وأن تكون الأفضلية لجيل الشباب، لينضم إلي عمالقة الحكام من الشباب في أكثر من 4 دول تدير شئون العالم.

ورغم الشروط التي وضعت في الإعلان الدستوري لمن يريد أن يترشح للرئاسة، فإن تشكيلة مجلس الشعب المقبلة سوف تحدد الملامح الأولية للرئيس القادم، وما إذا كان الشباب له نصيب في عدد المقاعد ولديه القدرة علي المنافسة في الانتخابات، كما أن صورة الوضع الانتخابي للبرلمان تساهم أيضاً في تحديد مستقبل مصر، وأري أن نظام القائمة النسبية يحقق الشفافية فهو يقضي علي البلطجة من ناحية، كما يقضي علي نسبة الـ50٪ عمال وفلاحين، ولأنني لا أعترف بها فإن لي سبباً واحداً، وهو أن الواقع يشير إلي أن بقاء هذا البند يعني تسرب المليارديرات والنصابين، وبواقي الفلول إلي مجلس الشعب القادم تحت هذا البند.

أري أن نجاح الثورة لن يكتمل إلا باختيار رئيس جديد للبلاد من جيل شباب الثورة، وليس غير ذلك، لأن نظام الحكم الفردي انتهي، وجاء نظام المؤسسات، ولا خوف علي مصر من رئيس شاب يعمل ضمن منظومة ديمقراطية، ليس فيها مجال لقرارات عشوائية، أو عواطف أو محسوبية أو رشوة، بل فيها عدل، وشفافية، وقانون فوق الجميع، وقاض يحكم بالعدل، وسيف العدالة يسري علي الرئيس قبل المرؤوس.

[email protected]