رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سر السكوت علي سد النهضة!

حتي الآن لم أجد أي رد فعل رسمي حكومي, علي الفعل الاثيوبي بتغيير مجري النيل, تمهيدا لإقامة سد النهضة, الأمر جد خطير, لا يحتمل وجود حكومة صامتة, وقيادة سياسية غير مقدرة للوضع, ووزارة ري غارقة في براثن الروتين, بين هذا وذاك نري بوادر رد فعل شعبي ضاغط. نري قوي سياسية وشعبية ورموزاً مصرية وطنية لا تنام من القلق والفزع, قلق من السد وفزع من رد الفعل الرسمي تجاهه, إثيوبيا تعرف طريقها جيدا وتتعامل فنيا وسياسيا مع الملف بنجاح باهر,

وفي المقابل في مصر ارتباك, ردود حنجورية واتهامات متبادلة بين الوزارات, عجبت من تصريحات لوزير الري د. محمد بهاء الدين في مجلس الوزراء الرجل لا يعرف ما الاجراءات المفترض أن تتخذ تجاه السد الإثيوبي, ولا يريد ان يحمل نفسه ووزارته عبء تحمل المسئولية, وكان رده علي أسئلة الصحفيين إبراء وزارته وإلقاء المسئولية علي وزارة الخارجية ومجلس الوزراء والقيادة السياسية, بصراحة لو كنت مكان الوزير لقدمت استقالتي فورا احتراما لسني, خصوصا أن الجميع يعلم انه جاء وزيرا من المعاش, أيضا أسال القيادة السياسية لماذا لم يتم استدعاء 4 وزراء ري سابقين, وهم د. محمود أبو زيد, ود. محمد نصر علام, د. هشام قنديل, د. حسين العطفي, لسؤالهم عما قدموه عند بناء سدود في عهدهم, ونحن نعلم أن إثيوبيا بدأت منذ عام 1973 ببناء سدود علي أحواض وأنهار عديدة غير النيل الأزرق, وبلغ عددهم 12 سداً, آخرها سد النهضة, وأقيم علي النيل الأزرق 3 سدود سابقة وهي فنجا الأول, وفنجا الثاني, وجموكابيدا, وأخيرا سد النهضة, ولا أخفي سراً أن اقول إن هناك سدوداً شيدت في عهد وزراء سابقين علي رأسهم د. محمود أبو زيد حيث شيد سد تكزه علي نهر عطبرة, وسد كلكل الثالث شيد جزء منه في عهد د. هشام قنديل وزير الري السابق ورئيس الوزراء الحالي. بالطبع سكت قنديل عن السد, ويبدو أنه يرغب في السكوت عن سد النهضة استنادا الي حجج عديدة تجعله يتصرف كالموظف وليس كمسئول يتخذ القرار.
يا سادة نيلنا العظيم هو دماؤنا التي تجري في عروقنا, ليس لنا مصدر آخر كي نشرب ونأكل, أرضنا ومصانعنا ومزارعنا ومراعينا وأنعامنا لا يمكن أن تعيش

بدون مياه النيل, وأزعم أنني ربما أكون عندي خبرة صغيرة ومتواضعة, عن النيل, وضعت كتابا عن النيل عام 1995 بعد سلسلة تحقيقات حول تلوث النيل, والتعدي عليه, وما أثير حول تلوث النهر بعد القاء مئات الآلاف من قتلي معارك رواندا في منابع النيل، وبعد بضعة شهور صرت محررا لشئون الري لمدة تجاوزت 8 سنوات, من بين ما كتبته نقلا عن أستاذنا الراحل رشدي سعيد، أن النيل الحالي عمره في حدود 13 ألف سنة، بعد بدء انحصار العصر المطير، والنيل الحالي اسمه النيونيل، والمرحلة الحالية للنيل المعاصر هي الثالثة، وسبقتها مرحلتان الأولي: النيل القديم ونتج عن فالق عظيم منذ 5 ملايين سنة، والنيل الحديث اتصل بالهضبة الاستوائية قبل 800 ألف سنة، بعد ارتفاع منسوب بحيرة فيكتوريا.
كل دول حوض النيل لها مصادر مائية أخري للمياه سواء من الأمطار أو الاحواض، أو الماء الجوفي إلا مصر ليس لها مصدر آخر وهنا تكمن الخطورة، وللأسف يعلم ذلك خبراء الري الساكتون.
الآن ليس من حل آخر إلا بالضغط الشعبي علي القيادة السياسية، لأن تتخذ موقفا حاسما وحازما، تجاه ما يجري مما أصفه بالجريمة، في حق مصر، وأري أن مياه النيل لنا كالماء والهواء والشمس والقمر، ولا يمكن لمخلوق أن يغير شيئا طبيعيا من صنع الله سبحانه وتعالي، هذا الجريان يقع بنفس الوضع منذ أكثر من 13 ألف سنة، نحن المصريين لن نسكت حتي لو زهقت أرواح. وعلي القيادة السياسية أن تعلم ذلك.
[email protected]