رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل رحيل الحكومة!


ثلاثة أشهر فقط عمر حكومة الدكتور عصام شرف الانتقالية، جاءت الحكومة في وقت حساس، وعصيب، ولكن يبدو أنها تأخذ حساسية الوضع بعد الثورة مأخذ الجد، لدرجة أن البعض أطلق عليها الحكومة الناعمة، التي تتعامل مع الاحداث بحنان بالغ، ونتج عن ذلك استمرار تدهور الوضع العام سواء الأمني أو الاقتصادي او الاجتماعي.

ووفقاً للاعلان الدستوري الصادر من المجلس الاعلي العسكري، فإن عمر الحكومة الحالية ينتهي قريباً، مع تشكيل البرلمان الجديد في سبتمبر القادم، ولحين صدور قانون مجلس الشعب الجديد، فإن مصير الحكومة يخضع لتداعيات الاحداث الساخنة والملفات المفتوحة وأبرزها ملف الأقباط، والملف الاقتصادي والأمني والاجتماعي، وتلك التداعيات تجعل الحكومة، علي كف عفريت، الشائعات تملأ الساحة من هنا وهناك عن قيام شرف بتقديم استقالته الي المجلس العسكري مرتين ولكن المجلس رفضهما، وشائعات اخري عن عدم وجود راحة كاملة لبعض أعضاء المجلس العسكري لأداء حكومة شرف، لعدم قدرتها علي السيطرة الكاملة علي الانفلات الأمني والفوضي الاقتصادية، الي جانب تردد الحكومة والدكتور شرف نفسه في اتخاذ قرارات حاسمة وجادة لضبط البلاد!!

والحقيقة أن المتابع لأداء الحكومة يري أنه متواضع مقارنة بأداء الحكومة السابقة برئاسة د. أحمد شفيق والتي لم تمكث سوي 34 يوماً في السلطة، علي الأقل أن شفيق آثر الابتعاد عن الاضواء وصمم علي تقديم استقالته فجأة قبل اجتماع مجلس الوزراء في أول مارس الماضي.

ولأن الحكومة الحالية جاءت بموافقة شباب الثورة، فإن أمامها فرصة كبيرة في التأثير علي الشباب، ودفعهم الي العمل والانتاج والنهوض بالدولة، وهنا يثور سؤال لماذا لم يفكر رئيس الوزراء في عدم استجابة الشباب لدعوة العمل والانتاج؟!.. والاجابة عندي وهي أن هذا الشباب "لف السبع دوخات" بحثا عن عمل دون جدوي، فهو لم يجد فرصة عمل مناسبة، أو حتي غير مناسبة، وهنا يجب الانتباه الي أن نلتمس العذر للشباب، وكان يجب علي شرف ان يفتح أبواب العمل، ثم يدفع اليها الشباب أين يعمل هذا الشاب وكل الابواب موصدة، والمصانع لا تعمل، وعجلة الاقتصاد شبه متوقفة.

وهنا يشغل الشباب أوقات فراغهم بالاحتجاجات، وأمام مجلس الوزراء كل يوم عشرات الفئات المحتجة، وكلها عن شيء واحد يفهمه شرف جيداً،

وهو العمل والاجور والتثبيت، أي أن هؤلاء المحتجين لا يطلبون المستحيل، فكيف لنا أن نطلب من الشباب العمل والانتاج، ثم لا نوفر له الفرص، والمثل القديم يقول فاقد الشيء لا يعطيه.

لم نسمع منذ جاء شرف قبل 3 شهور أن افتتح مصنعاً جديداً، أو قام بتسلم الشباب فرص عمل أو منحهم قروضا، أو عقود اراض زراعية كي يعملوا، صحيح أن الكلام والوعود بكل ذلك علي لسان كل وزير، ولكن متي وأين ينفذ هذا الكلام.

ولأن الحكومة علي كف عفريت، فإنها تبدو مرتبكة، بلا أجندة، وبلا خطط، وأصبحت حكومة رد الفعل، انشغلت بالاحداث والتطورات في الشارع، وجاءت تصريحاتها منذ اليوم الأول في عملها رد فعل فقط، الي جانب تنفيذ تعليمات المجلس العسكري، في الاعداد لمشروعات قوانين بمراسيم.

المدهش أن شرف لم يقدم أي مبادرة لحل أي مشكلة تعاني منها مصر، ولم يقم بزيارة لأي محافظة باستثناء سيناء وقنا، في حين اسرع بزيارات خارجية بلغت حتي الآن 6 زيارات مقابل زيارتين داخليتين!! زار شرف الخليج 4 مرات، وحوض النيل مرتين.

قلبي مع الحكومة، وكلامي ليس انتقاصاً من شأنها، ولكنه من مواطن مصري يري في عمل الحكومة شيئا غير مكتمل، وأن الاداء غير موفق، والأمل أن يظهر التحسن في الاداء خلال الفترة المتبقية في عمر الحكومة خلال الثلاثة شهور القادمة، الآن مر نصف المدة، وبدأ الشوط الثاني من المباراة لنري ماذا ستفعل الحكومة في الأيام القادمة.

[email protected]