عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من عباءة الفلول إلى جلباب الإخوان

المتلونون والمتغيرون كثيرون، والثابتون على مبادئهم قليلون، وبين الاثنين نرى المهتزين أو المعتدلين، أقول هذا الكلام وقلبى ملىء بالاستغراب والدهشة من رجل ينتمى الى حكومة الدكتور هشام قنديل أحسبه رجلا محترما، وأراه كذلك، ولكن ما حدث منه خلال الايام والاسابيع الماضية،

تسبب فى حيرتنا ودهشتنا، الرجل الذى يجلس على كرسى وزارة التنمية المحلية الوزير أحمد زكى عابدين، نعرف تماما انه كان من رجال النظام السابق، ومحسوب بنسبة مائة فى المائة عليه، وتقلد العديد من المناصب منذ عام 1993 وتولى منصب محافظ بنى سويف ثم محافظا لكفر الشيخ، ومعروف عنه ارتباطه الوثيق والعائلى برموز النظام السابق، قبل تقلد كرسى الوزارة، رشح لتولى وزارة النقل اكثر من مرة، وعندما قامت الثورة ضعفت أسهمه وصنف ضمن باقة الوزراء المنتمين الى ما يسمى الفلول، وتردد اسمه عند كل تعديل او تغيير وزارى انه ضمن الخارجين من السلطة، ولكن حالفه الحظ كل مرة رغم أنه نسب اليه انحيازه فى الدعاية فى الانتخابات الرئاسية لأحد المرشحين المنتمين الى النظام السابق وسخر امكانيات المحافظة لذلك، المدهش ان الرجل عين وزيرا، وصار محسوبا على الاخوان، بعد ان «فلت» بكرسى الوزارة، وتحول من عباءة الفلول الى جلباب الاخوان. بقدرة قادر صار الرجل أقرب الى المتحدث الرسمى للحكومة، وتحول عن انتماءاته السابقة، وصار حاميا لحمى حكومة الاخوان، المهم أنه اخذ عددا من المواقف التى تكشف عن تصلب الرأى وعدم اللين، مع من يخالفه فى الرأى، هذا الرجل أغلق التليفون فى وجه مذيعة إحدى القنوات التليفزيونية، لمجرد سؤال عادى، ووصف البعض ما فعله الوزير بـ«الخليطة» السياسية كما شن هجوما مباغتا على الصحفيين فى مؤتمر بمجلس الوزراء، واتهمهم بالابتعاد عن الجماهير وجهلهم بما يحدث فى الشارع، ووصف نفسه بأنه وحده من يعرف نبض الجماهير، وليس أحد غيره، وأنه متواجد فى الشارع بصفة مستمرة وبلا انقطاع وقال الرجل انه لا يأخذ أوامر من أحد حتى من الرئيس مرسى نفسه، ونفى وجود أزمة فى البوتاجاز والسولار والبنزين، ونفى ارتفاع الاسعار، واتهم الاعلاميين بعدم الصدق، ويبدو لى أنه عاد لأيام النظام السابق بالتصريحات الوردية وأن كل شيء على مايرام، ورغم أنه الوحيد من بين 35 وزيرا، الباقى من عهد النظام السابق، ولا أحد ينافسه فى ذلك، نعود الى

مسألة غلق المحلات، وأنا شخصيا لا أعترض على تنظيم غلق المحلات، ولكن ملاحظاتى تتعلق بطريقة طرح القرار دون آلية محددة، وكيف يصدر قرار دون التشاور مع اصحاب الاختصاص، ودون وضع برنامج للتنفيذ، واعتقد ان تدخل مؤسسة الرئاسة جاء فى الوقت بدل الضائع. ونتج عنه هدوء حذر ومؤقت، وباتت المشكلة مع تصريحات المسئولين وعلى رأسهم وزير التنمية المحلية، هذه التصريحات نتج عنها توريط رئيس الوزراء نفسه، ووضعه فى مأزق كبير، ولا ادرى هل يقصد الرجل توريط رئيس الوزراء أم يقصد شيئا آخر، واتصور ان هذا الوزير صار صانعا للأزمات، داخل ديوان مجلس الوزراء، واعتقد انه مازال لا يفرق بين النقد المباح، والتجريح، يرى أنه خارج دائرة النقد، وان من ينتقد سياسته فى العمل يصير عدوا له، وانه خارج دائرة أى نقد، ومن يريد ان يتأكد مما أقوله عليه ان يراجع كيف تعامل مع مذيعة احدى الفضائيات وكيف تعامل مع الصحفيين فى مؤتمر صحفى بمجلس الوزراء قبل شهر من الان، وكل ذلك موجود على اليوتيوب، هذا الكلام لا نقصد به سوى الصالح العام ومصلحة البلد فى ضرورة وجود مسئولين على قدر المسئولية، يتحملون النقد، ينكرون أنفسهم، ويعملون فى صمت، لو كنت مكان هذا الوزير، لتذكرت نعمة الله على، وتذكرت قصة علاقتى الحميمة مع النظام السابق، وبعدت عن أى جدل فى الساحة، ولكن أن يكون تاريخى هكذا، وأنسى كل ذلك ثم «أخبط» فى خلق الله، وأترك مهمتى لأتحدث عن نفسى، وأجرح الآخرين، هذا يحتاج وقفة.

[email protected]