عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفرق بين «الجنزوري» و«قنديل»!!

سؤال: ما الفرق بين الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الحالي؟.

. اسمحوا لي أن أجيب – حسب وجهة نظري – أري أن الوقت لم يسمح للجنزوري أن يكمل برنامج حكومته, وأن فترة حكومة -  7 شهور - لم تكن كافية لحل أزمات عمرها أكثر من 30 سنة, ولكن ما رأيته من عمل جاد وقرارات حاسمة، وإرادة وطنية مقدرة للوضع الحساس للبلاد, يدل علي حسن تقدير المسئولية لحكومة الجنزوري.
ظهر ذلك في بدايات الحكومة, حيث اتخذت أكثر من 40 قراراً خلال الشهرين الأولين ونتج عنهما ارتياح ربما كان محدوداً, ولكن فتح باب الأمل لشعب عاش تحت ضغط القهر والفقر والخوف.
أما بدايات حكومة قنديل, فجاءت عكس المتوقع, رأينا حكومة مهزوزة, لم تصدر قرارات حاسمة, تجاه الأزمات الجماهيرية المشتعلة, انشغلت بالتفاصيل المملة, وتركت كبار الامور, غرقت في الاجتماعات واللقاءات طوال الوقت, في حين لم ير الشارع الأثر المتوقع لهذا الانشغال, وأري أن ثمة تشابهاً كبيراً بين عمل حكومتي قنديل والدكتور عصام شرف, لا نتائج  محسوسة في الشارع رغم امتلاء أجندة العمل, ونظراً لقربي من مجلس الوزراء ومؤسسة الرئاسة, أزعم أن حكومة قنديل تسير علي نفس خطي حكومتي أحمد نظيف وعصام شرف.
قد يرد البعض وعنده حق بالقول إن قنديل من أكثر رؤساء الحكومات تواجداً في الشارع, وأرد عليه وأقول إن العبرة ليست بالتواجد ولكن بحسم المشاكل, لم يتخذ قنديل اي قرارت شعبية مهمة شعر بها الناس, والأخطر من ذلك أن قنديل قام بمعظم زياراته في محيط ضيق يمثل جزءاً صغيراً من حي الدقي الذي يقطن به, وبالتالي لا نستغرب من إطلاق البعض عليه لقب «رئيس وزراء حي الدقي بالجيزة» حيث ترك كل المحافظات والمدن والأحياء والقري، التي هي في رقبته وركز نشاطه علي حي الدقي، وعندي معلومة «أكيدة» تقول بأن الجنزوري لم يبرح مكتبه طوال عمله رئيساً للحكومة, ومقابل ذلك كان لا يمر يوم دون أن يلتقي بوفود

ونماذج من عامة الناس, وكان مكتبه مليئاً بمختلف الفئات, وبذلك نجح في الوصول بدقة إلي نبض الشارع وحل المشاكل اليومية, ولو بصفة مؤقتة.. أما قنديل فإنه يسير بطريقة تحسس الأمور ولمسها, دون الاقتراب منها, مناقشة القضايا دون حلها, استبدال القرارات بالتوصيات, وعندما يضطر إلي إصدار قرارات فإنه يعرضها علي رئيس الجمهورية لكي تصدر مرة ثانية كقرار جمهوري, وهذه سابقة نادرة لم نعهدها من قبل, مجملها أن هنال رئيساً للوزراء لا يريد أن يتحمل المسئولية.. أو حتي يستخدم صلاحياته المحدودة, في إصدار القرارات الإدارية والتنفيذية.
لم نسمع عن اهتمام قنديل بهموم الناس, ومتابعة الأزمات, الناس كانت تتوقع منه أن يذهب إلي محطات الوقود وأماكن تعبئة البوتاجاز, وزيارة أسواق الخضر والفاكهة, لمتابعة المشاكل وحلها علي الطبيعة, لماذا لم يذهب رئيس الوزراء إلي زيارة المدارس والجامعات؟ والتعرف علي هموم المدرسين والأساتذة والإداريين وغيرهم؟.. كنت أتمني ألا يركز قنديل علي الشو الإعلامي وإخراج تمثيلية الزيارات المفاجئة والمباغتة وغير المسبوقة وغيرها من صنع حاشيته ومراسمه وأمنه الشخصي الذين ضحكوا عليه واستغلوا حداثته في المنصب, ونصبوا له الفخاخ التي جاءت علي عكس ما توقعه, في حين جاءت – حسب تقديري – علي رغبة الحاشية التي تخصصت في إغراق العديد من رؤساء الوزارات في قضايا هامشية بعيداً عن أوجاع ومتاعب الناس.
[email protected]