رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفتاح القصر الرئاسى

المرشحون للرئاسة يلهثون للوصول إلى القصر الرئاسى، البعض أعد العدة وجهز نفسه منذ شهور عديدة لنيل الشرف والجلوس فوق عرش مصر. هؤلاء لديهم استعداد غريب ومدهش ليحملوا لقب الرئيس، وأنفقوا المال والجهد والفكر فى سبيل تحقيق الهدف، والآخرون وهم بالمئات يسعون لنيل شرف الوقوف أمام شباك سحب أوراق الترشيح، وهؤلاء يكفيهم الأوراق،

وأزعم بأنهم سوف يحتفظون بها، ويغلفونها، لكى يثبتوا للأهل والأبناء والأحفاد والجيران والأقارب، أنهم فى يوم من الأيام كانوا مرشحين محتملين للرئاسة، لمجرد أنهم سحبوا الأوراق فقط، وتساوت هاماتهم أو اقتربت من الرؤساء السابقين والقادمين. أما الكبار، وأطلق عليهم «عواجيز الرئاسة»، فهم لا ينامون، يحلمون ليل نهار بملك مصر، ينتظرون من أنصارهم المعجزات لكى ينعموا بالخيرات من الرئيس المرتقب حال فوزه، مفتاح القصر الرئاسى صار هاجساً للمرشحين، ولأن المفتاح فى يد أمينة. ومؤتمن عليها المجلس العسكرى، بعدما قرر المشير حسين طنطاوى غلق مقر الرئاسة، لحين المجىء برئيس منتخب من الشعب، ولأن المفتاح مسألة رمزية، إلا أنها شديدة الأهمية للمشتاقين، رغم أن الرئيس القادم سوف يفاجأ بعدد من المفاتيح وعدد من مقرات الرئاسة، وسوف يكتشف أن كرسى الرئاسة فى المحروسة له «هيلمان» ليس له مثيل فى أى دولة فى العالم. أكيد أن الرئيس المرتقب سافر معظم دول العالم، وتأكد من عناوين مكاتب الرؤساء والتى لم تتغير منذ مئات السنين، كما تأكد أن أكبر الدول لها قصر رئاسى واحد معلوم المكان، مثل البيت الأبيض فى أمريكا، والكرملين فى روسيا، و10 داونينج ستريت فى بريطانيا، ودول متقدمة أخرى، أما عندنا فى مصر فحدث ولا حرج، عندنا ما يقرب من 15 مقراً لرئاسة الجمهورية، فى القاهرة والمحافظات وجميعها شغال، بمعنى أن الرئيس يذهب إلى أى مقر فى أى وقت ويمارس مهامه من أى قصر، وله فى كل قصر مراسمه وحاشيته، وأتباعه ووسائل الإعلام مستعدة لتلميع الرئيس فى أى قصر، وهنا، أذكر أن أحدث وحدات البث الخارجى والكاميرات كانت تستوردها وزارة الإعلام، خصيصاً لتغطية مقار الرئاسة التى يتردد عليها الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فى حين أن مبنى ماسبيرو يعانى من قدم وتهالك معدات البث.
رؤساء مصر العظام لم يكن لهم سوى مقر واحد ورسمى،

أما فى عصر حسنى مبارك فكان العجب سيطر البوليس ومباحث أمن الدولة على كل كبيرة وصغيرة، وأصبح مبارك مثل هارون الرشيد، استغل القصور الرئاسية، جميعها فى آن واحد، القصر الرئاسى الرسمى فى عابدين، وقصر العروبة فى مصر الجديدة، وقصر الرئاسة فى شرم الشيخ وقصر الرئاسة بمدينة برج العرب، إلى جانب العديد من القصور الرئاسية الأخرى. أقترح على الرئيس القادم، أن يحترم الشعب ويختار مقراً دائماً وثابتاً للرئاسة، ويقنن استخدام باقى القصور، خصوصاً أن اقتصاد الدولة لا يحتمل التبذير، وأدعو الخبراء إلى فتح الباب لاستغلال القصور الرئاسية، فى مجالات السياحة أو أى مجالات تدر دخلاً للبلد بدلاً من تركها للعبث فيها من قبل الرؤساء وحاشيتهم. نريد أن يكون مقر رئاسة الجمهورية له باب واحد، ومفتاح واحد، ومكتب واحد، نريد أن يعلن الرئيس ما بعد ثورة 25 يناير مواعيد عمله الرسمية، وموعد مقابلاته للمواطنين، وطريقة إطلاعه على شكوى الناس، نريد رئيساً بسيطاً، حى الضمير، يقظ القلب والبصيرة، أن يعلم أن 90 مليون مواطن يراقبونه، وأن فوقهم الرقابة الإلهية التى لا تخطئ أبداً، وأخيراً أمام الرئيس الجديد فرصة للدخول فى تاريخ العظماء من زعماء العالم، يخرج من الرئاسة مرفوع الرأس، عزيز النفس، قوى الإرادة، يحبه الجميع، يذهب من كرسى الرئاسة إلى بيته راضيا مرضيا، لا نريد رئيساً يترك مفتاح الرئاسة إلى الدار الآخرة، أو إلى السجن أو قاعات المحاكم، الشعب يريد رؤية مواطنين كانوا رؤساء سابقين.