مفتاح القصر الرئاسى
المرشحون للرئاسة يلهثون للوصول إلى القصر الرئاسى، البعض أعد العدة وجهز نفسه منذ شهور عديدة لنيل الشرف والجلوس فوق عرش مصر. هؤلاء لديهم استعداد غريب ومدهش ليحملوا لقب الرئيس، وأنفقوا المال والجهد والفكر فى سبيل تحقيق الهدف، والآخرون وهم بالمئات يسعون لنيل شرف الوقوف أمام شباك سحب أوراق الترشيح، وهؤلاء يكفيهم الأوراق،
وأزعم بأنهم سوف يحتفظون بها، ويغلفونها، لكى يثبتوا للأهل والأبناء والأحفاد والجيران والأقارب، أنهم فى يوم من الأيام كانوا مرشحين محتملين للرئاسة، لمجرد أنهم سحبوا الأوراق فقط، وتساوت هاماتهم أو اقتربت من الرؤساء السابقين والقادمين. أما الكبار، وأطلق عليهم «عواجيز الرئاسة»، فهم لا ينامون، يحلمون ليل نهار بملك مصر، ينتظرون من أنصارهم المعجزات لكى ينعموا بالخيرات من الرئيس المرتقب حال فوزه، مفتاح القصر الرئاسى صار هاجساً للمرشحين، ولأن المفتاح فى يد أمينة. ومؤتمن عليها المجلس العسكرى، بعدما قرر المشير حسين طنطاوى غلق مقر الرئاسة، لحين المجىء برئيس منتخب من الشعب، ولأن المفتاح مسألة رمزية، إلا أنها شديدة الأهمية للمشتاقين، رغم أن الرئيس القادم سوف يفاجأ بعدد من المفاتيح وعدد من مقرات الرئاسة، وسوف يكتشف أن كرسى الرئاسة فى المحروسة له «هيلمان» ليس له مثيل فى أى دولة فى العالم. أكيد أن الرئيس المرتقب سافر معظم دول العالم، وتأكد من عناوين مكاتب الرؤساء والتى لم تتغير منذ مئات السنين، كما تأكد أن أكبر الدول لها قصر رئاسى واحد معلوم المكان، مثل البيت الأبيض فى أمريكا، والكرملين فى روسيا، و10 داونينج ستريت فى بريطانيا، ودول متقدمة أخرى، أما عندنا فى مصر فحدث ولا حرج، عندنا ما يقرب من 15 مقراً لرئاسة الجمهورية، فى القاهرة والمحافظات وجميعها شغال، بمعنى أن الرئيس يذهب إلى أى مقر فى أى وقت ويمارس مهامه من أى قصر، وله فى كل قصر مراسمه وحاشيته، وأتباعه ووسائل الإعلام مستعدة لتلميع الرئيس فى أى قصر، وهنا، أذكر أن أحدث وحدات البث الخارجى والكاميرات كانت تستوردها وزارة الإعلام، خصيصاً لتغطية مقار الرئاسة التى يتردد عليها الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فى حين أن مبنى ماسبيرو يعانى من قدم وتهالك معدات البث.
رؤساء مصر العظام لم يكن لهم سوى مقر واحد ورسمى،