رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأخطاء العشرة لـ «الجنزوري»

أري ان الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء، أخطأ عشرة أخطاء فادحة منذ اختياره رئيسا لحكومة الانقاذ الوطني. أوائل ديسمبر الماضي، نتج عنها وجود مساع نشطة من البرلمان وعدد من القوي السياسية والشعبية، لإسقاط حكومته، وعدم الصبر حتي انتهاء مدتها القانونية نهاية يونيو القادم: الخطأ الأول: تشكيل حكومة تضم عددا من بقايا الفلول،

ورموز النظام السابق، وهم معروفون، الثاني: طريقة الاختيار تمت بنفس الفكر القديم ويتمثل في تفضيل اهل الثقة أولا وقبل كل شيء، ثالثا: عدم المجيء بعناصر من الشباب لتطعيم الحكومة ورفض فكرة اسناد مناصب وزارية لبعض شباب الثورة ممن تتوفر فيهم الخبرة والمهنية، ولذلك اطلق علي الوزارة «شلة العواجيز»، رابعا: اختفاء أفكار جديدة تتعلق خاصة باختصار عدد الوزارات مثلما يحدث في معظم دول العالم  ودمج أو تعديل أو إنشاء حقائب وزارية جديدة  مثل وزارة الشباب والرياضة، التي طالب بها شباب الثورة، خامسا: السكوت علي الأداء الهزيل لعدد من الوزراء والمحافظين رغم تسببهم في تفاقم عدد من المشاكل الجماهيرية أبرزها البوتجاز، والبنزين والسولار، والخبز ، وارتفاع الأسعار، والفوضي الأمنية، وتراجع الاداء الاقتصادي وزيادة عدد العاطلين، سادسا: تكرار القرارات والتعليمات والتوصيات الصادرة عن اجتماعات مجلس الوزراء، دون أن يتحقق منها شيء علي أرض الواقع، لدرجة أن قرارات صدرت أكثر من مرة لحسم أزمة أنبوبة البوتجاز دون جدوي، سابعا: تجاهل حكومة الجنزوري الوعود عن الانضباط الأمني، وعودة الانفلات عقب أحداث بورسعيد وعودة الرعب في الشارع بسبب التلكؤ الأمني وعدم انتشار الأمن بالشكل المناسب، ثامنا: تجاهل حكومة الجنزوري لتطبيق قانون الافساد السياسي، والسكوت عن المئات من بقايا الفلول الذين مازالوا يعملون في الجهاز الإداري للدولة رغم البلاغات المقدمة ضد عدد كبير منهم تتهمهم بالفساد، ولا أحد يعرف ماذا تم تجاههم، تاسعا: السكوت عن قضايا حساسة شغلت الرأي العام، وتسببت في العديد من المظاهرات، مثل الأموال المهربة للخارج، وعدم الجدية في السعي لاستردادها فورا. الي جانب التكاسل عن التحري عما يسمي بالطرف الثالث أو اللهو الخفي، ولا أحد يعرف لماذا السكوت عن هذا الشيء المبهم الذي نسب اليه كل الأحداث الدامية منذ اندلاع ثورة 25 يناير، عاشرا: اختباء الجنزوري عن

الناس، وعدم الظهور.
في مواقع افتتاح المشروعات التي دعا اليها، والاعتذار المتكرر في اللحظات الأخيرة، مثلما حدث في افتتاحات  معرض الكتاب، ومترو الأنفاق، وعدم ظهوره أمام المواطنين في الكثير من المناسبات، يحدث هذا رغم ان الجنزوري يكرر دائما أنه مواطن بسيط يسعد الناس برؤيته في الأماكن العامة. هذه الأخطاء التي أرودتها عبارة عن اجتهاد شخصي مني، بصفتي محررا لشئون مجلس الوزراء، وقربي من محيط السلطة التنفيذية ومن خلال توصيفات مقارنة مع بعض رؤساء الوزاء السابقين، رغم مالهم وما عليهم، كان القليل منهم أقرب الي الصراحة والبساطة، والكثير أبعد عن الصفتين، ولا أنكر أن «الجنزوري» بدأ متحمسا مستندا علي  خبراته السابقة، ولكن أري في الأفق تراجعا عن الحماس السابق، وعودة الي النظام الروتيني في العمل، لا أدري لماذا ؟ ومهما كان السبب فلا عذر لرجل تحمل المسئولية في وقت حرج، وعليه الآن أن يصحح مسار عمله ويعدل من أخطائه  لأن المشتاقين لمنصبه كثيرون وهم جاهزون، ولديهم خطط جاهزة للتنفيذ، وهم يرون أن من حقهم أن تتاح الفرصة أمامهم لاستكمال ما بدأ به الجنزوري، وأظن  أن هذا حقهم، وحق أي مصري مؤهل لهذا العمل الكبير والمسئولية الضخمة، فقد انتهي عصر احتكار المناصب، وانتهي الاحتكار لكل شيء، وجاء وقت العمل، ووقت السيادة للشعب صاحب الكلمة العليا في كل شيء، الشعب لن يسكت  أبدا عن اي ظلم، ولن يمهل، أي مسئول لا يستحق الاستمرار في منصبه.
[email protected]