رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطريق إلي رئاسة الوزراء

الطريق إلي رئاسة مجلس الوزراء، طويل وشاق، المشتاقون كثيرون قبل الثورة، وقليلون بعدها وكما أن طريق رؤساء الحكومات صعب، فإن الطريق إلي المقر صعب أيضا، حيث يقع قصر المجلس في منطقة متخمة بالمصالح الحكومية، ومزدحمة مروريا ويقترب المقر من ميدان التحرير،

ويواجه مجلس الشعب مباشرة، ويجاور وزارة الصحة، كما يجاور شارع محمد محمود أو شارع الحرب بين المتظاهرين وقوات الأمن، ويفصل بين مجلس الوزراء والميدان شارع الشيخ ريحان.
الطريق إلي مجلس الوزراء رغم صعوبته فقد عرفه المتظاهرون من أصحاب المطالب الفئوية، وعلي باب المجلس جاء المصريون من كل حدب وصوب يطلبون إصلاح شئونهم المالية والإدارية والاجتماعية، وأصبح مقر الحكومة أشهر من مقر المجلس العسكري، ومجلس الشعب، وأي سكان آخرين في مصر. ربما يكون ذلك بسبب «الثورة» التي أزاحت نظاماً بكامله ولم يتبين في المشهد سوي مقر الحكومة.
شهد العام 2011، 4 حكومات ثار حولها الجدل، وتركت بصماتها في مجالات الحياة المختلفة، رئيس الوزراء الأول: أحمد نظيف حتي نهاية يناير، الثاني: أحمد شفيق مدة رئاسته 34 يوما، الثالث: عصام شرف بقي في السلطة 259 يوما، ما يعادل 8 شهور و19 يوماً. الرابع كمال الجنزوري من 25 نوفمبر.
الطريق إلي رئاسة الوزراء، حلم الكثيرين، حيث يصنعون التاريخ، بجهدهم ونشاطهم، وإخلاصهم ولكن البعض منهم لم يستطع تحقيق المجد، ولم يستغل الموقع الخطير لكي يذكره التاريخ، وليست شهرة رئيس الوزراء في الفترة التي يقضيها سواء بطولها أم بقصرها، ولكن بإنجازاته وأفعاله فقط، مثلا تركت بعض حكومات عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك بصمات في عالم الاقتصاد والسياسة والخدمات مثل عاطف صدقي، وكمال الجنزوري وأحمد شفيق. «صدقي» شغل المنصب أكثر من 10 سنوات، وحقق استقرارا وتقدماً اقتصادياً، وإدارياً «الجنزوي» حقق إصلاحاً إدارياً وتخطيطاً، «شفيق» أعطي درساً في سرعة اتخاذ القرار المدروس، ولم يمهله الوقت لإظهار نشاطه.. أما وزارة الدكتور عصام شرف، فتوجد مفارقات بينها وبين حكومة الدكتور كمال الجنزوري الثانية والتي بدأت منذ 4 أيام فقط. وقد لاحظت هذه المفارقات

بحكم عملي كمحرر لشئون مجلس الوزراء. أذكر هذه المفارقات وأترك للقارئ العزيز التعليق عليها.
جاء «شرف» من قلب ميدان التحرير، وأول تصريح له من الميدان وهو محمول علي الاكتاف، وجاء «الجنزوري» بحكومته الثانية من قلب المجلس العسكري، وجاءت أولي تصريحاته من المجلس العسكري، وزار المجلس مرتين خلال 24 ساعة منذ إسناد المسئولية إليه.
لأول مرة في تاريخ مصر منذ وزارة نوبار باشا 1878، وهو أول رئيس وزراء لمصر، أن يكون لمصر رئيسا للوزراء في آن واحد، الأول عصام شرف يدير الحكومة المقالة من مقر مجلس الوزراء، وكمال الجنزوري يدير الحكومة الجديدة من مقر وزارة التخطيط.
ولا أحد يدري علي وجه الدقة متي ترحل حكومة «شرف» وتخلي المكان لحكومة الجنزوري، هل مع انتهاء المرحلة الأولي أو انتهاء باقي المراحل، ورغم أن الأرجح حسب الرؤية الحالية فإن حكومة الجنزوري سوف تؤدي اليمين أمام المشير حسين طنطاوي نهاية الأسبوع الجاري أي بعد انتهاء المرحلة الأولي. ومن بين المفارقات في الحكومتين، أن «شرف» عمل وزيراً للنقل 4 سنوات ثم رئيساً للوزراء 8 شهور، والجنزوري عمل وزيراً للتخطيط 14 عاماً، وقبلها محافظاً للوادي الجديد وبني سويف ثم رئيسا للوزراء 3 سنوات ونصف السنة، ثم رئيسا للوزراء «رجل محظوظ». المفارقة الأخيرة تكشف عن سر نجاح وتفوق «الجنزوري» لأنه «منوفي» أما «شرف» فهو «دقهلاوي»!!
[email protected]