رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصر مبارك «بشرطة»!

رغم الجهود المبذولة، لتبني مطالب الثورة، والحفاظ على مكتسباتها، إلا أن شيئاً ما يحدث في الشارع، هذا الشىء يتسم بالغموض، والضبابية، ولكن البعض فسر هذا الغموض، الذي جعل غالبية المصريين لا يشعرون بأن عصر مبارك قد انتهى، وأن مصر تدار حالياً، بنفس طريقة إدارة ما قبل ثورة 25 يناير العظيمة، تضمن التفسير ما يجري حالياً من استمرار لحالة التوخي في الشارع رغم انتشار رجال الشرطة، وهذا في حد ذاته مثار تساؤل، جنرالات الشرطة موجودون ولكن الأمن غائب لماذا؟ الاجابة ليست عند أحد من الشعب.. ولكنها سوف تظهر من أحد كبار المسئولين فيما بعد؟!

محاولات الفلول العودة الى مواقعهم القيادية في ادارة شئون البلاد، تسير بتقدم مذهل.
الآن وبعد مرور ما يقرب من 10 أشهر على الثورة عاد فلول النظام السابق، بشكل اكثر تنظيماً، ظهرت أصواتهم، وظهرت قنواتهم الفضائية، وبرامجهم وظهرت اجتماعاتهم، وتهديداتهم بحرق محافظات الصعيد، وإعلان استغلال تلك المحافظات، وللفلول ميليشيا من البلطجية المسلحين رهن الإشارة، وقد اعتمد عليهم بعض عناصر النظام السابق في احداث الفتنة والاندساس وسط المتظاهرين لاشعال الفوضى، ونشر الاضطراب.
لم يكتف الفلول بذلك بل تعالت أصواتهم بالغاء قانون الغدر، وفعلاً نجحت ضغوطهم في تعطيل اصدار القانون لأكثر من 3 أشهر، فقد انتهت صياغة القانون وموافقة مجلس الوزراء عليه في 27 يوليو الماضي، ولكنه لم يخرج من المجلس العسكري حتي الآن، وظهرت أصوات من هنا وهناك باعادة صياغته ثم تفعيله، واخرى تقول بأن القانون مازال تحت الدراسة، هذا التأخير، والتأجيل جاء من ضغط الفلول، ومجرد

تردد المجلس العسكري في اصدار القانون يعد انتصاراً للفلول.
على المستوى الشعبي احتار الناس، في هذا التباطؤ في تنفيذ مطالب الثورة 10 أشهر مرت دون أي احساس بالتغيير نحو الأمام الفوضى، والاحتجاجات والتظاهرات تعم البلاد، قانون الطوارئ، والقوانين الخاصة بمعالجة الاحتجاجات لم تفلح في إحلال الأمان بالبلاد، الاقتصاد يتراجع، والبورصة تهوي وميدان التحرير لم يشعر بالراحة منذ الثورة، والثوار مازالوا لا يشعرون بالتغيير، خصوصاً وأن فلول الحزب الوطني المنحل وباقي النظام مازالت تدير الجهاز الاداري للدولة، بل إن حكومة شرف الغائبة عن الوعي قامت بترقية احد أكبر عناصر الفلول وعضو لجنة السياسات سابقاً الى موقع قيادي خطير وحساس، كما أبقت على اخرين في نفس مواقعهم الحساسة حتي هذه اللحظة.
أطلق بعض المراقبين على عصر ما بعد ثورة 25 يناير بأنه عصر مبارك الثاني، حيث سمح بالثورة بشرط ألا يرحل النظام، رحل الكبار وتركوا وراءهم جيشاً يدير جهاز الدولة لحين عودة الكبار الى مواقعهم السابقة، هذا رأي بعض المراقبين لما يجري في الساحة السياسية.

[email protected]