عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إعدموا حكومة الجنزوري..الان!!

" سيكون اسعد يوم في حياتي اذا تركت كرسي الوزارة غدا.. ولكنني اكثر سعادة لانني وافقت علي خدمة مصر بدافع وطني واشعر بالفخر لانني قدمت شيئا لها خلال هذه الفترة العصيبة والقصيرة " .. هذه العبارة جاءت علي لسان احد وزراء حكومة الدكتور كمال الجنزوري ، خلال دردشة او بمعني ادق فضفضة ، عقب احد الاجتماعات في مجلس الوزراء اوائل هذا الاسبوع .

الجملة بسيطة ولكن معناها عميق واعتقد انها لا تنطيق علي صاحبها فقط - واسمحوا لي الا اذكر اسمه حتي لا اضعه في حرج سياسي- ولكنها تعبر عما يجول في خاطر جميع اعضاء حكومة الانقاذ، لانهم تولوا المهمة المستحيلة  وهم علي قناعة بانهم سوف يتحولوا الي "كروت محروقة" وسيخسرون كثيرا علي المستوي الشخصي بعد خروجهم من الوزارة ، سواء طال عمرها او قصر، كما حدث مع اعضاء حكومة الدكتور عصام شرف .
هذه المقدمة كان لابد منها لكي اطرح السؤال الاهم ..ماذا لو تم سحب الثقة من الحكومة  بسبب فضيحة التمويل الاجنبي، بصرف النظر عما اذا كان ذلك دستوريا ام لا؟ ..وماذا لو بادر الجنزوري نفسه وقدم استقالة حكومته للمجلس العسكري ؟. وهذا يقودنا الي سؤال اخطر.. هل الاشهر القليلة المتبقية من عمر الحكومة الحالية كافية لاي حكومة جديدة للخروج بمصر من ازمتها الراهنة ؟ ..وهل اصحاب الاصوات الحنجورية الذين يطالبون باعدام الحكومة والان ، قادرون علي المجئ بحكومة صالحة للاستخدم الاقتصادي والسياسي والامني ويضمنوا لنا الا تنتهي صلاحيتها بعد عدة اسابيع ؟!
لن اكون مبالغا اذا قلت ان حجم الملفات التي فتحتها  الحكومة  ، رغم انها حكومة انقاذ ، تحتاج الي عدة شهور من اجل مجرد قرائتها وفهمها ، ولان الحكومة الجديدة المفترضة، ستكون قصيرة العمر ايضا، وليس لديها عصي موسي او خاتم سليمان او حتي مصباح علاء الدين من اجل حل مشاكل مصر التي تتشابك مثل خيوط العنكبوت ، فنحن اذا في طريقنا الي دوامة جديدة من التخبط السياسي والاقتصادي وضياع المزيد من الوقت والجهد والاموال في الوقت الذي نحتاج فيه الي " المليم " بدلا من تسول المعونات والمساعدات والقروض من كل من "هب ودب"، ومصر العظيمة لا تستحق منا  كل هذه الاهانة ، بعد ان كانت لنا اليد الطولي علي الجميع .
" صلة حكومة الجنزوري انقطعت بقضية التمويل الاجنبي منذ اللحظة التي ذهبت فيها الي ساحة القضاء ".. تلك كانت عبارة الدكتورة فايزة ابو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي امام مجلس الشعب يوم الاحد الماضي في دفاعها عن موقف الحكومة من فضيحة رفع الحظرعن سفر الاجانب المتهمين في قضية التمويل الاجنبي  ، وهذه الجملة تعني بوضوح وصراحة ان الحكومة ليست مسئولة عن هذا القرار ، بل وتم تجاوزها في اتخاذه ، وهو ما اكده  الجنزوري ، بعد امتناع عن التعليق لعدة ايام علي القضية الشائكة ، عندما اشار الي ان الكرة في ملعب العسكري والقضاء.
اذن المبرر الذي يستند عليه المطالبون برحيل الحكومة قد انتفي ، وعلي هؤلاء البحث عن صاحب القرار الاصلي

، ومع ذلك فلو كنت مكان رئيس الوزراء لتقدمت باستقالة حكومتي فورا بسبب اتخاذ قرار فيه اهانة لكرامة بلدي من وراء ظهري ، وهو اطلاق سراح اناس انتهكوا سيادة وحرمة الوطن، ولكن يبدو انه متسمك لاخر نفس باداء المهمة التي جاء من اجلها ، عندما اكد انه لم يات لتولي منصب هو زاهد فيه ولكنه جاء من اجل خدمة الوطن في احلك الظروف وفي وقت تخلي الكثيرون عنه ، واخشي ان ياتي اليوم الذي يندم فيه رئيس الحكومة علي مغامرته ويلقي نفس مصير حكومة شرف والتي جاءت ايضا بدافع وطني وحملها ثوار التحريرالحقيقيون علي الاكتاف ثم طرحوها ارضا عندما انحرفت عن المسار من وجهة نظرهم ، وعندها سيكون الاحساس بالوطنية باهظ الثمن.
اما تساؤلي الاخير..عدد الجرائم والكوارث التي ارتكبت خلال 3 شهور فقط هي عمر حكومة الجنزوري حتي الان بداية من احداث مجلس الوزراء ومحمد محمود ومرورا بالقصر العيني وحرق المجمع العلمي وانتهاءا بمجزرة استاد بورسعيد وفضيحة التمويل الاجنبي .. كل هذه الكوارث هل حدثت صدفة ودون رابط ام انها ممنهجة ومدروسة لاسقاط اي حكومة ، بصرف النظر عن رئيسها،  وضرب استقرار مصر واغراقها في الفوضي الي اجل غير مسمي؟!.
انا شخصيا لا اؤمن بنظرية المؤامرة او المخططات والاجندات الخارجية ولا حتي بالطرف الثالث او اللهو الخفي ، ولكن ما اؤمن به هو انه مادامت هناك جريمة فلابد من وجود جاني يجب ان توضع رقبته تحت مقصلة القانون من خلال محاكمة عادلة لا تفرق بين مدني وعسكري او مسلم ومسيحي ، الكل سواء امام الله وسيادة القانون .
وفي النهاية علينا جميعا ، سواء داخل مجلس الشعب او خارجه ، ان نحكم العقل ونغلب مصلحة الوطن علي المصالح الخاصة والمطامع السياسية ونبتعد عن "الشو  الاعلامي" ، لان القضية ليست ملكنا وحدنا ، فنحن عاجلا او اجلا سوف نرحل، ولكنها مستقبل الاجيال القادمة والتي لن ترحمنا عندما تكتب التاريخ الجديد لوطننا الحبيب.. هذا اذا كنا بالفعل نحب مصر الثورة... و_خلص الكلام .